تعرف مدينة إفران الخلابة بطبيعتها خلال الأسابيع الحالية إقبالا قويا للعديد من الزوار من كل أنحاء المغرب ومن خارجه كذلك. "" هذا الإقبال القوي المتزايد والمنتظر خاصة بعد سقوط كمية هامة من الثلوج هذا الموسم على جبالها والذي زاد فضائاتها الأنيقة جمالا، لا يوازيه أدنى تطور في المرافق الأساسية والتجهيزات الترفيهية القادرة على مسايرة عشرات الألاف من الزوار الذين يحجون إلى المدينة أسبوعيا للتمتع بسحر طبيعتها. وخلال هذه السنة (كما في السابق)أخلفت المدينة والمسؤولين على تدبير أمورها موعدهم مع التاريخ في تحويل المكان إلى بنية سياحية عصرية ومتطورة قوامها الأساسي الإستغلال المعقلن لفضائها وجماليتها الطبيعية الرائعة على العديد من المستويات. فعلى مستوى الطرق الوطنية المؤدية إلى مدينة إفران وضواحيها تعرف ازدحاما قويا خلال الأيا الحالية جراء ضيقها الملحوظ والذي زاده ورش أشغال الصيانة والتوسيع اختناقا وفرض طوابير طويلة من السيارات يزيد عرقلتها تواجد الشاحنات والعربات الثقيلة وبخاصة في المنعرجات والعقبات ونتيجة كذلك للتدفق الهائل للسيارات من مخرج شرق مكناس بالطريق السيار الرابط بين فاس و الدارالبيضاء والرباط ومكناس وغيرها من المدن المغربية. أما على مستوى التجهيزات الأساسية وبخاصة في المحطة الثلجية ميشلفن والتي تعرف إقبالا منقطع النظير وبالخصوص في أيام العطل ونهاية الأسبوع، فهي تفتقد لأبسط مقومات الفضاءات السياحية من مواقف منظمة للسيارات و مطاعم ومحلات ومراكز تجارية ومراحيظ عمومية وفنادق وإلى العديد من المقومات الأساسية التي تواكب جمالية وشساعة الموقع السياحي الهائل التي جادت به الطبيعة على المغرب وعلى المسؤولين على المجال السياحي بالمغرب في مقابل الإنتشار الواسع للمطاعم الشعبية في ظروف غير صحية وكثرة الأزبال والأوساخ والباعة المتجولين لترويج بعض السلع المحلية وكراء بعض الدواب "كالحمير والبغال" في ظروف تعج بالعديد من المخاطر كالتي تواكب عمليات الفروسية في بيئة مليئة بالثلوج والأحجار. أما على مستوى التمتع بعملية التزحلق على الجليد والثلوج بفضاءات ميشلفن فهي تتم في عمليات أقل ماتوصف به هي العشوائية والمخاطرة جراء العديد من العوامل منها الإكتظاظ وبساطة الأدوات المستعملة المصنوعة محليا والتي تكرى بثمن زهيد وتشكل إحدى اهم الموارد الأساسية لساكنة المنطقة ناهيك عن العشوائية في عملية التزحلق وعدم التحكم في الأدوات والأليات والسرعة والمغامرة والتي تؤدي أسبوعيا إلى العديد من الحوادث والتي تنجم عن كسور خطيرة وأضرار بليغة في غياب الإسعافات الأولية بعد الحوادث فقط يتم نقل الحالات المعنية بعد صراع طويل مع ظروف الثلوج قبل الوصول(بعد مجهودات جبارة وتظامنية للمواطنين )إلى سيارة الإسعاف الوحيدة القابعة بعيدا عن محطة التزحلق. هذا عن الزائرين والمستمتعين بالطبيعة "السويسرية" لمدينة إفران، أما عن ساكنة الدواوير والمداشير القريبة من هاته المحطات السياحية الهائلة فإنها ترى في المكان رقعة جحيم تفتقد لأبسط مقومات الحياة ولا ينفع معها إلا "سرقة" ماجادت به الغابة من حطب ومغظ عنه الطرف أمن المياه والغابات للتدفئة وللبقاء على قيد الحياة في انتظار يوم جديد بمعاناة جديدة.