محمد فرحان اكتست عاصمة الأرز إفران, (ارتفاع يبلغ1650 مترا), بأسطح منازلها التي يغطيها القرميد الأحمر, حلتها الشتوية. وجعل تساقط الثلوج و نسمات البرد المصاحبة له هذه السنة من هذه المدينة مكانا مفضلا لمختلف فئات المجتمع الهاربة من ضغط مشاغل الحياة اليومية. وأضحت هذه المدينة, كمحطة جبلية, قبلة لمزاولة الرياضات الشتوية, ووجهة سياحية بامتياز, وخاصة أنها معروفة بمؤهلاتها الغنية ومقوماتها المتعددة المتمثلة في تنوعها البيولوجي الطبيعي, وكذا توفرها على غطاء نباتي متنوع ذو طابع استثنائي. وبهذه المنطقة نجد أكبر غابة للأرز بالبلاد, وهي تضم أنواعا نادرة من القردة معروفة جدا لدى الزوار, وتعتبر بالنسبة للأطفال, على الخصوص, محطة جذب توازي ممارسة التزحلق على الجليد. وعرفت عاصمة الأطلس في فترة الخريف تساقطات هامة للثلوج, حيث غطت أزيد من50 سنتمترا في المتوسط من الثلوج, منذ عدة أيام, مجموع الإقليم. مما جعل إفران إحدى مراكز الاصطياف الأكثر ارتيادا من طرف عشاق الثلوج وهواة التزحلق الذين وجدوا ضالتهم في محطات التزحلق بميشليفن وجبل هبري. وبالرغم من أن محطة ميشليفن مجهزة بكراسي هوائية للوصول إلى قمة المنحدرات, فإن معظم الزوار يفضلون المزلجة, التي يتم استئجارها ب20 درهما لفترة غير محدودة, والتي تحظى بإقبال كبير في أوساط الشباب. وخلال نهاية الأسبوع وفترات العطل, تستغل المدارس هذه المناسبة من أجل تنظيم رحلات في اتجاه المحطة لفائدة التلاميذ. وذكر صاحب فندق أن الفاعلين في القطاع السياحي بالمنطقة, يرون ضرورة أن تمتد الأنشطة التي توفرها المحطة على مدار السنة, مبرزا أنه ""يجب تطوير المحطة من أجل بلوغ مستوى إقبال كبير"". وأكد أن الإقليم يتوفر على مقومات استثنائية تمكن من جذب السياح سواء أكانوا مغاربة أو أجانب, مشيرا إلى ضرورة بذل جهود في مجال إنعاش الأنشطة السياحية وتعزيز البنيات التحتية المرتبطة بالاستقبال. وحسب مسؤول إقليمي, فإن أزيد من34 ألف و440 سائح أقاموا في المنشآت السياحية المصنفة المتواجدة على مستوى إقليمإفران برسم سنة2008 , مقابل31 ألف و33 في السنة السابقة, مسجلا بذلك ارتفاعا يقدر ب11 في المائة. وقال في هذا الصدد, أنه إذا كان الزبناء بالأساس مغاربة, فإنه يجب مضاعفة الجهود من أجل جلب مزيد من السياح الأجانب, مضيفا أن مهنيي القطاع سبق أن قدموا عروضا ملائمة وجد جذابة تتمثل في أثمنة متنوعة تتراوح بين300 و750 درهم للشخص. ومن الجانب الطبيعي, يعد الإقليم, ببحيراته الفريدة من نوعها لصيد سمك ""الترويت"" و""الكركي"", منطقة ريفية تتوفر على محطة تجريبية لدراسة سلوك الحيوانات. وقد دفعت هذه المؤهلات وهذا الغنى الطبيعي المسؤولين بالمنطقة إلى إحداث متنزه وطني في قلب الأطلس المتوسط على مساحة تقدر ب53 ألف هكتار. وأكد عبد السلام أحد الأطر العاملة بمدينة إفران, أنها ""مدينة رائعة حيث استمتعت منذ عشرين سنة بالعيش هنا, كما أحببت أسلوب العيش والهدوء الذي يخيم على أزقتها"". وأوضح أنه غالبا مايكون هناك قليل من الحركة خارج الموسم, فالمتاجر غالبا ماتكون مغلقة, كما أن الأنشطة الخاصة بالأطفال أقل من خمس سنوات شبة منعدمة. من جانبه, أبرز لحسن وهو مسؤول عن كراء مستلزمات التزحلق على الجليد, أنه"" مع الإهتمام القليل الذي يولى للجانب المعماري والثقافة والتاريخ, فإن إفران تمنح غنى حقيقيا"". وبالنسبة لمجيد, شغوف بالمحطة, ""ليس هناك شيء كثير يمكن رؤيته بالمدينة, وليس هناك ما هو استثنائي يستحق مشاهدته, حتى على مستوى التنشيط لايوجد أي شيء"". غير أن المهدي, المغربي المقيم بالخارج, أكد ولعه ""بجاذبية المركز وبشوارعه, وتجارته المتنوعة, وبالحيوية التي تطبع الأزقة والمقاهي"", معربا عن أسفه لضعف وسائل الترفيه والتسلية. وتشتهر مدينة إفران, إلى جانب توفرها على الضايات والبحيرات والمنابع ووفرة المياه الجوفية مقارنة مع المياه السطحية, بغطائها الغابوي (42 في المائة) وبغنى الحيوانات البرية والمائية (50 في المائة من انواع الثدييات و60 في المائة من الطيور بالمغرب) وبوجود مناظر ومواقع طبيعية خلابة. كما أن تطوير المدينة يستأثر باهتمام الدولة وأصحاب الفنادق والتجار والمقاولين إلى جانب هواة التزحلق على الجليد, من هنا تأتي ضرورة إرساء تعاون وثيق وشراكة متميزة بين المصالح العامة والخاصة. وقد أثبتت تجربة السنة الجارية أن الإقليم يمكن أن يضطلع بدور هام على مستوى الخريطة السياحية بالمغرب, غير أن على محطة ميشليفن أن تبذل جهودا على مستوى البنيات التحتية حتى تستجيب لمتطلبات وتطلعات زوارها المغاربة والأجانب.