تشن السلطات المحلية، منذ بداية الأسبوع الجاري، حملة واسعة، لتحرير الملك العمومي من الباعة المتجولين وأرباب المحلات التجارية في حي باب دكالة الذي يتحول، خلال الفترات المسائية، إلى سوق عشوائي، تنشط فيه الحركة التجارية، وتتعالى أصوات الباعة. وتجندت قائدة مقاطعة باب دكالة، التي عينت في إطار الحركة الأخيرة لرجال السلطة، معززة بأعوان السلطة وعناصر القوات المساعدة، لتنظيم عمليات تمشيطية عبر أسواق وشوارع الحي المذكور، لتحرير الطرقات العمومية، في أفق رسم نوع من الجمالية، التي افتقدتها المنطقة، بفعل الاحتلال المبالغ فيه للملك العمومي، الذي غالبا ما يجري من خلال تواطؤ مكشوف لهذه السلطات. وأثار التحرك المفاجئ للسلطات المحلية ردود أفعال متباينة في أوساط سكان الحي المذكور، الذين يتساءلون حول مدى مراقبة وتتبع السلطات المحلية لتحركات طاقمها. وطالب أحد سكان الحي المذكور بأن تكون "الحملة على امتداد شهور السنة، لإخراجها من الطابع المناسباتي، إذ غالبا ما تسعى من خلالها السلطات المسؤولة إلى نهج سياسة در الرماد في العيون". وتحول حي باب دكالة، كما هو الشأن لمختلف الأحياء الشعبية بمدينة مراكش، إلى سوق عشوائي تنشط فيه الحركة التجارية، أبطاله باعة متجولون، يعرضون سلعا متنوعة على عربات، أو يفترشون الأرض، يحتلون الملك العمومي ويعرقلون المرور، أمام أنظار عناصر القوات المساعدة، التي لا يتعدى دورها جمع "الإتاوات" من الباعة "الكرماء".