منذ نهاية الأسبوع الماضي، وبنما تجمع، رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وزعيم انفصاليي “البوليساريو” إبراهيم غالي، في مكان واحد، ضمن مراسيم تنصيب الرئيس الجديد “لورونتينو كورتيزو”. وحل زعيم الانفصاليين في بنما قبل العثماني، يوم السبت الماضي، إذ استبق مراسيم تنصيب الرئيس الجديد بسلسلة لقاءات مع المسؤولين في هذا البلد، فيما بينما وصل إليها رئيس الحكومة، أول أمس الأحد، حاملا تهنئة الملك محمد السادس للرئيس الجديد. بنما، التي كانت أول دولة اعترفت بالبوليساريو، جمعتها علاقة متوترة بالمغرب على مدى سنوات، قبل أن يقرر الأخير إعادة فتح سفارته فيها عام 2016، ما جعل قضية الصحراء المغربية حاضرة في لقاء العثماني بالرئيس الجديد. وفي السياق ذاته، عبر الرئيس البنمي عن شكره للمغرب لمشاركته في حفل التنصيب، وأكد إرادته، أيضا، لتطوير العلاقات الثنائية، كما أبدى تفهمه لانشغال المغرب بقضيته الوطنية الأولى، مؤكدا حرصه على متابعة الحوار السياسي مع المغرب على مستويات عالية. يذكر أنه بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي، أنهى المغرب سياسة الكرسي الفارغ بمواجهة خصوم الوحدة الترابية، وهو ما تمخض عنه محاصرة الانفصاليين في عدد من البلدان، والهيآت، فيما يركز المغرب بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة على محاصرة الانفصاليين في دول أمريكا اللاتينية، ما أثمر سحب كل من سلفادور، والباربادوس اعترافهما بالجمهورية الوهمية. وتعد زيارة العثماني لبنما أول زيارة لرئيس حكومة مغربي لدولة كانت أول من اعترف في أمريكا اللاتينية بجبهة البوليساريو، في يونيو 1978، واستضافت “سفارة” لها عام 1980. واستطاع المغرب إقناع بنما، عام 2013، بتجميد عضوية البوليساريو، قبل أن يتم استئنافها، في يناير 2015، كما فتح، رسميا، سفارة له في جمهورية بنما عام 2016، بعدما فتحت الأخيرة سفارتها في الرباط عام 2015.