بعد المعركة الدبلوماسية الناجحة التي كُللت بموافقة الرئيس السلفادوري الجديد على سحب اعترافه ب"الجمهورية الوهمية"، يحرص المغرب على حضور حفل تنصيب لورونتينو كورتيزو، الرئيس الجديد لجمهورية بنما، والذي يجري تنصيبه اليوم الاثنين، بحضور إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو. ويمثل الملك محمد السادس في حفل تنصيب الرئيس الجديد لبنما سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، الذي توجه أمس الأحد إلى العاصمة البنمية سيتي بنما سيتي، بعد دعوة رسمية وجهتها حكومة بنما إلى العاهل المغربي للمشاركة في مراسيم التنصيب. وتعتبر بنما، وهي إحدى دول وسط أمريكا الجنوبية، أول دولة أمريكية تعترف بالجمهورية الوهمية وتستضيف أول سفارة للبوليساريو في عام 1980. وفي سنة 2013، نجح المغرب في إقناع بنما بتجميدها لعضوية البوليساريو، قبل أن يتم استئنافها في يناير 2015. ولمحاصرة المد الانفصالي، فتح المغرب رسميا سفارة له بجمهورية بنما في 2016، بحضور صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السابق، بعد افتتاح بنما لسفارة لها بالرباط في 2015. وسيكون المغرب مطالبا ببذل مجهودات دبلوماسية أكبر لإقناع الرئيس البنمي الجديد بسحب اعترافه ب"الجمهورية الوهمية"، خصوصا أن أسباب إعادة اعتراف هذا البلد الأمريكي بالبوليساريو تبقى غير معروفة وتطرح أكثر من سؤال حول أداء الدبلوماسية المغربية في عهد الحكومة السابقة. وخصصت الحكومة البنمية، السبت، استقبالا رسميا إلى "كبير الانفصاليين"، إبراهيم غالي، وقدمت له لدى وصوله بمطار توكيمون الدولي التحية من طرف وحدة من الحرس، قبل أن يتوجه بكلمة إلى الصحافة الوطنية البنمية والدولية الحاضرة. مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، أكد أن ما يناهز 50 دولة سحبت اعترافها بجبهة البوليساريو الانفصالية في السنوات الأخيرة. وأوضح الوزير الخلفي، في تصريح رسمي سابق، أن "الكيان الوهمي الذي كان قبل عقود يتحدث عن أزيد من 80 دولة تدعمه، اليوم هذا العدد تقلص بكثير وباتت أقلية محدودة جدا تعترف به". الخارجية البنمية كانت قد أوضحت أن قرار وقف دعمها للبوليساريو قبل أن تتراجع عنه جاء بسبب رغبة التقرب إلى المغرب باعتباره بوابة أفريقيا، وسعيا منها إلى تقوية علاقاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع المملكة، بعدما تبين أن هذا الكيان لا يتوفر على المقومات الأساسية المشكلة لدولة ذات سيادة، كما أنه يفتقد إلى العناصر الأساسية ليصبح دولة مستقلة. وفي يونيو 2017، رفضت محكمة بنمية دعوى قضائية رفعتها البوليساريو لاحتجاز شحنة مغربية من الفوسفاط في بنما، وقالت المحكمة: "إنه لا يوجد دليل على أن الشحنة مملوكة للجبهة".