استطاع المصطفى بن حمزة عضو المجلس العلمي الأعلى أن يثير انتباه السياسيين المغاربة وعموم المهتمين إلى موقف لا شك أن التاريخ سيسجله له، وهو موقف اعتذاره عن تولي منصب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في حكومة بنكيران. بن حمزة الذي اعتذر عن منصب يلهث وراءه الكثيرون ويخوضون من أجله المعارك الطاحنة والحروب الساخنة والباردة، أعطى درسا للسياسيين في الزهد في المناصب والمسؤوليات، وأعطى درسا في الحرص على العلم والتربية لزملائه العلماء الذين بدأ بريق السياسة يخطف بعضهم بأن مهام العالم تتجاوز مايمكن أن تقوم به الوزارة أو حتى الحكومة مجتمعة. العالم والأستاذ الجامعي الوجدي استحق أن يُصنف "طالعا" على "هسبريس" بعد أن رفض الاستوزار في زمن تخرج فيه كيانات سياسية من فراغ ويتم فيه الترويج لنكرات ويتم فيه "تحزيب" شخصيات للظفر بمقعد في الحكومة على محدودية حكمها كما يرى بعض الظرفاء الرافضين لدستور فاتح يوليوز.