ناصر أقباب وجه تلفزيوني وسينمائي جديد، دخل مجال التمثيل من أوسع أبوابه بتكوين أكاديمي في مجال التمثيل المسرحي والتنشيط الثقافي. ممثل تعرّف عليه الجمهور المغربي من خلال دور "السكافاندري"، الذي أداه في مسلسل "رضاة الواليدة"، والذي نقل معاناة وظروف عيش شاب مشرد. في هذا الحوار، التقت هسبريس بناصر أقباب، وسألته عن شخصه، وعن دور "السكافاندري" الذي تعرف عليه الجمهور من خلاله، وأيضا عن اختياره ولوج عالم التمثيل بغض النظر عن حصوله على شهادة الماستر في الاقتصاد. ناصر أقباب وجه تلفزيوني وسينمائي جديد، قربنا أكثر من شخصك، من تكون؟ ناصر أقباب من مواليد 1990 بالدار البيضاء، وخريج المعهد العالي للتمثيل المسرحي والتنشيط الثقافي، ممثل محب لمهنته ومهتم بتطورات المجال الفني في المغرب وخارجه. اهتمامك بالفن كان حلما راودك أم أن الصدفة جعلتك تنحو إلى هذا الاتجاه؟ لا، أبدا، منذ طفولتي كان اهتمامي منصبا على الفن بشتى أنواعه، الرسم والتمثيل وغيرهما.. وبعد حصولي على شهادة الباكلوريا، ولجت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، حيث حصلت على شهادة الماستر، وبعد تخرجي خضت تجربة العمل في مجال تكويني؛ لكن التمثيل كان دائما عالمي، وبما أني إنسان يؤمن بالتكوين ترشحت لمباراة وخريج المعهد العالي للتمثيل المسرحي والتنشيط الثقافي واجتزتها بنجاح واستمر تكويني لمدة ثلاث سنوات. لماذا لم تختر التكوين في مجال التمثيل بعد الباكلوريا مباشرة؟ كان لزاما عليّ أن أطمئن والدي وأكمل المسار العلمي الذي بدأته منذ السلك الثانوي، لأن التمثيل بالنسبة إلى أسرتي الصغيرة آنذاك لا يحقق الاستقرار، خاصة أنني كنت متميزا في مساري العلمي وحصلت على البكالوريا بنقطة عالية. ما ردك على نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين لقبوك بأحسن ممثل لسنة 2019؟ أنا سعيد وجد ممتن لكل من وثق في فني، وآمن بموهبتي وأحس بصدق مشاعري.. وهذا اللقب بالنسبة إلي تكليف أكثر من تشريف؛ لأنه يحملني مسؤولية أكبر تجاه الجمهور الذي اعتاد على جودة الأداء الذي أقدمه. أول مشاركة تلفزيونية كانت في مسلسل "االله يسامح"، كيف كانت التجربة وما الفرق بين أول دور وآخر دور (السكافاندري)؟ كنت جد محظوظ؛ لأن بدايتي كانت مع المخرج علي مجبود، الذي كان له فضل كبير في مساري المهني. وفي هذا المسلسل أديت دور جمال، شاب أناني يطمح إلى الوصول إلى ما يريده بمختلف الطرق والوسائل، عاش وحيدا وتجرع مرارة وقسوة الحياة. ليس هنالك فرق كبير بين الدور الأول والثاني؛ لأن الشابين "جمال" و"السكافاندري" كلاهما عاشا ظروفا قاسية تحكمها الوحدة. شخصية ناصر بعيدة عن "السكافاندري"، وعلى الرغم من ذلك كانت حبكة في الأداء، هل ترى أن الممثل يجب أن يتقمص جميع الأدوار وأن يتقنها بنفس الكيفية، أم الأمر ليس ضروريا؟ أن يؤدي الفنان أدوارا متنوعة بنفس مستوى الجودة ذلك هو مفهوم التميز، وهذا دور التكوين الأكاديمي في مجال التمثيل، إذ يمنح للفنان فرصة تقمص أدوار عديدة داخل أسوار المعهد قبل خروجه إلى الممارسة الفعلية. ما هو الدور الذي تحلم بأدائه؟ أريد أن ألعب جميع الأدوار على اختلاف خصوصياتها، لأن لكل دور ما يميزه عن غيره من الأدوار. هل يمكن أن تلج عالم الإخراج أو الإنتاج يوما ما؟ إذا ما تلقيت تكوينا في المجالين لما لا، غير ذلك فلا يمكنني التطفل.. أنا لا أقلل من شأن أحد عندما أتحدث عن التكوين، لكنه في اعتباري أمر ضروري بدون منازع. احك لنا عن لحظة طريفة عشتها خلال التصوير. خلال تصوير مشهد في سجن عكاشة، أخذ السجناء يهتفون بصوت عال: "السكافاندري"، أحسست وقتها بسعادة عارمة وتذكرت الدور الهادف الذي يلعبه الفن في المجتمع. ما جديدك الفني؟ أنا الآن بصدد تصوير مسلسل قضية عمر مع المخرج مراد الخودي، الذي سأتقمص فيه دور الابن المتوحد، وأشعر بمسؤولية كبيرة لأني سأمثل هذه الشريحة التي لا تتحدث كثيرا وتعيش في عزلة.