أشاد المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء البيئة، الذي اختتمت أشغاله أمس الأربعاء بالرباط، بالجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة المغربية لإنجاز مشروع الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة. وأشاد المؤتمر، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي اعتمد تقريرا عن التقدم المحرز بشأن إنشاء هذا المشروع الأكاديمي والتنموي الكبير، بالإجراءات الإدارية والتقنية التي تم اتخاذها في ظل الرؤية الجديدة بشأن توفير مقر للأكاديمية ووضع هيكلها وبرنامج عملها. ودعا المؤتمر جهة الاختصاص في المغرب إلى التنسيق مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) لمواصلة الإجراءات العملية اللازمة لإنشاء الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة. وكانت الرسالة الملكية السامية، التي وجهها جلالة الملك إلى المشاركين في أشغال المؤتمر، وتلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أبرزت أنه "تجسيدا لالتزامنا بإقامة هذه المؤسسة"، "فقد تم اقتراح استضافة المملكة المغربية لهياكلها، من خلال تخصيص وعاء عقاري، بعاصمة المملكة الرباط، تتوفر فيه كل مقومات نجاح المشروع. كما سيتم تصميم وإنجاز مختلف مرافقها وفقا لمعايير البناء الأخضر والمستدام". "وبغية تعزيز الشراكات مع الدول الإسلامية"، يضيف جلالة الملك، "اقترحنا في رسالتنا الموجهة إلى مؤتمركم الثالث، المنعقد بالرباط، في أكتوبر 2008، إحداث الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة"، معربا جلالته عن الشكر لمنظمة الإيسيسكو، على مساعيها الحميدة، والجهود الجبارة التي تبذلها في سبيل تفعيل القرارات المتعلقة بإنشاء هذه الأكاديمية. وعبر جلالة الملك عن الثقة بأن إنشاء هذه الأكاديمية، سيساهم في تعزيز قدرات الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، على الانخراط في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، داخل الآجال المحددة لذلك، أي قبل متم سنة 2030. كما أكد جلالته على ضرورة جعل هذا المشروع في خدمة العمل المشترك، "كإطار مرجعي علمي بشأن قضايا البيئة، يتناسب مع الخصوصيات الطبيعية والثقافية للعالم الإسلامي، ويساهم في تطوير المعرفة والابتكار، وتنمية البحث العلمي وجعلها من الدعامات الأساسية لإرساء أسس التنمية المستدامة، لصالح دول العالم الإسلامي". وفي الكلمة الختامية للمؤتمر، نوه المدير العام للإيسيسكو، عبد العزيز بن عثمان التويجري، بالجهود التي يبذلها جلالة الملك ودعمه المتواصل للمنظمة. وأشار إلى أن المؤتمر عتمد قرارات وتوصيات تعزز العمل الإسلامي البيئي المشترك، وتوفر وسائل جديدة للتعاون الإسلامي في هذا المجال الحيوي. يذكر أن المؤتمر اعتمد، في ختام أشغاله، عددا من التقارير والمشاريع، كما صادق على مشروع "إعلان الرباط" حول حماية البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، الذي أكد أهمية تجديد الدول الأعضاء التزامها بدعم الأجندة العالمية للتنمية المستدامة، طبقا للمبادئ والمرجعيات الإقليمية والدولية، لتوجيه كل الجهود الوطنية والدولية من أجل تحقيق التنمية المستدامة.