سعياً منها إلى تخفيف معاناة سكان القرى بالمنطقة الشرقية للمملكة، تعمل القوات المسلحة الملكية جاهِدة على توفير العديد من الخدمات الطبية المتنوعة لفائدتهم، والتي تندرج ضمن المساعدات الإنسانية التي تُقدمها وحدات القوات المسلحة الملكية، لاسيما في ظل الخصاص في الأطقم الطبية التابعة لوزارة الصحة العمومية بالجهة الشرقية. خدمات متنوعة في بوعنان عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً. المكان: المركز الصحي التابع للجماعة القروية بوعنان بإقليم فكيك. الطبيب العسكري للقوات المسلحة الملكية شرع، منذ وقت مبكر، في تقديم مختلف صنوف الاستشارات الطبية والعلاجات المجانية التي استهدفت جميع الشرائح العمرية؛ وذلك بغية توفير العناية الصحية اللازمة لساكنة هذه القرية التي تعاني العزلة القسْرية جراء البُعْد الجغرافي عن المركز والخصاص على صعيد التغطية الطبية. فاطمة (اسم مستعار)، أربعينية صادفناها رفقة ابنها داخل المركز الصحي سالف الذكر، الأمل يحدوها على الدوام بفعل خدمات القرب التي توفرها القوات المسلحة الملكية بالوحدة الصحية لفائدة عموم المواطنين بدون استثناء، خصوصا الرعاة الذين يتمركزون في مناطق متفرقة بالجهة الشرقية؛ ومن ثمة فإن قدوم الطبيب العسكري يُشكل فرصة سانحة لهذه الشريحة المجتمعية من أجل الاستفادة من مختلف الاستشارات والعلاجات داخل المستوصف الصحي التابع للمنطقة الترابية. علاج مجاني للساكنة في هذا الصدد تقول المستفيدة من الخدمات الطبية التي تقدمها القوات المسلحة الملكية إنها "أتت إلى المركز الصحي لجماعة بوعنان من أجل الاستفادة من الاستشارة الطبية والعلاج المجاني، الذي يسهر على توفيره الطبيب العسكري لفائدة السكان"، مبرزة أن "كل شيء مرّ في ظروف جيدة للغاية". وأضافت المتحدثة، خلال حديثها مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الطبيب العسكري فحص ابنها، ليتبيّن بعد التشخيص الأولي أنه لا يعاني من مرض خطير"، مردفة: "قام بالواجب الملقى على عاتقه في أحسن الظروف، إذ قدم لنا الأدوية المطلوبة والوصفات الطبية". الخصاص في الأطقم الطبية القبطان زكرياء شيبوخ، طبيب عسكري للقوات المسلحة الملكية ببوعنان، أوضح أنه "تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وفي ظل الخصاص الذي تعرفه منطقة بوعنان في ما يخص الأطقم الطبية، نقوم بتشارك مع أطر وزارة الصحة العمومية بتقديم خدمات طبية متنوعة لساكنة المنطقة". وقال الطبيب العسكري، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية: "منذ شهر غشت من سنة 2018، نستقبل مرة في كل أسبوع عددا من الحالات، تتراوح بين 40 و80 حالة، أغلبهم يعانون من أمراض جلدية وأمراض مزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم". وتابع المصدر عينه: "عملنا يتجلى في فحص المريض وتشخيص حالته الصحية، ومن ثمة نقوم بتزويده بالوصفة الطبية الملائمة"، مبرزا أن "الحالات المستعصية التي تستلزم استشارة طبيب متخصص يتم توجيهها إلى مستشفيات إقليمية أو جهوية". فحوصات طبية بتندرارة وسط الجماعة القروية لتندرارة، التابعة ترابيا لإقليم فكيك، يوجد مركز صحي عمومي تابع لوزارة الصحة، تم تدعيم خدماته بجلب طبيب عسكري تابع للقوات المسلحة الملكية، يعمل على تشخيص الحالات المرضية التي تستلزم عناية فورية؛ بينما يتم إرسال الحالات التي تستدعي تدخلا طبيا على نحو متخصص إلى المركز الاستشفائي لمدينة وجدة. العوني، ابن مدينة تندرارة، قدم إلى المركز الصحي عينه بغية تشخيص حالته المرضية، وقال: "استقبلني الطبيب العسكري بكل فرحة..فحص فمي ورأسي بعناية كبيرة، ويرتقب أن يزودني بالأدوية اللازمة، بحيث أعاني من صداع على مستوى الجهة اليمنى من رأسي". وأشار المستفيد من الخدمات الطبية المجانية للقوات المسلحة إلى كون "الطبيب العسكري أجرى له مختلف الفحوصات الطبية الضرورية، من قبيل فحص ضغط الدم"، وزاد: "طرح عليّ أسئلة حتى يتمكن من التشخيص الدقيق للمرض، ومن ثمة معرفة سبب الآلام التي أعاني منها". مراقبة دورية للمرضى من جانبه، اعتبر الليوتنان أوشن وليد، طبيب عسكري للقوات المسلحة الملكية بتندرارة، أن المريض المسمى العوني "يعاني من صداع الرأس منذ أسبوعين، وتوجه إلى العديد من الأطباء الذين منحوه مجموعة من الأدوية، لكن وضعيته الصحية لم تتحسن"، مشددا على أنه "استقبله وقام بمختلف الفحوصات الطبية اللازمة، بدءا من قياس مؤشرات الحرارة وضغط الدم". ولفت الطبيب العسكري، في حديثه لجريدة هسبريس، إلى أن المريض "سيعود في غضون الأسبوع المقبل من أجل مراقبة وضعيته الصحية مرة أخرى"، وزاد مستدركا: "سيتتبع الدواء الذي وصفته له في حالة تحسنت صحته، وإذا لم يتغير أي شيء يرتقب أن نرسله إلى طبيب اختصاصي أو نوجهه صوب المركز الاستشفائي بمدينة وجدة".