ناقش مسؤولون ووزراء أهمية التعاون المشترك في إطار النهوض بالبيئة والحد من الكوارث الطبيعية، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء البيئة المنعقد بالرباط. وفي هذا الإطار، تحدث عزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، عن أهمية تعزيز الخطة التنفيذية للحدّ من مخاطر الكوارث الطبيعية وإدارتها في الدول الأعضاء للمنظمة الإسلامية. الرباح تحدث أيضا عن أهمية تبنّي مشاريع مهمة من قبيل استراتيجية تفعيل دور العوامل الثقافية والدينية في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة في العالم الإسلامي، وتعزيز دور الشباب والمجتمع المدني في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. وأثار الرباح ضرورة استكمال العناصر الاستراتيجية لتعزيز العمل الإسلامي المشترك في مجال البيئة والتنمية المستدامة. من جانبه، قال سالم المالك، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو)، إن النظام البيئي العالمي يتعرض لتدمير شامل، وعدد عناصر هذا الدمار. ومن ضمن العناصر التي تحدث عنها المالك، استنزافُ الموارد الطبيعية وتلوثها، وتراجع مساحات الاستيطان للنبات والحيوان. وقال المالك إن حوالي 700 مليون نسمة من العالم الإسلامي سيضطرون لهجرة بلدانهم بسبب التأثيرات البيئية، ناهيك عن تضاعف عدد الكوارث الطبيعية من 592 عام 2002 إلى 2100 عام 2017، مشيرا إلى أن التصحر سيشمل 13 بالمائة من مساحة الأرض. وتساءل المالك عن جدوى المعاهدات الدولية من المناخ "إذا كانت الدول الكبرى هي المسؤولة عن النسب الكبرى من الانبعاثات إلا أنها لا تفي بالتزاماتها"، مشيرا إلى أهمية "تكافل الجهود والعمل المشترك داخل العالم الإسلامي وخارجه". وتحدثت الأميرة سمية بنت الحسن، رئيسة الجمعية العلمية الملكية الأردنية، عن أهمية التصدي للمشكلات البيئية والتنموية المتعددة، قائلة إن الأمر يتعلق بموضوع له تأثير في حاضرنا ومستقبلنا، مضيفة أن "لموضوع البيئة والتنمية المستدامة ارتباطا وثيقا بالأمن الإنساني والنمو الاقتصادي والاجتماعي". وتابعت: "في ظل التحولات السياسية والاجتماعية يجب ألاّ ندع السياسات قصيرة الأمد تنسينا مدى قدرتنا على التكيف والانسجام". وسردت الأميرة بعض الضروريات التي قالت إن المواطنين يجب أن يولوها الاهتمام، "أبرزها تطوير فهمنا لطبيعة الأرض وإيلاء كوكبنا ما يستحقه من اهتمام، مع ربط المجتمعات الريفية بخطط التنمية المستدامة". وأردف قائلة: "يعيش أكثر من 55 بالمائة من سكان العالم بالمدن، وسيزداد العدد مستقبلا، وبالتالي يجب التركيز على المدن بجعلها صديقة للبيئة". وشددت الأميرة على أن التحديات التي تواجه عالمنا تتطلب حلولا إبداعية، قائلة إن "التحديات تهدد استقرارنا وازدهارنا، فإذا كانت الأزمات والحروب وراء هجرة الشعوب، فإن القضايا الراهنة من جفاف وندرة المياه ستصبح هي العامل المساعد على الهجرة".