انطلاقا من المادة 83 من الفصل الثاني من القانون التنظيمي رقم 113.14 الخاص بالجماعات، والتي تتطرق لمسألة السير والجولان وتشوير الطرق العمومية ووقوف العربات، والتي من خلالها يتعين على الجماعة إحداث وتدبير المرافق والتجهيزات العمومية اللازمة لتقديم خدمات القرب في ميدان السير والجولان. وكذلك يعتبر ميدان السير والجولان من ميادين اختصاص الشرطة الإدارية الجماعية التي يمارسها المجلس الجماعي في شخص رئيسه، عن طريق إصدار قرارات تنظيمية أو فردية لسلامة المرور بالطرق العمومية، وذلك بتنسيق مع السلطات الأمنية المختصة. ومن هذا المنطلق يمكننا أن نتطرق لموضوع علامات التشوير بمدينة القصر الكبير، هذه المدينة التي تحتاج إلى إعادة نظر شاملة في شبكة التشوير بها، والتي بلغ أغلبها درجة كبيرة من التردّي. وأصبح بعضها بدون وظيفة وبدون جمالية، وهناك بعض العلامات لم يبقى منها إلا الأعمدة. وكذلك نلاحظ أن الكثير من شوارع وأزقة المدينة تعاني من غياب تام لعلامات التشوير، وهو ما ساهم في خلق فوضى مرورية واقتحام أصحاب الشاحنات الكبيرة للأزقة الضيقة ، وكذا ولوج العربات المجرورة " الكرارس" لوسط المدينة والتسبب في مجموعة من حوادث السير. ولقد اعتاد المواطن القصري بالضفة الأخرى " من السكة لهيه" على هذا الأمر ، بحيث تكاد لا تجد أيّ علامة تشوير ماعدا بالقرب من الثانوية المحمدية وعلامة "قف" في ملتقى طريق تطفت والشارع المؤدّي لحي السلام. ونتيجة لهذا الخصاص الكبير في علامات التشوير، يجد مستعملوا الطريق صعوبة في معرفة من له حَقّ الأسبقيّة للمرور وخاصة بعض الأحياء الهامشية والتي تبدو مظاهر "البَدْوَنَة" طاغية عليها، فتقاطعات الطرق خالية من أيّة إشارة مرور، فقط يعتمد بعض السائقين على قاعدة "الكبيرة فالصغيرة" فيجد نفسه مصطدما بسيارة أخرى توجد على يمينه، والتي تقدّم صاحبها بدوره في غياب علامة "قف" مطبقا قاعدة الأسبقية "لمول اليمين" فتقع الحادثة. وخلاصة لكل هذا.. فإنه يجب على الجماعة في شخص رئيسها أن تُفَعِّلَ الدور المَنوط بها في تسهيل عملية السير والجولان بالمدينة، وذلك بتخصيص فصل من الميوانية لإقتناء علامات. التشوير، وكذا دعوة لجنة السير والجولان التابعة لها لعقد اجتماعات بتنسيق مع مصلحة السير والجولان بالمنطقة الأمنية، وذلك لدراسة تقنية ووضع معايير لهذه العلامات، من أجل خدمة الراجلين والسائقين على حدٍّ سواء داخل المجال الحضري، وكذلك محاولة إصلاح أضواء المرور المنظمة للسير بملتقى الطرق "ضريح علي بوغالب"، وكذا خَلْق ممرّات الراجلين التي تكاد تَنْعَدِمُ بأغلب شوارع المدينة.