تختتم اليوم، بالرباط، فعاليات النسخة الثالثة من المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية، بعد أن تواصلت منذ مساء الجمعة الماضي، وكان انطلاق هذه التظاهرة قد تميز بتكريم الأستاذ الجامعي والكاتب المسرحي أحمد مسعية، وذلك بحضور عدد من كبار المخرجين والدراماتورجيين في العالم، وكذا مدراء وعمداء المدارس والمعاهد العليا الخاصة بالمسرح في أوروبا وإفريقيا والعالم العربي. واختارت النسخة الثالثة من المهرجان، الذي تنظمه جمعية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي، تكريم المسرحي مسعية، الذي شغل في السابق منصب مدير المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، اعترافا بالجهود التي بذلها في سبيل إنجاح مسار خريجي المعهد في فترته وإعطائهم قيمة في الساحة الفنية المغربية. وبالمناسبة، أبرز مدير المهرجان سعيد آيت باجا، أن هذا الحدث الفني، آخذ في التطور سنة بعد سنة، إذ يعمل على الانفتاح على مختلف قارات العالم، ويفتح الآفاق نحو شراكات مستقبلية، بهدف خلق شبكة دولية للتكوين المسرحي تكون انطلاقتها من الرباط باعتبارها عاصمة «الأنوار والثقافة». وأشار إلى أن المهرجان يركز بشكل خاص على الشباب، إذ هم منطلق العمل الإبداعي، ويتيح لهم فرصة للقاء نظرائهم من مختلف بقاع العالم والاطلاع على مختلف التجارب المسرحية الرائدة والاستفادة منها.» ويرى آيت باجا أن ما يميز الدورة الثالثة من المهرجان هو انفتاحها على أفريقيا وأوروبا وأمريكا بهدف الاطلاع على تجارب وعروض مختلطة الجنسيات، مع الانفتاح على الشارع، فضلا عن تخصيص ندوة حول جدوى تدريس الفن في الأكاديميات، من أجل تواصل أكبر مع المتلقي المغربي. وشمل برنامج الدورة الثالثة من المهرجان، تقديم عدد من العروض المسرحية من مختلف المدارس العالمية، ومجموعة من الفرجات الفنية في مختلف فضاءات العاصمة الرباط، من قبل طلبة المعاهد المشاركة والتي يصل عددها إلى 12 فرقة مسرحية تشارك بمنافسات هذه الدورة، تمثل كل منها أكاديمية أو معهد خاص بالتكوين في الفنون المسرحية، وتمثل بلدان ألمانيا، البينين، الكونغو، المكسيك، بولونيا، إيطاليا، النرويج، إسبانيا، ساحل العاج ثم المغرب. وفي كلمة لوزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، ألقاها خلال الافتتاح جاء فيها: «أن هذا المهرجان، يعد مناسبة متميزة لالتقاء مهنيي القطاع والمثقفين والفنانين والأدباء مع نظرائهم الأجانب في جو يجمع بين الجانب الأكاديمي والترفيهي. وذكر الأعرج، في تصريح للصحافة، بأن الاهتمام بقطاع المسرح يعد إحدى الألويات التي تتصدر اهتمامات وزارة الثقافة والاتصال، التي تعمل على توفير كل ما تملكه من إمكانيات وتدابير ومشاريع للنهوض بالممارسة المسرحية. هذا وقد تميزت الدورة بحضور ومشاركة عدد من أشهر بيداغوجيي وأساتذة المسرح وطنيا ودوليا، شاركوا في تدبير وتأطير ورشات لفائدة طلبة أب الفنون من بينها ورشة الارتجال وتقنيات الصوت والغناء وآليات التمثيل، ولقاءات وندوات فكرية، ومعارض، فضلا عن أنشطة موازية عديدة على هامش المهرجان. افتتاح إبداعي بطعم الاعتراف تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، انطلقت فعاليات النسخة الثالثة للمهرجان الدولي للمعاهد المسرحية يوم الجمعة بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، بحضور سفيرة دولة النرويج ووزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، ومدير المسرح الوطني محمد الخامس وثلة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين وضيوف المهرجان من مختلف القارات، على إيقاع الاعتراف بدور واحد من أبرز المدراء الذين تعاقبوا على المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، ويتعلق الأمر بأحمد مسعية، الذي أدار المعهد لما يزيد عن 11 سنة. التكريم تم على شكل حلقة إبداعية أثثتها كلمات اعتراف في حق المكرم من قبل خريجي المعهد الذي أداره أحمد مسعية لفترة غير وجيزة من عمره، ويتعلق الأمر بكل من المخرج ادريس الروخ، والأستاذ الجامعي المتخصص في المسرح رشيد منتصر، اللذين تذكرا وذكرا بخصال مسعية الحميدة وحبه وتفانيه في تقديم كل ما يملك من معرفة ودعم لتعزيز التكوين المسرحي بالمغرب، ليتم بعد ذلك تقديم ذرع المهرجان للمكرم من قبل مدير المهرجان سعيد آيت باجا. وقد اعتبر المكرم، أحمد مسعية، أن «هذا التكريم له وقع وطعم خاص، بالنظر لكونه تم من قبل خريجي المعهد أولا، ولأنه تم داخل إطار فعاليات المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية، الذي أعتبره ثمرة للأساس الذي خلق من أجله المعهد، كما أن الكلمات التي تلاها في حقي خريجو المعهد، تبقى كلمات فخر واعتزاز»، مختتما كلمته بالدعوة لمزيد من الدعم للمهرجان الدولي للمعاهد المسرحية الذي يؤسس للانفتاح والشراكة البيداغوجية والعلمية في مجال التكوين المسرحي. وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، الذي تسلم ذرع المهرجان عربون تقدير من المنظمين له، نوه من جهته بالجهود المبذولة من قبل منظمي المهرجان من أجل ضمان استمراريته، في ظل شراكته مع وزارة الثقافة والاتصال والمسرح الوطني محمد الخامس، معتبرا أن أهمية هذا المهرجان تكمن في اشتغاله على أهداف متعددة، وأيضا في كونه يعمل على تعزيز فكر تبادل الخبرات بين المعاهد والمدارس المتخصصة في الفنون المسرحية، مشددا على أهمية الحضور الدولي بالمهرجان الذي يغني مضامين المهرجان بتجارب مسرحية من مختلف القارات. يذكر أن حفل الافتتاح، عرف أيضا فقرات موسيقية تخللت فعالياته، بالإضافة إلى لوحة إبداعية من تقديم طلبة السنة الأولى بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، إضافة إلى تقديم أعضاء لجنة التحكيم التي يترأسها المدير المؤسس للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، مولاي أحمد بدري. كما قد عرف اليوم الثاني من المهرجان، انطلاق الورشات التي يؤطرها مجموعة من الأساتذة والمهنيين في مجال المسرح من مختلف الدول المشاركة، بمختلف الأمكنة بالرباط، أساسا منها معهد غوته الألماني والمعهد الفرنسي والمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي والمسرح الوطني محمد الخامس، بالإضافة إلى تنظيم مائدة مستديرة ساهم فيها أساتذة ممثلون للمعاهد المسرحية المشاركة بالمهرجان، تحت عنوان: «برامج وآليات تدريس الفنون الدرامية» تبادلوا خلالها المعلومات حول طرق التعليم ومناهجه بمعاهدهم، وما يتميز به كل معهد من المعاهد المذكورة. وتهدف كل من الندوة المنظمة بالإضافة إلى الورشات أو مسابقة العروض المسرحية، إلى خلق نواة تذهب بالمهرجان نحو تكوين شبكة للتكوين المسرحي عبر العالم، وبلورة تصور يجمع كل التقاطبات من أجل العمل على المشترك والاستفادة من مختلف التجارب وتبادلها، حسب ما صرح به مدير المهرجان سعيد آيت باجا. السفراء يحضرون لعروض بلدانهم هذا واستهل فريق المعهد الملكي العالي للفنون المسرحية بمدريد عروض المهرجان المشاركة بالمسابقة، عبر مسرحية «أيام رائعة» من تشخيص طلبته، بقاعة باحنيني التابعة لوزارة الثقافة، وذلك بحضور القنصل الإسباني، بالإضافة إلى أنه تم عرض مسرحية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، بقاعة العرض الخاصة بالمسرح الوطني محمد الخامس، التي تحمل عنوان «من هنا لقدام» من إخراج الطالب ناصر أقباب. وعرف اليوم الثالث من المهرجان مواصلة الورشات التكوينية التي يؤطرها مجموعة من الأساتذة والمهنيين في مجال المسرح من مختلف الدول المشاركة، وتقديم المزيد من العروض لكل من طلبة أكاديمية الفنون المسرحية بإرنست، ألمانيا بقاعة با حنيني، ثم طلبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة أبومي بالبنين، بقاعة الكنفاوي بحضور سفير البينين، وأخيرا عرض لطلبة المركز الجامعي للمسرح بمكسيكو، المكسيك، بالقاعة الكبرى للمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، بحضور سفيرة المكسيكبالرباط، وقد لقيت كل العروض استحسانا كبيرا من قبل الجمهور الغفير الذي حضرها من طلبة ومهتمين، كما تنوعت مواضيعها وأشكال عرضها مما يضع لجنة تحكيم المهرجان أمام اختيار متنوع. يذكر أن المهرجان قد كرم خلال هذه الدورة الدكتور أحمد مسعية، المدير السابق للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، كما أهدى الدورة الثالثة لروح الأكاديمي محمد الدخيسي مكرم الدورة السابقة، والفنان عبد الكبير الشداتي.