استشارات طبية كثيرة ومتنوعة تلك التي يُقدمها الطبيب العسكري التابع للقوات المسلحة الملكية في قصر تازوكارت بإقليم الرشيدية، من أجل تلبية الحاجيات الملحة للساكنة التي تشكو من خصاص الأطقم الطبية في القرية المعزولة، التي تعاني من ضعف البنية التحتية وصعوبة المسالك الطرقية، الأمر الذي يجعل من حق التطبيب صعب المنال في المنطقة. عملية إنسانية سهرت القوات المسلحة الملكية على استقبال نحو 1200 مريض في قصر تازوكارت وبقية القصور المجاورة، التي يبلغ تعدادها ما يناهز ال 1400 نسمة، وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين يوليوز من 2018 إلى حدود كتابة هذه الأسطر. واستهدفت هذه العملية الإنسانية الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة والأمراض الجلدية ومختلف التعفنات، وغيرها. أحد القاطنين القدامى في قصر تازوكارت صرّح لجريدة هسبريس الإلكترونية بلكنته الأمازيغية قائلا: "يأتي الطبيب العسكري مرتين في الأسبوع الواحد..منحني دواءً، الأربعاء، إلى جانب العديد من المعلومات الصحية الضرورية، بسبب الآلام التي أعاني منها على مستوى المعدة، وطلب مني العودة مرة أخرى يوم الجمعة، ليُقدم لي المساعدة اللازمة لإزالة تلك الآلام". المساعدة الإنسانية التي يقدمها الطبيب العسكري للقوات المسلحة الملكية تبدأ من مرحلة تشخيص المرض، مرورا بالفحص الطبي من أجل معرفة طبيعة المرض، وصولا إلى تقديم العلاج المجاني، على أساس أن جميع الاستشارات الطبية والعلاجات المجانية شملت مختلف الفئات العمرية، لاسيما الرضع والمسنون والنساء بهذه المنطقة القروية. رضى الساكنة محمد (اسم مستعار)، تلميذ يتحدر من المنطقة، يعاني من دوار منذ مدة طويلة، استغلّ فرصة قدوم الطبيب العسكري من أجل تشخيص حالته الصحية..أحسّ بارتياح كبير بعد مغادرته للمركز الصحي، قائلا؛ في محاولة منه للإجابة عن سؤالنا بخصوص طبيعة الخدمات التي يوفرها الطبيب العسكري للساكنة: "السكان يفرحون دائما بقدومه إلى القرية". وعن دوافع حضوره إلى المستوصف القروي، أضاف المتحدث لجريدة هسبريس الإلكترونية أنه "يعاني من دوار في منتصف كل يوم"، وزاد: "من ثمة قدمت إلى الطبيب العسكري الذي ساعدني على غرار بقية الساكنة، إذ منحني فيتامين ودواء آخر من شأنه أن يقلص من الآلام". زهرة (اسم مستعار)، ستينية أجرى لها الطبيب العسكري فحوصات متعددة، صباح الجمعة، من بينها ارتفاع ضغط الدم. في هذا الصدد أبرزت المتحدثة، خلال حديثها مع هسبريس، أنها "سوف تتوجه إلى مدينة الرشيدية لإجراء عملية تهم عينها"، مردفة: "طلب مني الطبيب إحضار التحاليل في المرة المقبلة"، وزادت مستدركة: "يبذل أقصى مجهوداته لتوفير العناية اللازمة للساكنة". استشارات طبية في هذا الصدد، قال الليوتنان عبيد أيوب، طبيب عسكري بقصر تازوكارت: "تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، نقدم خدمات طبية متنوعة لفائدة الساكنة المحلية لقصر تازوكارت والقصور المجاورة بإقليم الرشيدية، التي يبلغ تعدادها تقريبا 1400 نسمة". وأضاف الطبيب العسكري للقوات المسلحة الملكية، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الخدمات الطبية تسعى إلى "تخفيف معاناة الساكنة، خاصة في ظل ضعف البنية التحتية وصعوبة المسالك الطرقية"، مبرزا أن "العملية تأتي تلبية للمتطلبات والحاجيات الملحة للساكنة، حيث يتم فحص وتشخيص حالات المرضى، ليتم تقديم وصفة العلاج، وتوجيه الحالات الصعبة إلى المصالح المختصة بالمستشفى الجهوي بالرشيدية". وتابع المصدر عينه: "في هذا الإطار، ومنذ بداية العملية في يوليوز من سنة 2018 وإلى حدود الساعة، تم استقبال ما يناهز 1200 مريض، أي بمعدل 100 مريض شهريا، خاصة الذين يعانون من الأمراض المزمنة والتعفنات والأمراض الجلدية وأمراض العين، في حين أن أغلب الحالات عبارة عن نساء وأشخاص مسنين، فضلا عن الرضع". مناطق حدودية يشار إلى أن آلاف الأشخاص المقيمين في المناطق الشرقية للمملكة يستفيدون من الخدمات الطبية التي يقدمها الأطباء العسكريون التابعون لوحدات القوات المسلحة الملكية المتمركزة بالمناطق الحدودية. وانطلقت هذه المبادرة في يوليوز 2018 بالمناطق الصعبة، بسبب قلة أطباء الصحة العمومية بهذه الأقاليم والجهات. وتتمركز الوحدات الصحية التابعة للقوات المسلحة الملكية بمجموعة من الأقاليم في مختلف ربوع المملكة، من قبيل الرشيدية وطاطا وورزازات وبوعرفة وفكيك، حيث يتم إرسال أطباء عسكريين لتقديم خدمات طبية للساكنة المتواجدة بالمناطق النائية بالقرب من الحدود الشرقية للمملكة. وتقوم مفتشية مصلحة الصحة العسكرية بتتبع وتقييم هذه العملية الإنسانية، التي تستهدف "المناطق النائية" التي تعاني من قلة أطباء الصحة العمومية، بناءً على دراسة جميع التقارير الشهرية لمختلف الأنشطة الطبية التي يعدها الأطباء العسكريون المشاركون فيها.