"أوقفت شرطية سيارة لعدم احترام سائقها علامة (قف) المثبتة بأحد الشوارع بالقرب من دار العطف وسط مدينة وزان، طلبت الأمنية أوراق السيارة وشرعت في تحرير مخالفة زجرية في حق المخالف للقانون. تبادلا الطرفان الحديث، وانصرف السائق الذي لم يكن سوى أحد المستشارين الجماعيين، وما هي إلا ساعات حتى حل أعوان الجماعة الترابية وزان لتغيير علامة (قف) بعلامة (ليس لكم حق الأسبقية)"؛ كانت هذه رواية شفهية متطابقة للطريقة التي تتم بها عملية وضع علامات التشوير بمدينة وزان. مزاجية كانت علامات التشوير بمدينة وزان وما تزال محط سجال ولغط أسال الكثير من المداد، وشكلت موضوع انتقاد حاد من لدن مستعملي الطريق، دون أن يتم اتخاذ حلول جذرية للحد من الارتجالية التي تطبع تثبيتها، وبالتالي ضمان انسيابية حركة السير والجولان بشوارع المدينة الصغيرة. ومن بين الوقائع التي يتم تداولها بين سكان وزان، واقعة جرت بين مستشار جماعي آخر وسائق سيارة أجرة عقب تواجههما بأحد الأحياء الشعبية، غير بعيد عن ضريح مولاي عبد الله الشريف، ليتم منع ولوج السيارات والشاحنات بذلك الاتجاه، وواقعة ثالثة عمد خلالها رئيس المنطقة الإقليمية للأمن السابق إلى تثبيت علامة "قف" بهدف تيسير ولوج مركبته إلى مقر السكن الوظيفي قبل أن تنال منها انتقادات الفيسبوكيين. علامة تبيض ذهبا اختلفت التسميات التي تداولها منتقدو علامة التشوير المتواجدة بمقربة من المنطقة الإقليمية للأمن بدار الضمانة بين "الفخ" و"العلامة التي تبيض ذهبا"، نظرا لحجم المخالفات التي كانت تسجل بتلك النقطة بالذات، حتى إنها مكنت شرطة المرور بوزان من تحصيل مداخيل خيالية فاقت كبريات المدن، وهو ما حدا بجمعويي المدينة إلى المطالبة بتغييرها وجعل المدينة أولوية الأولويات درْءا لطرد الزوار وحفاظا على سلامة الأغيار، وهو ما تم التفاعل معه إيجابا. وفي هذا الصدد، قال الشرقاوي التهامي، رئيس جمعية ملتقى السائق المهني الصنف الثاني بوزان: "ما زالت عدد من شوارع المدينة تشكل عراقيل إضافية بسبب علامات وضعت عشوائيا، آخرها تثبيت علامة تمنع تغيير الاتجاه نحو اليسار (في اتجاه مقر عمالة الإقليم) وضرورة الذهاب قرابة كيلومتر قبل العودة في الاتجاه نفسه". وعاب رئيس جمعية ملتقى السائق المهني الصنف الثاني بوزان تغيب المهنيين عن لجنة السير والجولان وعدم استشارتهم في الموضوع، موردا في هذا السياق أن "المزاجية سيدة الموقف، وكل مسؤول يضع علامة على هواه بسبب خلاف بينه وبين أحد السائقين"، على حد قوله. وضرب الشرقاوي مثالا على هاته الإجراءات "بالشارع الرئيسي المؤدي إلى عمالة الإقليم، بدءا من مقر اتصالات المغرب إلى ساحة 3 مارس، حيث ممنوع تغيير الاتجاه في ثلاثة مواضع"، وزاد متسائلا: "فينْ هي انسيابية السير، بالعكس زادوا عقدوا الأمور"، وفق تعبيره. وعقب اتخاذ هذا الإجراء وتقييم نتائجه، شدد السائق المهني نفسه على أنه "يمكن استخلاص الدرس الذي من شأنه وضع حد لهذه الممارسات، والبحث عن الحلول التي يجب أن تنطلق من مبدأ واحد هو أن حياة المواطنين وسلامتهم فوق كل اعتبار"، داعيا إلى "ضرورة إشراك المهنيين والأخذ بآرائهم ومقترحاتهم". المجلس يعلق وتعليقا على الموضوع، قال عبد الحليم علاوي، رئيس المجلس الجماعي لوزان، إن "القرارات اتخذت في إطار لجنة السير والجولان التي تضم مصالح الجماعة والعمالة والسلطات الأمنية". وأضاف علاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "القرارات الأخيرة تم تفعيلها بناءا على خلاصات اللجنة سالفة الذكر، وتم توجيهها للمصالح المعنية قصد التفعيل والمراقبة"، مشيرا إلى اجتماع عقده مع المهنيين تم التأكيد خلاله على أن "أي إجراء ستتم إعادة مناقشته واتخاذ القرار المناسب بشأنه، إما بالتعديل أو الاحتفاظ به".