في خروج جديد، هاجم رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، من سماهم المشوشين على عمل حكومته. العثماني الذي حل السبت بفاس لترؤس المهرجان الخطابي للأبواب المفتوحة الذي نظمه حزبه بتنسيق مع الجماعة الحضرية للعاصمة العلمية، والتي يرأسها إدريس الأزمي، لتقديم حصيلة تدبير حزب المصباح للمدينة بعد مرور نصف ولايته، دعا أنصاره إلى الصمود في الميدان. وقال: “لن ننسحب ولن نتراجع، سنبقى صامدين حتى نهاية ولايتنا، لأن الإرادة الشعبية هي التي اختارتنا، وإليها ستعود الكلمة، إما بإعادتنا إلى المسؤولية أو طردنا منها”، مردفا “على المغاربة الشرفاء أن يبقوا صامدين في عمق العمل السياسي لتنظيف وطنهم من الفساد والاستبداد، وألا يلتفتوا إلى كلام المشوشين”، والذين ظلوا، كما قال العثماني، يشتغلون على ثلاثة محاور، الأول مراهنتهم على أن ينشق حزب العدالة والتنمية، والثاني سقوط الحكومة، والثالث إجراء انتخابات سابقة لأوانها، لكن لا شيء مما تنبأ به المغرضون وقع، يورد رئيس الحكومة. وقال العثماني إن “أغلبية المشوشين على حزبه وحكومته وكذا الجماعات التي يدبرونها، يأتون من الأحزاب السياسية، سواء من داخل التحالف أو خارجه”، وهدفهم، كما قال، هو إزاحة العدالة والتنمية من الطريق حتى تعود مصالحهم و ينتعشون سياسيا، لأن المشوشين، يردف رئيس الحكومة العثماني، لا يريدون للعمل السياسي المسؤول بأن ينمو، خصوصا بعد وصول “حزب المصباح” إلى الحكم بعد انتخابات 2011، وبلغت خرجات المشوشين، يضيف العثماني، حد وصف “البيجيدي” بأنه خطر على المغرب وأمنه واستقراره، في إشارة من زعيم “حزب المصباح” إلى الخروج الإعلامي لوزيره في الشباب والرياضة والقيادي بحزب التجمع الوطني للأحرار، رشيد الطالبي العلمي، والذي أثارت تصريحاته ردودا غاضبة من قادة “البيجيدي” وقواعده. وعاد العثماني في كلمته التي ألقاها بالمهرجان الخطابي لحزبه بفاس، إلى موضوع الهزات السياسية التي تعرفها حكومته من حين لآخر، بسبب التنافس السياسي بين مكوناتها كما سبق له أن قال الخميس الماضي في لقاء مفتوح مع طلبة المعهد العالي للإعلام بالرباط، حيث قال إن “الحكومة مهمتها هي تدبير الشأن العام للمغاربة والاشتغال لمعالجة قضاياهم، لا أن يتحول عمل الوزراء إلى “النكير” والتراشق بالكلام والتهم المتبادلة”، قبل أن يضيف، “على الجميع أن يعلم أنه ليس هناك في حكومتي وزير فوق مرتبته كوزير، في رسالة فهم منها المتتبعون بأنها موجهة من رئيس الحكومة إلى وزيره في الفلاحة ورئيس التجمع عزيز أخنوش، حيث شدد سعد الدين العثماني بأنه “حازم على فرض الانضباط داخل حكومته، وأن الملك على علم بالأمر، بل زاد بأن “الملك نفسه يساعدني الله إجازيه بخير في فرض انضباط الوزراء، حتى تؤدي الحكومة مهمتها التي ينتظرها المغارية”، فيما ختم العثماني حديثه عن المشوشين داخل الحكومة وخارجها بقوله، “الحزب الذي يناور ما تفرحوليهش، لأنه في النهاية غادي إجيبها في ضلوعو”، لأن سياسة الأرض المحروقة وتبخيس العمل السياسي لن تفيد المغرب، بل هي الخطر الحقيقي على مستقبله، يُعلق العثماني في رده على الضربات الموجهة من خصومه. من جهة أخرى، عرج رئيس الحكومة في خطابه، على الاحتجاجات التي عرفتها شوارع عدد من المدن بسبب الأداء الحكومي وكذا الساعة الصيفية التي تم ترسيمها، حيث رفض وصفهم “بالمشوشين”، بل دافع كما قال عن حقهم في الاحتجاج، مشددا على أن المغاربة الشرفاء لا يشوشون، بل ينتقدون من باب الغيرة على وطنهم لأنهم يتطلعون إلى مغرب أفضل، وهذا يخدم حزب العدالة والتنمية وطموحه السياسي، لأن “البيجيدي”، يقول العثماني، “ليس ضد أحد لكنه ضد الفساد والاستبداد”، كما ”أننا لا نختبئ ولا نخاف من النقد البناء، ولا نهرب من النصيحة لأن من يمارس يخطئ، ونحن لنا أخطاؤنا كما لنا إنجازاتنا”، يقول العثماني، حيث دافع عما تحقق حتى الآن على يد حكومتي حزبه، ووصفهما بحكومي “الإنصات والإنجاز”، مشيدا بنسبة النمو ب9 في المائة التي حققها المغرب ضمن المؤشر العالمي في مجال الاستثمار والأعمال، فضلا عما أنجز في الجانب الاجتماعي، ذكر منها رئيس الحكومة استفادة 89 ألف أرملة من صندوق التكفل الاجتماعي، وأزيد من 150 ألف طفل يتيم معتنى به، فيما اشتكى العثماني من ثقل متأخرات مستحقات الدولة من الضريبة على القيمة المضافة، بلغت أزيد من 40 مليار درهم، منها 20 مليار درهم لفائدة المقاولات والشركات التي تعاقدت مع المؤسسات العمومية، إضافة إلى ملفات ثقيلة أخرى وقف عندها العثماني، منها ملف الأمية بالمغرب والتي يزيد عدد المعنيين بها عن 8 ملايين أمي، حيث تساءل العثماني مخاطبا خصومه السياسيين، هل “البيجيدي” هو الذي صنع هذا الجيش من الأميين والذين يزيد سنهم عن 30 سنة؟، نحن وجدنا هذا الملف الثقيل على طاولة رئاسة الحكومة ونسعى لمعالجته كباقي الملفات الثقيلة التي ورثناها عن العهود السابقة، يُجيب العثماني.