بعد فضيحة بناء "ملعب تزيرت" لكرة القدم وسط وادٍ نواحي تارودانت، ما أدى إلى وفاة تسعة أشخاص جرفتهم حمولة الوادي، كشف رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أن عددا من القطاعات الحكومية ستقوم بدراسات لجميع البنيات المتواجدة قرب الوديان لنقلها إلى أماكن آمنة. وقال العثماني، في كلمة خلال افتتاح أشغال مجلس الحكومة اليوم الخميس، "هناك مخطط لنقل منشآت وبنيات قد تكون بنيت في مجاري وديان"، وأقر رئيس الحكومة ببناء مدارس بالقرب من هذه الأماكن الخطيرة قبل حوالي 40 سنة أحيانا. رئيس الحكومة أكد أن من واجب الدولة تفادي مزيد من الحوادث المرتبطة بالتغيرات المناخية، معتبرا أن "الفيضانات والتغيرات في الطفس ظاهرة عالمية تعرفها عدد من دول العالم، من ضمنها بلادنا التي تتزايد فيها مخاطر التغير المناخي"، قبل أن يضيف أن ظاهرة التغيرات المناخية مرشحة للزيادة أكثر فأكثر، وفقا لدراسات في هذا المجال. من جهة ثانية، أشار المسؤول ذاته إلى أن المغرب بصدد إرساء نظام لتغطية عواقب الوقائع الكارثية، كاشفا أن نظام تعويض الضحايا سيتم الشروع في تنفيذه خلال الأشهر القليلة المقبلة بعد استكمال المراسيم التطبيقية المرتبطة بالمشروع. ودعا العثماني القطاعات الحكومة وعموم المغاربة، وخصوصا السائقين، إلى أخذ النشرات الإنذارية الصادرة عن مديرية الأرصاد الجوية على محمل الجد، وقال إن "الأرصاد الجوية تصدر أحيانا 4 نشرات في اليوم، ولا يجب التعامل باستخفاف مع هذه التحذيرات، لاسيما من قبل السائقين المسؤولين عن الأرواح التي ترافقهم". وكان توالي الفواجع الوطنية، في الأسابيع الماضية، دفع الحكومة إلى الإسراع في إخراج مرسوم إحداث رسم شبه ضريبي لتمويل صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية الصادر قبل أزيد من سنتين دون أن يستفيد منه المغاربة ضحايا الكوارث الطبيعية التي باتت تهدد أرواح المئات. جاء ذلك بعد فاجعة انقلاب حافلة لنقل المسافرين على مستوى وادي الدرمشان بجماعة الخنك، بإقليم الرشيدية، ما خلف إلى حدود الساعة حصيلة ثقيلة تتمثل في وفاة 18 شخصا، واستمرار فرق الإنقاذ في البحث عن أزيد من 5 أشخاص. وقبل فاجعة الرشيدية بأيام قليلة، توفي 8 مواطنين بسبب اجتياح سيول جارفة أرضية ملعب دوار تزيرت بتراب جماعة إمي نتارت، التابعة لإقليم تارودانت.