أجمعت الصحف الصادرة في عدد السبت/الأحد، 24 و25 دجنبر، على أن الملك محمد السادس وافق على الهيكلة الحكومية، وأعطى الضوء الأخضر لعبد الإله بنكيران من أجل استكمال مشاوراته مع أحزاب الأغلبية لتشكيل الحكومة الثلاثين في تاريخ المغرب. وانفتح الباب على مصراعيه وهكذا نشرت يومية "المساء" في قلب صفحتها الأولى خبرا حمل عنوان "بنكيران يتلقى الضوء الأخضر ويلتقي زعماء أغلبيته"، كشفت فيه أن رئيس الحكومة التقى زوال أمس الجمعة بشكل فردي مع عدد من زعماء الأغلبية الحكومية، ونقلت عن "مصدر حزبي مطلع" قوله بأن هذا الاجتماع "يشير إلى أن هيكلة الحكومة نالت موافقة القصر"، مؤكدة انتقال بنكيران إلى مرحلة حاسمة في ما يخص تشكيل حكومته وتحديد الحقائب الوزارية التي ستؤول إلى كل حزب وأسماء المرشحين للاستوزار. وأضافت الجريدة، نقلا عن ذات المصدر، "أن عدد الوزارات التي تضمنتها النسخة الثانية التي بعث بها بنكيران إلى ملك البلاد هو 30 حقيبة وزارية". بدورها "الأحداث المغربية" سارت في نفس الاتجاه ونشرت خبرا، صدّرت له في صفحتها الأولى عنونته "تشكيل الحكومة الأسبوع المقبل والتصريح الحكومي جاهز"، وقطعت الشك باليقين حين جزمت بالقول "أمس الجمعة توصل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بالموافقة الملكية النهائية على الهندسة الحكومية، والتي كان جلالته أدخل عليها تعديلات طفيفة "لم تمس جوهر الهندسة بقدر ما مست تسمية بعض القطاعات" يقول قيادي بحزب العدالة والتنمية". وبمجرد توصله بالموافقة الملكية، تضيف الجريدة، بدأ رئيس الحكومة بعد زوال أمس إجراء اتصالاته مع حلفائه في الأغلبية الحكومية للرفع من وثيرة مفاوضات تشكيل الحكومة والحسم في القطاعات المسندة إلى كل حزب. ونقلت "الأحداث المغربية" عن الحبيب الشوباني، القيادي في حزب العدالة والتنمية، تأكيده "إن التشكيلة الحكومة المقبلة سترى النور الأسبوع المقبل". وفي نفس السياق سلطت الجريدة الضوء على أشغال لجنة صياغة التصريح الحكومي، وقالت، نقلا عن مصدر، وفقا للوثيرة التي تسير وفقها الأشغال أن تكون "وثيقة التصريح الحكومي جاهزة الاثنين المقبل". "أخبار اليوم" هي الأخرى قالت، في خبر لها عنوانه "عودة المياه إلى مجاريها بين القصر وبنكيران.. والحكومة نهاية الأسبوع"، "يبدو أن الغيوم بدأت تنقشع عن علاقة القصر برئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. فبعد تأخر رد القصر على هيكلة الحكومة لمدة قاربت أسبوعا... توصل رئيس الحكومة برد مكتوب من الديوان الملكي على مشروع هيكلة الحكومة، وتلقى الضوء الأخضر للشروع في الحسم في أسماء الوزراء وتقسيم الحقائب الوزارية". وفضلت "أخبار اليوم" استكناه ما أسمتها "الأسباب الحقيقية وراء تأخر القصر في الرد على مشروع هيكلة الحكومة"، وعددت أسبابا ثلاثة هي: السبب الرئيسي هو تصريحات لحسن الداودي حول مشروع القطار فائق السرعة ال"تي جي في"، حيث أوردت الجريدة قوله، الثلاثاء الماضي في ندوة بالرباط، بأن حزبه سينظر في تأجيل المشروع إلى 2020 أو 2025 "حتى لا تنهك الميزانية الاستثمارية للدولة"، واصفا استثمار 33 مليار درهم ب"الكارثي"، وهو ما أغضب الجهات العليا على اعتبار أن المشروع هو "مشروع ملكي"، قبل أن يصدر الداودي بيانا نفى فيه صحة الأقوال المنسوبة إليه. أما السبب الثاني، حسب "أخبار اليوم، فهو نشر هيكلة الحكومة في الصحافة قبل عرضها على الملك، والسبب الثالث هو المسطرة التي اعتمدها العدالة والتنمية لاختيار وزرائه، وهي المسطرة التي تحفظت عليها جهات عليا لأنها تتعارض مع مبدإ التشاور مع الملك بشأن الأسماء المرشحة للاستوزار. في دائرة الضوء وفي موضوع آخر له علاقة وثيقة بالحكومة المرتقبة، نشرت "أخبار اليوم" ملفا عن "انتظارات المغاربة من حكومة بنكيران" في ملفها الأسبوعي "تحت المجهر"، ذكرت فيه مجموعة من الانتظارات الكبرى التي يطلب إلى الحكومة المقبلة النظر فيها، وعددت بعضها: "القصر.. انتبه الخطوط الحمراء"، "العسكر والمخابرات.. ابتعد عن أسرار الدولة"، "20 فبراير.. استرجاع المال المنهوب"، "السلفيون.. الخروج من الزنزانة والتعويض عن السجن"، "المهمشون.. الخبز والسكن والكرامة"، "المعطلون.. الوظيفة العمومية هنا والآن"، "الحركات النسوية.. المساواة والمناصفة"، "الأمازيغية.. رد الاعتبار"، "الأئمة.. إخراج الأوقاف من "المشور". من جهتها تناولت "الأحداث المغربية" مواضيع مرتبطة بالسياق السياسي الحالي منها: "عباس الفاسي يودع أعضاء حكومته"، و"جدل داخل الاتحاد حول استوزار وزرائه"، و"الداودي ينفي تصريحه بإيقاف مشروع "تي جي في""، و"10 إجراءات لتشغيل الشباب". أما "المساء" فكتبت "سلفيون يؤسسون تيارا جديدا في انتظار حزب سياسي"، و"الرويسي تتهم أغلبية بنكيران بالتصرف بانتقائية مع الدستور"، و"حركة 20 فبراير تقرر النزول إلى الشارع يوم غد الأحد في 25 مدينة".