قالت غيثة مزور، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، إن قطاع ترحيل الخدمات "Outsourcing" و"Digital Export" يحظى بمواكبةٍ مستمرة من قِبل الوزارة، باعتباره ركنا أساسيا في تعزيز دينامية الاقتصاد الرقمي ببلادنا، مسجلة بفخر من فوق منصة "جيتكس إفريقيا 2024" ارتفاع رقم معاملات قطاع ترحيل الخدمات من 14,7 مليارات درهم إلى 17,9 مليارات درهم في السنتين الأخيرتيْن بما نسبته 20 في المائة، عازية الفضل إلى "تألق الكفاءات الشابة والمواكبة المتواصلة للحكومة والبنية التحتية المهمة، مع عدد متنام من الشركات الناشئة المغربية تنشط في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني". وقالت مزور، خلال كلمة افتتاحية تلتْها، بحضور رئيس الحكومة وشخصيات من عالم التكنولوجيا والرقمنة وحلول الذكاء الاصطناعي، اليوم الأربعاء بمراكش، إنه "لدينا اليوم شركات مغربية وعالمية تُقدم حلولا بهم تطوير آخر التكنولوجيات الرقمية بما يخدم العالم"، مستدلة بأن "المملكة تقدمت ب 12 مرتبة عالميا في هذا المجال لتصبح 28 على مستوى العالم، بالإضافة إلى كونها ثاني أفضل وجهة لترحيل الخدمات بإفريقيا". وب"كثير من الاعتزاز"، تحدثت الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة من فوق "المنصة الرئيسية" ل"جيتكس إفريقيا 2024′′، مُرحبة بالمشاركين والحاضرين في النسخة الثانية منه، واصفة إياه ب"الحدث القاري المهم الذي أضحى جاذبا لرواد التكنولوجيا والشركات الناشئة، الذي تحتضن فعالياته مدينة مراكش على مدى ثلاثة أيام". تمويل الشركات الناشئة.. المغرب الخامس إفريقيا استحضرت الوزيرة أمام قاعة غصت برواد التكنولوجيا ومحتضني شركات ناشئة وأصحابها "إطلاق قطاعها آلياتٍ مبتكرة لصناديق تمويل الشركات الناشئة، بشراكة مع كل من صندوق محمد السادس للاستثمار وصندوق الإيداع والتدبير لتشجيع مستثمرين جدد على الاستثمار في الشركات الناشئة المغربية"، ثم أضافت: "كما نواكبها في ولوج الأسواق، من خلال شراكات مع مختلف الوزارات؛ كوزارة التربية الوطنية ووزارة الفلاحة.. وعَمِلنا في إطار أكبر يشمل مراجعة الإطار القانوني والمواكبة والتمويلات والولوج إلى الأسواق". وبنبرة فخر، شدت مزور انتباه الحاضرين إلى أن "المملكة المغربية انتقلت على مستوى [التمويل بالمشاركة في رأس المال] (Levée de fonds) من الرتبة ال16 إلى الخامسة إفريقيا، بارتفاع استثنائي قدره +252 في المائة مقارنة بسنة 2022′′، قبل أن تؤكد: "ما زلنا نشتغل لتحقيق نمو أكبر. 600 خدمة عمومية مُرقمنة في سياق متصل، أكدت وزيرة الانتقال الرقمي أن "بلادنا أصبحت تتوفر على أزيد من 600 خدمة رقمية عمومية وما زلنا نشتغل على تسريع وتيرة رقمنة الخدمات العمومية"، "باعتبار الرقمنة رافعة مهمة للتنمية السوسيو اقتصادية ووسيلة لتحقق من خلالها انتظارات المواطنات والمواطنين، عملت الحكومة على الرفع من جودة الخدمات العمومية الرقمية". كما دعت، بالمناسبة، إلى "زيارة رواق "E-Gov" الذي يبسط آخر المستجدات المتعلقة بالخدمات العمومية الرقمية التي توفرها مختلف المؤسسات والإدارات العمومية الموجهة لفائدة المواطنين والمقاولات". الوزيرة أكدت "أهمية تنويع الشركاء الدوليين"؛ وهو ما مَثله مؤخرا "توقيع اتفاقية شراكة بأمريكا مع شركة 'أوراكل' الرائدة العالمية في تكنولوجيا المعلومات يتم بموجبها توظيف أزيد من 1000 كفاءة مغربية التي ستطور الحلول السحابية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وهي الحلول التي سيتم تسويقها عبر العالم". "الإقبال المتزايد لمختلف المشاركين على هذه النسخة الثانية، والذين حَجوا إلى مراكش من 130 دولة عبر العالم" عدتْه وزيرة الانتقال الرقمي "دليلا على نجاح فكرة تنظيم معرض جيتكس إفريقيا بالمملكة المغربية"، متابِعة باعتزاز: "نجاحٌ ما كان ليتحقق لولا تضافر الجهود التي بذلها ويبذلها مختلف المتدخلين المؤسساتيين والخواص والفاعلون في المنظومة التكنولوجية ببلادنا، بهدف إنجاح الدورة الحالية". وخلصت إلى أن المعرض "فرصة لمشاركة التجربة المغربية مع أشقائنا بالقارة الإفريقية، والاستفادة أيضا من التجارب المميزة البلدان إفريقية رائدة في الرقمنة بما يحقق تقدم قارتنا". التزام مغربي بخدمة القارة "في عالم سريع التطور، بات التحول الرقمي محركا أساسيا للابتكار والتنمية السوسيو اقتصادية وخلق فرص الشغل"، أوردت مزور، التي سجلت أن "شباب القارة قد أبانوا عن إلمام وتمَكُنٍ كبيريْن بالوسائل الرقمية والتكنولوجية؛ وهو ما يُجسد شرف احتضان بلادنا لهذا الملتقى التكنولوجي السنوي". هذا الأخير عاكسٌ ل"التزام المملكة المغربية بالنمو المستدام والمندمج للقارة الإفريقية، في إطار مقاربة التعاون جنوب–جنوب التي جعل منها الملك محمد السادس خيارا استراتيجيا وأولوية مقاربة تقوم على التضامن والتعاون وخدمة المصالح المشتركة، بما يعود بالنفع على المواطن الإفريقي". وفي السياق، عرجت المسؤولة عن وزارة الانتقال الرقمي على "إنجاز عدد من البرامج والأوراش التي تصبو إلى تحقيق الريادة الرقمية للمملكة، مع إيلاء أهمية قصوى لتطوير الكفاءات والمواهب الرقمية باعتبارها المحرك الأهم للتحول الرقمي"، وفق تعبيرها. وزادت شارحة: "عملنا، في إطار شراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، على تنزيل برامج لتعزيز تكوين المواهب الرقمية في مختلف الجامعات المغربية بالمملكة وملاءمة التكوينات مع سوق الشغل من خلال الرفع من عدد الخريجين إلى أكثر من 71 ألف خريج في أفق سنة 2027 بمعدل أكثر من 22 ألف خريج سنويا". يشار إلى أن هذا "التجمع الضخم"، الذي يناقش ثلاثة محاور رئيسية ("بناء إفريقيا رقمية موحدة" و"الترابط" و"المدن الرقمية")، يعرف مشاركة أزيد من 1500 عارض يمثلون أكثر من 130 بلدا؛ بينما حضر الافتتاح العديد من أعضاء الحكومة المغربية، وشخصيات إفريقية وعالمية، فضلا عن عضو مجلس الإدارة والمجلس الاستشاري ل"غرفة دبي للاقتصاد الرقمي"، حمد عبيد المنصوري، ورئيس "اتحاد مقاولات المغرب" شكيب لعلج، والمدير العام لوكالة التنمية الرقمية.