بعدد قليل من عناصر القوات المساعدة وبوسائل لوجيستيكية أقل وفي غياب تام لأفراد الأمن، تم يوم الثلاثاء الماضي، بسوق السبت أولاد النمة، القيام بحملة تحرير للملك العمومي أشرف عليها قائد المقاطعة الثانية، واستهدفت شارع الداخلة الذي تحول مؤخرا إلى سوق لبيع لوازم الدخول المدرسي، وسويقة بالحي الإداري التابع إلى نفس المقاطعة. الحملة وعلى الرغم من قلة أفرادها، لقيت استحسانا كبيرا من طرف متتبعي الشأن المحلي وخاصة بعض الفاعلين الجمعويين وحقوقيي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالفرع المحلي الذين بالأمس القريب، نددوا خلال وقفة احتجاجية باحتلال الملك العمومي وأجمعوا على انه من بين العوامل الأساسية في حادثة قاتلة ذهبت ضحيتها التلميذة إكرام السليمي التي كانت تدرس بثانوية الخوارزمي. الحملة بالحي الإداري التي استهدفت تنقية ساحة تتواجد أمام سويقة لبائعي الخضر والدواجن واللحوم، أثارت بالموازاة موضوع تنظيم هذا الفضاء وفق معايير "سقيفة "أرباب المهن والتجار بمحاذاة شارع محمد الخامس، حيث طالب مجموعة من الباعة السلطات المحلية التدخل لتنظيم المكان عبر توحيد المساحة المستغلة أمام محلات البيع، كما طالبوا بسقيفة موحدة أشبه بتلك التي مولتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمقاطعة الأولى، وبإحداث مراحيض عمومية بعين المكان. وقالوا إن مطالبهم التي لا تتطلب سوى بضعة ملايين بحكم عدد المحلات التجارية القليلة، تقتضي تدخلا عاجلا ليس بالنظر إلى ملحاحية المطلب في حد ذاته، وإنما بالنظر إلى موقع السويقة الذي يتواجد في قلب المدينة، ويحتاج فعلا إلى تنظيم جيد ومعقول كفيل بالاستجابة لشروط السلامة الغذائية. هذا، وتبقى الإشارة إلى أن العديد من المتتبعين للحملة أعربوا عن قلقهم من أن تكتفي السلطات المحلية بهذه الحملات المحدودة وتغض النظر عن مطلب الساكنة الذي يبقى همها في الأول والأخير هو تحرير الملك العمومي من أرباب المقاهي، ومنع صاحب مقهى جديدة بشارع الجيش الملكي من استغلال إحدى الممرات الحيوية التابع حسب قول الكثيرين إلى الأملاك المخزنية، مما يعتبر خرقا سافرا للقانون.