في الوقت الذي أصبحت السلطات المحلية بالرشيدية تتساهل مع الباعة الجائلين وتغض الطرف عن أنشطتهم التجارية غير المنظمة، وتتقاعس في تحريك المساطر القانونية المعمول بها في هذا الإطار، تحول شارع مدغرة والأزقة المتفرعة ، وكذا شارع محمد السادس بحي تاركة ، إلى مرتع خصب للباعة الذين يحتلون الشوارع العمومية، ويقطعون الطرق في وجه السيارات التي تؤدي مستحقاتها الضرائب ، مما يبين كون السلطات المحلية تخلت عن الأدوار الحقيقية المنوطة بها! ظاهرة انتشار الباعة ضربت أطنابها في أرجاء الشارعين المذكورين مند أمد طويل ، وأغرقت المدينة في ظاهرة أصبحت الشغل الشاغل لجمعيات مدنية و سكان متضررون محليا ، في ظل غياب أي موقف أو تدخل للمجلس البلدي أو من مكتب الباشا ، حيث الباعة الجائلون «استوطنوا» مختلف المناطق المشار إليها للمدينة ، وحولوها إلى أملاك خاصة بهم ، دون أي ترخيص من السلطات ولا مصالح المجلس البلدي، حيث يجثم العشرات من الباعة فوق الأرصفة وعلى أرضية الطرقات مضيقين مساحة المرور ، ويزاحمون أصحاب المحلات التجارية المختلفة الذين يؤدون مستحقاتهم من الضرائب ... على طول شارع مدغرة و شارع محمد السادس و زنقة شيخ الإسلام «المحتلين» من طرف الباعة ، تتوالى مشاهد مختلفة من مظاهر النشاط التجاري خارج رقعة المتاجر القارة، من عربات يدوية، وطاولات وصناديق خشبية ومنشورات أخرى ، تعرض أنواعا شتى من السلع، وخلفها يقف شباب أغلبهم يحمل شواهد. شارع مدغرة ومنطقة تاركة الجديدة تحولت إلى أسواق تتكدس فيها البضائع والسلع... فأينما تولي الوجه تشاهد الباعة قد اكتسحوا جميع الأمكنة بالشارعين المذكورين ، ولم يتركوا أي مكان إلا واستغلوه لعرض بضاعتهم على الطريق العام، والتي تكون غالبا خضرا أو فواكه، ومواد غذائية ، ومواد التجميل و ملابس وكل ما تتصوره من بضاعة. اكتساح الباعة لشارع مدغرة على وجه الخصوص بشكل غير مسبوق، أثار غضب أصحاب المحلات التجارية بالسوق البلدي الذي يضم أكثر من 800 دكان ، الذين يبدون اليوم في حالة غضب ، نتيجة المنافسة غير الشريفة. بسبب هذه الفوضى نفذ تجار من ذات السوق إضرابا يوم الخميس 23 ماي ، كانت قد دعت إليه تنسيقية السوق البلدي ، ما شل حركة السوق ، سارعت على إثره باشوية المدينة الى عقد لقاء مع مسؤولي التنسيقية ، أفضى ، حسب مصادر من هذه الأخيرة، الى تفاهم يقضي بمحاربة طاهرة الباعة الجائلين بإحداث دورية مستمرة ، مع الالتزام بتفعيل مهام مخفر السوق البلدي و تعزيزه بعناصر من الأمن الوطني والقوات المساعدة. واعتبر العديد من المواطنين أن ظاهرة الباعة الجائلين ظاهرة عامة يصعب إيجاد حل جذري لها، حيث أنها تنمو كالطفيليات، ونحن نعيش معهم، حسب تعبيرهم وينبغي على السلطات العمل على تنظيم هذه الظاهرة بوضع ضوابط قانونية لها، حيث أن قلة الشيء هي التي دفعتهم لامتهان هذه الحرفة من أجل إعالة أنفسهم وذويهم، ومن اجل ألا يسقطوا في مشكل مع السلطات ، كما ينبغي عليهم تسديد الضرائب على الدخل، وتنظيف الأماكن التي يحطون بها سلعهم. وأمام الوضع المذكور الذي تعيش على إيقاعه العديد من شوارع وأزقة مدينة الرشيدية، بات لزاما على السلطة المحلية والمنتخبة أن تتحمل مسؤوليتها بإخلاء الشوارع المحتلة وإبعاد الباعة الجائلين عن جنباتها، وتنظيم حركة السير، إذ لا احد يمانع في البحث عن مصدر للعيش والاسترزاق،وذلك بإيجاد حل لوضعية هؤلاء الباعة ، كتحديد مكان خاص يجتمع فيه الباعة لمزاولة مهنتهم خاصة وان معظمهم اضطرته ظروف الفاقة لامتهان هذه الحرفة..