تواصل قافلة "الشباك الوحيد"، التي تنظمها الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، في ثاني محطة بعد إسبانيا، التنقل بين دول العالم للإنصات لمشاكل الجالية والبحث عن حلول لها، والتجاوب مع انتظاراتهم. القافلة، التي حطت الرحال اليوم السبت بمدينة تورينو الإيطالية، شارك فيها ممثلون عن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ووزارة الداخلية ووزارة العدل والمجلس الأعلى للسلطة القضائية وإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة ومديرية الضرائب وصندوق التقاعد المهني المغربي ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والسكنى وسياسة المدينة ووزارة النقل والتجهيز واللوجستيك والماء. واستفاد من القافلة عدد من مغاربة تورينو والنواحي، حيث استمع المسؤولون عن القطاعات إلى شكاياتهم وأجابوا عن تساؤلاتهم، وعملوا على توجيههم وإرشادهم وتقديم شروحات حول المستجدات التي يعرفها كل قطاع فيما يتعلق بالقوانين والخدمات المقدمة لمغاربة العالم. فؤاد بوجبير، مدير الموارد البشرية والمالية والنظم المعلوماتية ممثل وزارة الجالية، اعتبر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن القافلة، التي انطلقت أمس بروما وتستمر اليوم بتورينو وبولونيا وباليرمو ويوم غد بميلانو وفيرونا ونابولي، تدخل في إطار إستراتيجية الوزارة التي تنطلق من توجيهات الملك محمد السادس والتي يسهر على تنفيذها عبد الكريم بنعتيق الوزير الوصي على القطاع. وأورد المسؤول بوزارة الجالية أن إحصائيات قنصليات المملكة تقدر عدد مغاربة إيطاليا ب770 ألفا، "وبالتالي تتضح أهمية هذا البرنامج، فزيادة على برنامج "الشباك الوحيد"، تعمل الوزارة كذلك على تطوير الخدمات المقدمة لمغاربة العالم على المستوى القانوني، حيث مكنت سفارات وقنصليات المملكة من التعاقد مع مكاتب محاماة بالخارج تتولى تقديم الاستشارات القانونية والتوجيه والإرشاد القانونيين والإدرايين اللازمين للمغاربة المقيمين بالخارج والذين يعانون من وضعية اجتماعية صعبة". وشدد بوجبير على أن العلاقات الجدية والمتميزة التي تطبع شراكات الوزارة مع باقي القطاعات المساهمة في برنامج "الشباك الوحيد" مكنت من تحقيق الأهداف وتقديم الإرشاد والتوجيه والمساعدة للمغاربة المقيمين بالخارج، مؤكدا أن القافلة ستواصل التنقل عبر مختلف الدول التي يوجد بها مغاربة. من جانبه، نوّه محمد الخليل، القنصل العام للملكة المغربية بتورينو، بالمبادرة، مؤكدا انخراط التمثيلية الدبلوماسية في التنظيم والتعبئة لقافلة "الشباك الوحيد"، معتبرا أن القنصلية حاضرة أيضا للاستماع للمواطنين. وأكد الدبلوماسي المغربي، في تصريح لهسبريس، أن المواكبة ستتواصل بعد نهاية القافلة، وأضاف: "للمواطنين رغبة في التواصل مع الإدارات، وهذه القافلة مبادرة طيبة، تستجيب لانتظاراتهم، وتنصاف إلى مجموعة من المبادرات الثقافية والاجتماعية التي تقوم بها وزارة الجالية". عبد الرفيع الحسوني، رئيس قسم قضاء الأسرة بابتدائية فاس ممثل المجلس الأعلى للسلطة القضائية، اعتبر أن "محطة تورينو مهمة للتواصل مع الجالية والإنصات لمشاكلها والبحث عن حلول لها وتقديم توجيهات وإرشادات، على اعتبار أنها تبلغ 120 ألف مغربي ومغربية". وأضاف الحسوني: "استقبلنا اليوم عددا هائلا من المواطنين، حيث استمعنا لمشاكلهم المتعلقة أساس بعض القضايا الرائجة بمحاكم المملكة أو تلك التي يرغبون في مباشرة التقاضي بشأنها، وقدمنا لهم التوجيهات والإرشادات اللازمة". وعن القضايا المثارة من طرف أفراد الجالية، أكد رئيس قسم قضاء الأسرة أنها تتعلق بالقضايا العقارية والأسرة، "لهم مشاكل بخصوص العقارات في طور التحفيظ أو المحفظة، وقضايا الأسرة بمختلف شعبها ومشاربها، كالطلاق والتطليق وكفالة الأطفال المهملين وغير ذلك"، مؤكدا أن المجلس الأعلى للسلطة القضائية سيواصل سياسة التواصل والقرب مع مغاربة العالم سواء بالخارج أو بأرض الوطن. وبدورها، اعتبرت بسماء خباط، مديرة التواصل بصندوق التقاعد المهني المغربي، أن استقبال المواطنين والاستماع إليهم كان له وقع إيجابي عليهم، وكانت فرصة للإجابة عن أسئلتهم، وتقديم المستجدات التي يقدمها الصندوق". وبخصوص تساؤلات المواطنين حول قطاع التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، أكد فؤاد بنضجة، الإطار بالوزارة، أن أغلب الاستفسارات انصبت حول رخص السياقة وتبديلها بإيطاليا، مشددا على أن الوزارة ستقوم بالبحث عن حلول لجميع المشاكل المطروحة. وقد أكدت الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة أن "هذه المبادرة تأتي في إطار الاهتمام بشؤون مغاربة العالم والنهوض بأوضاعهم، والتجاوب مع مختلف حاجياتهم وانتظاراتهم، خاصة في ظل التطورات المتلاحقة التي طرأت على هذه الفئة من المواطنين المغاربة، وكذا التحولات العميقة التي عرفتها دول الاستقبال، على مختلف المستويات السياسية والسوسيو-اقتصادية والثقافية والاجتماعية". وشددت "وزارة الجالية" على أن المواكبة الاجتماعية والإدارية لمغاربة العالم تعتبر إحدى الدعائم الأساسية لتنفيذ إستراتيجيتها الوطنية التي تقوم على المحافظة على الهوية المغربية لمغاربة العالم وحماية حقوقهم ومصالحهم، وكذا تعزيز مساهمتهم في تنمية بلدهم الأصلي، من خلال تنظيم العديد من الزيارات واللقاءات التحسيسية مع مغاربة ببلدان الاستقبال وبأرض الوطن.