ارتفعت وتيرة استنزاف المياه الجوفية بالحوز تانسيفت، مع تواصل تشييد المجمعات الفندقية المتوفرة على ملاعب لرياضة الغولف بمعايير دولية بمراكش والأقاليم المجاورة. ويقدر الخبراء في مجال حماية الثروة المائية حجم المياه التي يستهلكها مسلك لرياضة الكولف مكون من 18 حفرة بكميات تتراوح سنويا ما بين 700 ألف متر مكعب و1.2 مليون متر مكعب، نظرا لطبيعتها التي تستدعي ريها على مدار 24 ساعة متواصلة يوميا وبدون توقف. وتتسبب هذه الملاعب، التي تمتد مساحة الواحدة منها على امتداد لا يقل عن سبعة هكتارات، في استنزاف احتياطي المياه الجوفية لمنطقة حوض تانسيفت، الذي أضحى يعاني من عجز كبير على مستوى تغطية واردات المياه مقارنة مع حجم الاستهلاك الإجمالي. وتشير البيانات الرسمية إلى أن الفرشة المائية للحوز مجاط تصنف ضمن الفُرْشات المائية التي تعاني من الاستغلال المفرط وغير المعقلن، وأنها تسجل عجزا سنويا يناهز 100 مليون متر مكعب، حيث يبلغ معدل الواردات 450 مليون متر مكعب سنويا في حين يصل معدل الاستعمالات إلى 535 مليون متر مكعب. وتمثل الفرشة المائية للحوز أهم الفرشات لمنطقة حوض تانسيفت، حيث تؤمن 365 مليون متر مكعب للاستهلاكات الفلاحية، و30 مليون متر مكعب للماء الصالح للشرب، وتعتبر مياهها ذات جودة عالية إلى متوسطة باستثناء بعض الآبار التي تعرف ملوحة مرتفعة نسبيا. وبسبب هذا الاستنزاف للموارد المائية الجوفية، تكبدت الفرشة المائية للحوز- مجاط، خلال الفترة المرجعية 2002-2010، استنزافا متواصلا بمعدل 111 مليون متر مكعب في السنة. ويؤكد المسؤولون أنه من شأن تواصل تدني المخزون المائي أن يؤدي إلى التخلي عن بعض الأنشطة الاقتصادية، خاصة الفلاحية، بسبب نضوب مصادر المياه بالمناطق الأكثر استغلالا، وستواجه مجموعة من الجماعات الترابية صعوبات في تأمين مياه الشرب.