وجد إدريس الأزمي الإدريسي، عمدة مدينة فاس، نفسه في وضع لا يحسد عليه عندما أقدمت ساكنة مدينة فاس على طرده من لقاء خصص لتقديم حصيلته لثلاث سنوات، مساء أمس الجمعة في مقاطعة جنان الورد. واحتج العشرات من المواطنين على العمدة والوزير السابق الأزمي، الذي شغلته مهامه المتعددة عن خدمة ساكنة العاصمة العملية على حد تعبيرهم، مؤكدين أن حصيلته "صفرية" رغم المحاولات التي يقوم بها لإلصاق فشله بمن سبقوه. ورفعت شعارات مناوئة للأزمي، ولحزب العدالة والتنمية، حولت قاعة الاجتماع إلى ما يشبه ساحة حرب بين المواطنين وأعضاء من حزب العدالة والتنمية، يتقدمهم العمدة الذي واجه الغاضبين بعبارات وصفت ب"الاستفزازية". ومما زاد من الاحتقان الذي شهدته القاعة رفض العمدة السماح لمعارضيه بأخذ الكلمة بهدف كشف ما يعتري المدينة من نقائص، بل وصفهم ب"المشوشين والعدميين"، معلنا في لغة من التحدي استعداده لمواجهتهم، وهو ما تمثل في إقدامه على نزع بذلته. وخاطب الأزمي، الذي يشغل رئيس المجلي الوطني، ضمن فعاليات الأيام التواصلية والأبواب المفتوحة مع ساكنة فاس من أجل تقديم حصيلة ثلاث سنوات من تسيير الجماعات والمقاطعات الحضرية، الغاضبين بالقول: "من أراد أن يشوش أقول له هذه زوبعة فقط.. والفايسبوك ما غادي يدير ليكم والو"، مضيفا أن الحزب الذي ينتمي له "اختار العمل بقلبه على البلاد أمام المشوشين". ورغم الشعارات التي رفعها القيادي في حزب العدالة والتنمية إلى جانب مناصريه ضد المحتجين، إلا أن ذلك لم يزد سوى من توتير الأجواء، قبل أن يغادر منصة اللقاء منسحبا من أمام المواطنين الذين أصروا على رفض سياسته التي وصفوها ب"الفاشلة". ولجأ رئيس فريق الحزب الحاكم بمجلس النواب إلى الأمين العام ل"حزب المصباح"، رئيس الحكومة سعد العثماني، من أجل عقد لقاء لإقناع ساكنة فاس بحصيلة العدالة والتنمية بعد ثلاث سنوات من التدبير الجماعي للعاصمة العلمية. ويرتقب أن يؤطر أمين عام "البيجيدي" لقاء مساء السبت.