أعرب مواطنون بحي البام بجماعة أولاد عياد الترابية، إقليم الفقيه بن صالح، عن قلقهم من قرار باشا المدينة القاضي بتحويل بعض الباعة الجائلين من شارع محمد السادس إلى سويقة عشوائية بقلب حيهّم. وقال المتضررون إن السلطات المحلية بأولاد عياد حاولت من خلال ما أقدمت عليه حل أزمة آنية بأزمة أعمق، بعدما جعلت من محيط عدة منازل فضاء للأزبال والفوضى دون أن يكون لخيارها أثر ايجابي على الفئة المستهدفة التي عبرت منذ البدء عن رفضها لعرض سلعها بالمكان المقترح لضعف الرواج به. وقال بوبدير الحسين، نائب رئيس جماعة أولاد عياد، بعدما أبدى تفهمه للضغوطات المفروضة على السلطات المحلية، إن القرار كان متسرعا ولم يأخذ بعين الاعتبار كل التأثيرات السلبية على ساكنة الجوار، كما أنه لم يحقق أهدافه المحددة أساسا في توطين "فرّاشة" شارع محمد السادس. وأضاف المنتخب الجماعي أن السويقة العشوائية لا تتوفر على شبكة للصرف الصحي والإنارة العمومية، ومن شأنها أن تعرقل السير العام للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، وأن تؤثر على حرمة مسجد الحي، ناهيك عن عدم موافقة غالبية أعضاء المجلس الجماعي عن المكان المقترح لها. وأعرب المستشار ذاته عن تخوفه من أن يستغل البعض هذه المحلات المحدثة البعيدة عن أنظار السلطة والدرك من أجل تصريف بعض الممارسات المحظورة التي بدأت بوادرها تظهر بالحي، ومن ضمنها تعاطي الممنوعات، وقال إنه بسبب هذه الاحتمالات تمّ اقتراح عقد دورة استثنائية للحسم في الموضوع بشكل نهائي. وأكد الرويس محمد، عضو اللجنة التحضيرية لجمعية الخير لبائعي الخضر والفواكه والحلويات، عدم ملاءمة المكان للفئة المستهدفة، معبرا عن رفضه القاطع للمكان المقترح، مذكرا بأن الباعة الجائلين سبق لهم أن راسلوا باشا المدينة في الموضوع وهم الآن يستعدون لتأسيس جمعية مدنية للتواصل بشكل حضاري مع مختلف الجهات المعنية ضمانا لحقهم في العيش الكريم. ويعتبر شارع محمد السادس بأولاد عياد القلب النابض لبلدية أولاد عياد ولكل الباعة الجائلين، إلا أن أكبر إكراه يواجه السلطات المحلية هو تواجد مؤسسة تعليمية به، ما تعتبره هيئات حقوقية وتربوية انتهاكا لحق التلميذ والمربي في بالتمتع بمناخ دراسي هادئ. يذكر أن فعاليات محلية مختلفة كانت قد طالبت، من خلال وقفات احتجاجية ومراسلات إلى الجهات المسؤولة، السلطات المحلية بالتدخل لتحرير شارع محمد السادس بأولاد عياد لكن بعد توفير مشروع بديل للباعة الجائلين كفيل بالحد من مظاهر الفوضى والتسيب التي باتت تميز مختلف الأسواق العشوائية بالإقليم.