احتضنت العاصمة الموريتانية نواكشوط، مساء الجمعة، ملتقى علميًا حول "الذكاء الاصطناعي كرافعة للابتكار وريادة الأعمال في إفريقيا"، نظمته سفارة المملكة المغربية بالتعاون مع وزارة التحول الرقمي وعصرنة الإدارة، وبدعم من الوكالة المغربية للتعاون الدولي والوكالة البلجيكية للتنمية. شهد الملتقى نقاشات حول دور الذكاء الاصطناعي في دعم الابتكار وريادة الأعمال في القارة الإفريقية، في إطار مشروع "لينك آب إفريقيا"، وهو مبادرة تجمع بين المغرب، الاتحاد الأوروبي، والوكالة البلجيكية للتنمية لتعزيز الروابط الأكاديمية وفتح آفاق جديدة للشباب الإفريقي للاستفادة من التقنيات الحديثة في تطوير المشاريع الريادية.
في كلمته الافتتاحية، أكد وزير التحول الرقمي وعصرنة الإدارة، السيد أحمد سالم أبده تشفغ، أن الثورة الرقمية تمثل فرصة لا تُعوّض لموريتانيا والدول الإفريقية، مشددًا على ضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة لتعزيز ريادة الأعمال، ودفع عجلة التنمية المستدامة. كما أشار إلى أن موريتانيا تسير بخطى واثقة نحو تبني الذكاء الاصطناعي والاستثمار فيه، معتبرًا أن الشباب الموريتاني قادر، بدعم من الحكومة والشراكات الدولية، على أن يكون في طليعة المبتكرين في هذا المجال الحيوي.
من جانبه، أعرب السفير المغربي في موريتانيا، السيد حميد شبار، عن سعادته بتنظيم هذا الحدث العلمي الذي يجمع بين خبراء في الذكاء الاصطناعي، ورواد أعمال، وخريجي الجامعات المغربية، مؤكدًا أن المغرب يولي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون مع موريتانيا في المجال الأكاديمي والتكنولوجي. وأوضح أن إفريقيا لم تستطع اللحاق بالثورة الصناعية والزراعية في الماضي، لكنها اليوم أمام فرصة ذهبية للانخراط بقوة في الثورة الرقمية، معتبرًا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل محركًا رئيسيًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة.
بدورها، أكدت رئيسة جمعية الأطر الموريتانيين خريجي الجامعات والمعاهد المغربية، السيدة تربة منت عمار، أن الجمعية تعمل على تعزيز الروابط الأكاديمية والثقافية بين موريتانيا والمغرب، من خلال التعاون مع المؤسسات العلمية والمراكز البحثية المغربية. وأشارت إلى أن خريجي الجامعات المغربية يشكلون جسرا علميا وثقافيا بين البلدين، ويساهمون في دعم التنمية والابتكار في موريتانيا.
في سياق متصل، أوضح ممثل مفوضية الاتحاد الأوروبي في موريتانيا، السيد بيير بزيز، أن برنامج "لينك آب إفريقيا" يعكس رؤية استراتيجية لتعزيز التعاون الأكاديمي والتقني بين المغرب والدول الإفريقية، مع التركيز على توفير فرص ريادة الأعمال للخريجين الشباب. كما شدد ممثل الوكالة المغربية للتعاون الدولي، السيد محمد هشام فايز، على أن تنظيم هذا الملتقى في نواكشوط للمرة الثانية يعكس التطور المستمر للعلاقات الثنائية بين البلدين، ويجسد قيم التضامن وتبادل المعرفة والتعاون المشترك بين المغرب وإفريقيا.
شهد افتتاح الملتقى حضور عدد من البرلمانيين، وممثلي البعثات الدبلوماسية، إضافة إلى نخبة من الباحثين والخبراء في الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال، حيث ناقش المشاركون أحدث التطورات في هذا المجال، والفرص التي يوفرها للشباب الإفريقي.
يأتي هذا الملتقى في ظل التحولات الرقمية المتسارعة التي يشهدها العالم، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي عاملاً حاسمًا في تطوير الاقتصادات الحديثة. ومن خلال مثل هذه المبادرات، تسعى موريتانيا والمغرب إلى بناء جسور التعاون في مجال التكنولوجيا، وتعزيز دور الشباب الإفريقي في قيادة ثورة الابتكار الرقمي.