دقت فعاليات المجتمع المدني، خاصة المهتمين بالمجال البيئي، بالجماعة الترابية تونفيت، إقليم ميدلت، ناقوس الخطر بسبب التهديد الذي يشكله تدفق المياه بكمية كبيرة من سد تمالوت ب"إمتشيمن" على أسماك التروتة والتخوف من موتها. محمد محروشة، رئيس جمعية تمالوت للصيد الرياضي والمحافظة على البيئة، تساءل في هذا السياق "عن أسباب تدفق المياه بتلك الحدة التي تثير أكثر من سؤال؛ إذا كان الغرض هو سقي حقول وحدائق فاكهة التفاح التي تُعرف بها منطقة أيت عياش ضواحي ميدلت، فقد شبعت ريًا. وإذا كان الغرض هو تزويد سد الحسن الثاني بمياه سد تمالوت لأعراض مبيتة، فهذا موضوع آخر". وتابع محروشة في تصريح لهسبريس أن "هذا المعطى يشكل تهديدا حقيقيا على الثروة السمكية التي ناضلنا من أجلها؛ إذ عاينا موت الأسماك بسبب انخفاض منسوب المياه بالشعاب، ومن جراء سرعة تدفق المياه لا تجد الأسماك فرصة للعودة إلى وسط السد لتعيش وتتوالد إغناءً للثروة المائية بالمنطقة". وزاد الحارس المائي للثروة المائية بالأطلس المتوسط في التصريح نفسه أنهم بذلوا مجهودا كبيرا من أجل تربية سمكة التروتة في السد منذ سنوات، و"لا يعقل أن نستفيق في أحد الصباحات ونعثر على الأسماك عالقة في الأوحال وهي ميتة". وطالب رئيس جمعية تمالوت للصيد الرياضي والمحافظة على البيئة ب"زيارة أهل الاختصاص للوقوف على أسباب زيادة وتيرة تدفق المياه من السد، التي تضاعفت لثلاث مرات دون سبب وجيه، وهو الوضع الذي يزيد من قلقنا نحن نشطاء البيئة المهتمين بالثروة المائية". تجدر الإشارة إلى أن "التروتة سمك ينتمي إلى عائلة السلمونيات. وفي فصل الخريف تلتجئ أسماك التروتة إلى الأودية لتتوالد في مياه قليلة العمق وباردة وغنية بالأوكسجين"، كما "تبيض الأنثى مئات إلى ملايين من البيض، وذلك حسب وزنها. وبعد مرور سنة، عدد قليل من التروتات تصل سن البلوغ، فتهاجر نحو البحيرات. أما الأنواع المماثلة كالسلمون فتهاجر إلى المحيطات، والقليل منها يصل سن النضج، فتصبح قادرة على التزاوج".