وجه سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة، انتقادات شديدة إلى حلفائه في الأغلبية الحكومية بخصوص تعاطيهم مع محطة تقديم حصيلة نصف الولاية الحكومية أمام البرلمان. وقال العثماني إن "طريقة إعداد الحصيلة الحكومية تمت بطريقة تشاركية مع جميع الأطراف المشاركة في الأغلبية"، وزاد: "خصصنا اجتماعات على مستوى الحكومة والأغلبية لمناقشة هذه الحصيلة وتلقي الملاحظات بشأنها، لكن أطرافا داخل الحكومة ركزت فقط على القطاعات التي تشرف على تدبيرها". ووصف العثماني الطريقة التي روج بها بعض الوزراء لحصيلة الحكومة نصف المرحلية ب"السلوك السياسي الناقص"، مشيرا إلى أن "نجاح أي قطاع هو نجاح جماعي للحكومة بأكملها وليس نجاحا لحزب العدالة والتنمية". وفي كلمة له ضمن الجامعة الصيفية لمنتخبي حزب العدالة والتنمية بجهة فاسمكناس، اليوم الأحد، قال سعد الدين العثماني إن تنظيمه السياسي "لا يُعول على تدخلات أو مال أو قرابة إدارية لكسب ثقة المغاربة"، موردا أن "البيجيدي يُعول على عمله وثقة الشعب المغربي وسلوكه السياسي". وأشار العثماني، في كلمته، إلى وجود جهات لم يُسمها تحاول أن توقع بينه وبين الملك محمد السادس من خلال بحثها عن بعض الثغرات في علاقة العدالة والتنمية بالملكية، قبل أن يؤكد قائلاً: "تشبثنا بالثوابت الوطنية هو تشبث مبدئي، وهناك جهات تنتظر أن نغلط مع الملك، لكننا دائما نتشبث بشعار الله الوطن الملك". واعتبر العثماني أن حزبه يتعرض لاستهداف من قبل جهات مهووسة بانتخابات 2021، من ضمنها مواقع إلكترونية باتت متخصصة في الكذب والافتراء على قيادات "البيجيدي"، لكنه أكد أن "هذه الحملات الرخيصة" تزيد من تعاطف المغاربة مع حزبه، ويكون مفعولها عكس ما يُخطط له خصومه السياسيون. وبعد أن شدد على أن حزبه لن يتنازل عن موقعه ومكانته السياسية، لفت المتحدث ذاته إلى أن هناك من يسعى إلى "زرع الخوف في نفوس المغاربة من حزب العدالة والتنمية مع اقتراب الانتخابات المقبلة، وذلك بهدف دفع جهات معنية إلى التحرك ضده". "نحن الآن في طليعة الأحزاب السياسية، ونتمنى أن نواصل ريادتنا في المشهد السياسي"، يورد العثماني، الذي دعا منتخبي "البيجيدي" إلى "التشمير عن السواعد والحفاظ على صباغتهم والوقوف بجانب المواطنين ورفع درجة النزاهة والشفافية في تدبير الشأن العام"، بتعبيره.