بمناسبة حلول شهر محرم، تعرف أزقة وحومات المدينة العتيقة لمراكش انطلاق الاحتفال بعاشوراء، من خلال مبادرة تنافس أحياء هذه المنطقة، كالقصور والمواسين وبن صالح وبن سليمان وباب أيلان والقصبة وباب أحمر. الاحتفال بعاشوراء هذه السنة جاء بطعم خاص من خلال مبادرة من مؤسسات ثقافية كدار بلارج (مؤسسة تعنى بالتراث والثقافة) ومتحف حضارة الماء لإحياء هذا الحفل الشعبي، من أجل مصالحة شباب اليوم مع تراث المدينة اللامادي، والذي يعود إلى فترة السعديين. ومنذ إحداثه، عمل متحف حضارة الماء على تنظيم مبادرات ثقافية، تعيد إلى هذا الإرث الشعبي كتراث لامادي لمراكش قيمته ورونقه وإشعاعه، الذي بدأت معالمه تندثر خلال السنوات الأخيرة. يوسف محيي، المدير العام للمتحف سالف الذكر، أوضح، في تصريح لهسبريس، أن "هذا الحفل المنظم بمتحف محمد السادس لحضارة الماء يأتي في سياق قرار إدارة هذه المؤسسة العناية بالتراث اللامادي"، مشيرا إلى أنه "جرى الاحتفاء سابقا بتقطير الزهر وفن الآلة". وزاد المتحدث نفسه: "نسعى، من خلال هذه المبادرة التي تحييها فرقة للدقة المراكشية وفرقة الهواريات، إلى إحياء هذا التراث؛ في زمن تسود فيه هجرة كل ما هو ثقافي وله ارتباط بعمق الحضارة المغربية"، مضيفا: "لذا، قررنا فتح متحف الماء أمام مبادرات، تغرس القيم الثقافية والتاريخية في شباب الغد". وبهذه المناسبة، قال المقدم عبد الرزاق بانا، في تصريحه لهسبريس، إن "فن الدقة تراث روحي حي تاريخي بمراكش، متأصل ومن جذور أهلها لأن هذه المدينة هي أرض الحضرة"، موردا: "خلال هذه السنة، أضحى يحس سكان مراكش بأن هناك شيئا اسمه الدقة المراكشية". وتابع المقدم بانا موضحا: "مؤسسات جمعوية وفنية وإدارية تحتفي، هذه السنة، بالدقة المراكشية؛ فبالإضافة إلى دار بلارج نلتقي، اليوم، بمتحف الماء. وسنلتقي بهذا الفن بساحة جامع الفنا ودار البديع، نهاية هذا الأسبوع"، مبرزا "أن هذا الاهتمام يرجع إلى تضافر جهود فاعلين جمعويين ومثقفين وفنانين".