"الأم والوطن لا يمكن المزاح فيهما: إنهما مقدسان". (إيزابيل الليندي) لو اقتطع محرك البحث "غوغل" جزءا من تراب أمريكا لأقامت الدنيا ولم تقعدها، أما نحن في المغرب فمسؤولونا لا يهمهم الأمر إلا إذا وقعت الواقعة (فيديو كليب الأغنية الرسمية لنهائيات كأس أمم إفريقيا في كرة القدم مصر 2019). ومرارا تم في لقاءات محلية أو وطنية وحتى دولية الاستشهاد بخريطة المغرب مبتورة منها الصحراء المغربية، ففي الداخل يمكن أن نجد الأعذار، حيث يكون ذلك إما ناجما عن عدم انتباه اللجنة التنظيمية، إما بسبب التسرع أو توكيل المهمة لبعض الشباب غير المتمرسين في تنظيم التظاهرات العلمية والثقافية، حتى إذا ما تم افتتاح الفعالية صدم المسؤول الأول عن المؤسسة بهذا الخطأ، ولكن حين يحضر الباحثون المغاربة لبعض المؤتمرات الدولية ويتم الاستشهاد بخريطة المغرب وقد اقتطعت منها صحراؤه فهنا تثار المشكلة. وهذا ما وقع معي شخصيا برفقة صديق لي بمناسبة مشاركتنا في مؤتمر دولي بتركيا السنة الفارطة (2018)، ففي اليوم الثاني من المؤتمر وجدنا نفسينا في موقف الدفاع، وكان إحساسا عارما ومشتركا، حيث أوقفنا متدخلة جزائرية بمجرد مشاهدتنا لشريحة تظهر خريطة المغرب وقد بترت منها الصحراء، فاعترضنا بقوة على هذا التصرف اللاعلمي المستفز، ولم نبرح نحتج بالرغم من مؤازرة الباحثين الجزائريين للمتدخلة، حتى أوقفنا المؤتمر فعليا وطالبنا بحضور مديره، وبالفعل حضر هو وعميدة كلية العلوم السياسية بإسطنبول وتم حذف الشريحة موضع الخلاف، مع الاعتذار. وبرر الباحثون الجزائريون ذلك التصرف الأرعن بأن الباحثة صحافية مبتدئة، لكن هذا لم يقنعنا فسجلنا موقفنا الثابت بالانسحاب من مدرج الندوة ورأسانا مرفوعان. فإلى متى ستبقى خريطة المغرب على محركات البحث ومنها "غوغل" مبتورة منها الصحراء المغربية؟ وإلى متى سيبقى المسؤولون وغيرهم في الداخل يحترسون ويتوجسون من هكذا استعمال لخريطة "غوغل" مثلا حول المغرب؟ من هذا المنبر أناشد من يهمهم الأمر أن يبادروا إلى حل هذه المعضلة. *جامعة الحسن الأول – كلية الحقوق بسطات