نظمت مجموعة أوزون للبيئة وللخدمات، مساء الاثنين، حفل فطور جماعي لفائدة النزلاء الأحداث بالسجن المحلي بوركايز ضواحي فاس، بحضور العديد من نجوم الفن، وممثلين عن السلطات الإقليمية والمحلية، والمنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية بالجهة، وفعاليات من المجتمع المدني. وتميزت هذه المناسبة بتوقيع اتفاقية شراكة بين مجموعة أوزون وإدارة السجن المحلي بوركايز، نصت على التزام الفاعل المغربي في تدبير قطاع النفايات بإدماج عدد من النزلاء في سوق الشغل بعد إنهاء عقوباتهم السجنية، وذلك بتوفير فرص عمل لهم بفروعها العاملة في تدبير قطاع النفايات بمختلف المدن المغربية والإفريقية، ومن بينها مدينة فاس التي تتولى المجموعة فيها هذه المهمة منذ سنوات. وتخلل هذا الإفطار الجماعي، الذي خلق أجواء رمضانية استثنائية داخل المؤسسة السجنية المذكورة، تقديم عروض فنية لفرقة عيساوة من فاس، فيما تدخلت الوجوه الفنية التي حضرت هذه المبادرة الإنسانية بكلمات مؤثرة، كما هو الشأن بالنسبة لنعيمة إلياس وسعاد صابر، اللتين أكدتا للسجناء الأحداث ضرورة الحرص على عدم العودة إلى السجن بعد انتهاء عقوبتهم لأن أمهاتهم ووطنهم في حاجة إليهم. ويأتي تنظيم هذه المبادرة من طرف "أوزون"، المجموعة المغربية الرائدة في تدبير قطاع النفايات بعدد من المدن المغربية والإفريقية، وفق ما أكده لهسبريس عزيز البدراوي، الرئيس المدير العام للمجموعة، في إطار الأنشطة الاجتماعية والإنسانية التي دأبت "أوزون"على تنظيمها، خصوصا خلال هذا الشهر الفضيل، و"سعيا منها لإخراج السجين من حياته الروتنية من وراء الأسوار، ومشاركته فطور رمضان كعائلة واحدة". وأشار البدراوي إلى أن توقيع اتفاقية الإطار لإدماج السجناء مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء وإدارة السجن المحلي بوركايز "ينسجم مع الشعار الذي اختارته مجموعته أوزون، المستثمر في الإنسان في المغرب وإفريقيا"، مبرزا أن الاتفاقية المذكورة تنص على إدماج 50 سجينا ممن قضوا عقوبتهم السجنية، وذلك حسب التخصصات واحتياجات الشركة من اليد العاملة. "هذه خطوة أولى من أجل خطوة أكبر، وهي توقيع اتفاقية شراكة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ووزارة التشغيل لإدماج المفرج عنهم من مختلف السجون بفروع المجموعة بالمدن التي تشتغل بها"، يقول البدراوي لهسبريس، مشيرا إلى أن مجموعته تنظر في إمكانية إدماج عدد من السجناء السابقين بفروع المجموعة بالمدن الإفريقية بكل من ساحل العاج ومالي والسودان التي تتولى فيها تدبير قطاع النفايات. من جانبه، أورد خالد الأزمي، المنسق الجهوي لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء بجهة فاسمكناس، في تصريح لهسبريس، أن مبادرة تشغيل السجناء المفرج عنهم تأتي انسجاما مع التوجيهات الملكية الرامية إلى العناية بالبعد الاجتماعي والإنساني لنزلاء المؤسسات السجنية، سواء أثناء الاعتقال أو بعد الإفراج عنهم، مشيرا إلى أن مؤسسة محمد السادس كانت دائما شريكا للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في إعطاء الكرامة لهذه الفئة. وقال الأزمي إن "اتفاقية الشراكة مع مجموعة أوزون لإدماج السجناء بادرة طيبة ستعطي الفرصة لعدد منهم للحصول على فرصة عمل ستضمن لهم العيش الكريم"، مضيفا أن "الحق في الشغل يضمن الحق في إعادة الإدماج بشكل فعلي وحقيقي لهذه الفئة من المواطنين". عز الدين شفيق، المدير الجهوي للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بجهة فاسمكناس، أوضح أن الاتفاقية المذكورة ترمي إلى تشغيل بعض السجناء الذين سيتم الإفراج عنهم ممن أبانوا عن حسن السلوك ويتوفرون على بعض شروط الإدماج في الحياة المهنية. وقال شفيق، في تصريح لهسبريس، إن "حفل الإفطار الجماعي لسجناء سجن بوركايز يأتي في إطار سلسة من الأنشطة التي نظمتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج خلال شهر رمضان الكريم على الصعيد الوطني"، مضيفا أن "هذا البرنامج الرمضاني كان حافلا على مستوى التنشيط الثقافي والفني والرياضي؛ وذلك بهدف الحفاظ على كرامة السجناء وتكوينهم وتأهيلهم من أجل استشراف غد أفضل لهم داخل المجتمع". واعتبر شفيق أن إدماج السجين "مسؤولية مشتركة بين المؤسسات السجنية والمجتمع وجميع القطاعات، وبالتالي تشكل مثل هذه المناسبات فرصة لخلق جسور التواصل بين السجين والعالم الخارجي، وجعله يشعر بالدفء الأسري وبأن المجتمع يفكر فيه"، مضيفا أن "مدة العقوبة ما هي إلا مرحلة ستمر، والسجين هو ابن المجتمع وسيعود إليه في أحسن صورة مما كان عليه خلال فترة قضاء العقوبة". وأوضح بوعزة العنقي، مدير السجن المحلي بوركايز بفاس، أن مبادرة "أوزون" داخل مؤسسته السجنية تندرج في إطار الأنشطة التي تبرمجها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بهدف تحفيز السجناء، والرفع من معنوياتهم، وتقوية شعورهم بالارتباط بالمجتمع المدني وبأسرهم، مشيرا إلى أن هذا الإفطار الجماعي أضفى دفئا مجتمعيا وأسريا على النزلاء الأحداث، وسيحفزهم على الإصلاح والاندماج. وقال العنقي في حديث لهسبريس: "لقد تم استهداف السجناء الأحداث من خلال تنظيم هذه المبادرة الإنسانية لكون هذه الفئة، القابلة للتقويم والإصلاح، تحظى بالأولية في البرامج التثقيفية والرياضية والترفيهية والدينية والتكوينية والتعليمية المبرمجة من طرف المندوبية العامة"، مضيفا أن مبادرة "أوزون" في إدماج السجناء داخل سوق الشغل "ستساهم في انخراطهم داخل النسيج المجتمعي بإيجابية بعد معانقتهم للحرية". يشار إلى أن مجموعة أوزون للبيئة والخدمات تشرف على التدبير المفوض لقطاع النفايات ب 58 مدينة مغربية، وب 4 مدن بساحل العاج، وبالعاصمة المالية باماكو، فضلا عن العاصمة السودانية الخرطوم.