أمين بالفريخ، أنس صورمات، سارة أبي السرور، أسماء من بين أخرى لأبطال رياضيين من أبناء الجالية المغربية يبصمون على مسارات ناجحة في مضامير الرياضة بالولاياتالمتحدةالأمريكية ويشقون بثبات طريق النجاح بكثير من الجهد والمثابرة، ولكن أيضا بوفاء أصيل لبلدهم الأم المغرب. وتختزل المسارات المتقاطعة لهذه النماذج المضيئة من الممارسين المغاربة في أصناف رياضية مختلفة، حكاية عنوانها الإصرار والتحدي في طريق لم يكن مفروشا بالورود، بل اكتنفته صعاب ومطبات كثيرة اختبرت قوة صبرهم وعزيمتهم ومدى إيمانهم بقدراتهم. ويبرز اسم أمين بالفريخ، البالغ من العمر 26 سنة، كبطل قادم بقوة في رياضة "المواي طاي" التي تزاوج بين تقنيات الملاكمة وفنون الحرب، لا سيما بعد إحرازه في فبراير الماضي بلوس أنجليس بطولة أمريكا الشمالية بهزمه لخصمه المكسيكي كروز ريتشارد، وهو تتويج ينضاف إلى العديد من البطولات المحلية التي ظفر بها على مستوى ولايات (واشنطن دي سي وفرجينيا وميريلاند). وقد تشرب بلافريخ، المنحدر من مدينة سلا، والذي وفد إلى الولاياتالمتحدة سنة 2012 ولعه برياضة المواي طاي بالمغرب، حيث مارسها كهاو وشارك في عدة بطولات وطنية بلغ فيها مستويات متقدمة. وكأي وافد جديد إلى بلاد العام سام واجهت البطل المغربي صعوبات جمة، بدءا بإتقان اللغة الانجليزية ثم إيجاد مورد رزق وتدبر مصاريف العيش ومستلزمات التدريب؛ غير أن هذه الصعاب لم تفت في عضد بالفريخ، الذي اشتغل على مدى سنتين في مهن مختلفة لادخار مبلغ من المال يغطي احتياجاته، ليقرر بعد ذلك الانتقال من نيويورك إلى ولاية فرجينيا مدشنا مشواره الاحترافي في ممارسة هذه الرياضة التي أحبها وأخلص لها وهو الآن يقطف ثمار سنوات من الجهد والعمل المضني. وبفضل مثابرته وعمله الجاد الذي عكسته النتائج المتوالية التي يحققها، حظي البطل المغربي بثقة أكبر منظمة للمواي طاي في الولاياتالمتحدة "لاين فايت" التي يجمعه بها حاليا عقد احترافي. وقال بالفريخ، في تصريح صحافي بواشنطن، إن هذه الخطوة شكلت منعطفا مهما في مساره الرياضي، إذ مكنته ولو مرحليا من تلبية بعض متطلبات الممارسة على مستوى عال والتي كان يعتمد فيها على موارده الذاتية وعلى قلة من الداعمين. وأفاد بأنه يواصل حاليا تدريباته المكثفة استعدادا للنزال "سوبر فايت"، الذي سيجمعه في أكتوبر المقبل بمنافس من خارج الولاياتالمتحدة، مؤكدا أنه يراهن على تحقيق فوز يفتح له أبواب التنافس على اللقب العالمي في هذا الصنف الرياضي. وفي معرض حديثه، استحضر بالفريخ، الذي يحرص في كل نزالاته على حمل العلم الوطني، واقعة ظلت راسخة في ذهنه خلال تتويجه بحزام أمريكا الشمالية، حيث صعد مدير ملعب "ميميوريال كوليزيون" الذي أقيم فيه النزال إلى الحلبة، بعدما رآه ملتحفا بالعلم الوطني، ليهنئه بكونه ثاني مغربي يحرز ميدالية ذهبية في هذا الملعب بعد العداء الأسطوري سعيد عويطة الذي توج في مضماره باللقب الأولمبي لسباق 5000 متر سنة 1984 وهو حدث، يقول البطل الواعد، "لم أعشه لأني لم أكن قد ولدت بعد، لكني شعرت بفخر واعتزاز كبيرين". وقد لفت المسار اللافت الذي يشقه أمين بالفريخ أنظار العديد من وسائل الإعلام الأمريكية. وفي هذا الإطار، أنجزت قناة "إي بي سي 7" روبورتاجا رصدت من خلاله خطواته الموفقة والتي تعد عنوانا للطموح والإصرار على تحقيق الحلم، مشيدة بمستواه الرفيع وبشراسته وقوة النزالات التي يخوضها واصفة إياه ب"وحش الحلبة". وفي تصريح للقناة التلفزيونية الأمريكية، قال بالفريخ: "خلال النزالات ينصب تفكيري فقط على الشخص الواقف أمامي. يجب أن أوجه إليه الضربات وأن أجهز عليه معنويا وجسديا". وأضاف بالفريخ، الذي تعد الحلبة بمثابة بيته الثاني حيث يمضي ساعات طوال في التدريب لتحسين لياقته وقدراته القتالية بمعية طاقم محترف من المدربين: "أتحلى بعزيمة قوية. عندما أقرر أن أقوم بعمل ما، أنزع عني رداء الكسل. أنهض وأنجزه بصرف النظر عن أي شيء"، مردفا: "هدفي هو أن أكون شخصا ذا أثر يتذكره الناس، شخص يمكن أن ينظروا إليه كملهم وقدوة لحياة أفضل". أما مدربه، رافيتري كيلي، فقال عنه: "لا أستطيع تصور سيناريو لنزال لا ينهيه. لا شيء يمكن أن يقف أمامه". *و.م.ع