أمام قلة ذات اليد وغياب معيل ينفق عليها؛ وجدت أسرة، مكونة من أم وثلاثة أطفال، نفسها تفترش الأرض وتلتحف السماء، بمحاذاة أحد مساجد بومية بإقليم ميدلت، منذ شهرين تقريبا. الأم (في الثلاثينات)، وفق يوسف، ابن منطقة بومية، ليست من البلدة، بل تتحدر من الرشيدية بالجنوب الشرقي، وسبق أن 'تزوجت' (عرفيا/الفاتحة) بشخص من الناظور، فأنجبت منه ثلاثة أطفال، لكن تفاقم المشاكل بينهما أفضى إلى تخليه عن الجميع (الأم وأطفالها). وتابع المصدر نفسه، في تصريح لهسبريس، بأن الأم لا تظل بمكان المبيت في الصباح، بل تتجول في الأسواق للتسول رفقة طفلتها الصغيرة البالغة من العمر حوالي 4 سنوات، والتي من المرجح أنها تعاني إعاقة برجليها لأنها لا تقوى على المشي بانتظام؛ أما ابنها الذي يبلغ 6 سنوات فيَتِيه هو الآخر بحثا عن قوت اليوم ليساعد شقيقته ووالدته، رغم المخاطر التي تهدد سلامته؛ في حين قال عن الابن الثالث (17 سنة): "لا نراه كثيرا ولا نعلم أين يتيه..لم أره قط إلا هذا الصباح (الأربعاء)، ومن المرجح، كذلك، أنه يتسكع في ركن ما على أمل الحصول على كسرة خبز إن لم يكن مدمنا على تعاطي المخدرات". المتحدث عينه قال إن الأم لا تطلب سوى مأوى تؤوي إليه أطفالها قصد إنقاذهم من براثن التشرد والضياع اللذين كشرا عن أنيابهما، وتخشى على مستقبل فلذات كبدها، لاسيما أنه من المفروض أن يكونوا الآن في الحجرات الدراسية لا في الشارع معرضيْن لشتى ضروب المخاطر. وتناشد الأسرة، وفق المصدر ذاته، المجتمع المدني والسلطات المحلية والإقليمية الالتفات إلى وضعيتها الهشة، وتقديم يد المساعدة لانتشالها من مخالب الفقر الذي يضاعف محنتها ويعمق مآسيها، عبر توفير مكان تبيت فيه، يقيها من لسعات البرد في فصل الشتاء القريب.