كشف معهدُ "رويترز" للصحافة، في التقرير السنوي حول الأخبار الرقمية، أن "أغلب الناس لا يرغبون في دفع المال مقابل الأخبار على الإنترنيت، ولم تحدث سوى زيادة طفيفة في نسبة الراغبين في ذلك في السنوات الست الأخيرة". واستدرك التقرير ذاته بالإشارة إلى أنه "حتى من يدفعون، يحدث بينهم أن يتوقف البعض عن مواصلة سداد الاشتراكات، ويشعر كثيرون بالإرهاق من جراء مطالبتهم بسداد قيمة اشتراكات عديدة مختلفة، بينما يختار كثيرون دفع المال لمشاهدة الأفلام والاستماع للموسيقى عوضا عن الأخبار"، ليصل التقرير في النهاية إلى نتيجة مفادها "ستنهار بعض الشركات الإعلامية". وقال راسموس كلايس نيلسن، مدير معهد "رويترز"، إن "قطاعا كبيرا من الناس راض تمام الرضا عن الأخبار التي يمكنهم الاطلاع عليها مجانا، وحتى بين من هم على استعداد لدفع المال، فإن الأغلبية مستعدة فقط للتعاقد على اشتراك واحد". وأضاف المتحدث ذاته أن "كثيرين من جمهور الناس يشعرون بالانسلاخ فعلا عن الكثير من الصحافة التي يطلعون عليها؛ فهم لا يجدون أنها جديرة بالثقة، ولا يجدونها صائبة، ولا يرون أنها تنقلهم لمكانة أفضل". وجاء ضمن التقرير السنوي الصادر عن معهد "رويترز" للصحافة أن "مؤسسات إخبارية كثيرة لا تتيح الاطلاع على أخبارها إلا لمن يدفع، وبعضها يشهد زيادات في الاشتراكات الرقمية، في حين لم يحدث تغير يذكر في نسبة من يدفعون المال مقابل الاطلاع على الأخبار على الإنترنت، باستثناء الزيادة التي أحدثها انتخاب الرئيس دونالد ترامب في الولاياتالمتحدة في 2016-2017". وذكرت الوثيقة سالفة الذكر أنه في الولاياتالمتحدة من المرجح أن يكون من يدفعون اشتراكات للأخبار على الإنترنيت من حملة الشهادات الجامعية والأثرياء، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن صحف "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" و"واشنطن بوست" حققت نتائج طيبة في المجال الرقمي. ومع ذلك قال معهد "رويترز"، استنادا إلى مقال منشور في موقع "فوكس" الإخباري، إن حوالي 40 في المائة من الاشتراكات الرقمية الجديدة في صحيفة "نيويورك تايمز" موجهة إلى الكلمات المتقاطعة ووصفات الطبخ، وفي بريطانيا حوالي ثلث المشاركين في الاستطلاع يتحاشون الأخبار، بسبب ملابسات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن "من صوّتوا بالموافقة على الانفصال يتجنبون الأخبار؛ لأنها تُحزنهم، ولأنه ليس بوسعهم الثقة في صحة الأخبار". وأضاف التقرير أنه "في الوقت الذي تتصارع فيه المؤسسات الإخبارية على الإيرادات، فإنها تواجه تهديدا متزايدا من مقدمي الخدمات الترفيهية مثل "نتفليكس" و"سبوتيفاي" و"أبل ميوزيك" و"أمازون برايم". وقال نيك نيومان، الباحث في المعهد، "في بعض البلدان ربما يكون العجز عن مواصلة دفع الاشتراك قد بدأ يستقر وتفضل الأغلبية إنفاق ميزانتيها المحدودة على الترفيه (نتفليكس وسبوتيفاي) بدلا من الأخبار"، مضيفا أنه "ليس مفاجأة أن تأتي الأخبار في مكان متأخر بالقائمة عند مقارنتها بخدمات أخرى مثل نتفليكس وسبوتيفاي، وخاصة للنصف الأصغر سنا من السكان". وعند سؤال المشاركين في الاستطلاع عن نوع الاشتراك الإعلامي الذي يختارونه إذا كان المتاح لهم اشتراك واحد للعام التالي، أشار التقرير إلى أنه "وقع اختيار 7 في المائة فقط من الناس دون سن الخامسة والأربعين على الأخبار"، مضيفا أن "37 في المائة يختارون خدمات الفيديو عبر الإنترنت، و15 في المائة يختارون الموسيقى على الإنترنيت". وأورد المصدر ذاته أن المؤسسات التي تتيح الأخبار من عدة مصادر تتحين الفرصة، فتعرض خدمة "أبل نيوز بلس" اشتراكا واحدا يتيح الاطلاع على أخبار صحف ومجلات مرموقة؛ منها "تايم"، و"ذي أتلانتيك"، و"ذا نيويوركر"، و"فوغ"، و"وول ستريت جورنال"، و"لوس أنجلوس تايمز". وورد ضمن التقرير السنوي الصادر عن معهد "رويترز" للصحافة أنه "قد يحرم الأمر المؤسسات الناشرة من الصلة المباشرة بالمستهلكين، ويحد من المعلومات التي تمتلكها من أجل زيادة فاعلية الإعلانات الموجهة وزيادة قيمتها".