تتقن فن التقليد ببراعة، ماهرة في تعرية الواقع بأسلوب كوميدي متميز، وعبر إطلالتها الفكاهية الفريدة، ألف الجمهور متابعة عروضها بمتعة كبيرة واعتاد تأثيث قاعة المسرح بضحكات مسلية وتصفيقات حارة على ما تقدمه من فقرات تمزج بين المرح والسخرية، وتستلهم من الظواهر الاجتماعية والثقافة الشعبية مواضيع جادة. حنان الفاضلي، المنحدرة من عائلة فنية، التي تعرف عليها الجمهور منذ سنوات من خلال مسلسلات تلفزيونية ك"سوبر حادة" و"حنان شو"، ضربت موعدا مع جمهورها بمسرح محمد الخامس بالرباط في إطار الدورة الخامسة من مهرجان "أجي تهضم". التقتها هسبريس على هامش العرض الذي قدمته وكان الحوار التالي: كيف كان لقاؤك مع الجمهور؟ صراحة، شعرت بأن هذا اللقاء كان لقاء رائعا، الجمهور كان في المستوى وكان ذواقا يحس ويفهم معنى الكلمة التي أريد إيصالها. من خلال هذا اللقاء أحسست بالحب الذي يكنه لي الجمهور، وهذا دافع قوي لأقدم عرضي في إطار مهرجان "أجي تهضم" بمسرح محمد الخامس بالرباط. حضر عرضك جمهور كبير، فلماذا إذن تغيبين عنه لفترات طويلة؟ إنها طريقتي في الاشتغال وهكذا أرى تواجدي بالساحة الفنية، لست مجبرة على أن أكون في ظهور دائم ومستمر، ولأنني أحترم هذه المهنة وأحترم الجمهور، لا يمكنني التلاعب أو الاستهزاء بهما. إذا أحسست بأنه ليس لدي ما أقدمه، أفضل أن أغيب سنة أو سنتين حتى أعد عملا في المستوى ثم أظهر به. لحنان الفاضلي أسلوب لا نظير له في الوصول إلى جمهورها، لكن ما ردك على الانتقادات التي تقول إن هناك تكرارا في الشخصيات التي تجسدينها؟ يمكن أن تكون هناك شخصيات تكرر في أعمالي لكن الموضوع لا يتكر. بالنسبة لي، أعتبر الشخصية مجرد وسيلة أستعملها لإيصال جوهر رسالتي. رغم أن هناك تكاملا بين الشخصية والموضوع إلا أن هذا الأخير يبقى أهم وأحرص على التنويع فيه. وكما هو معلوم، تسلط الفكاهة المغربية الضوء على مواضيع وظواهر مستفحلة بمجتمعنا. لا يمكنني مثلا التحدث على "غودزيلا" لتصير مواضيعي فريدة. لقد بدأت مسيرتي الفنية بالتقليد ثم انتقلت إلى تجسيد الشخصيات المركبة ثم اشتغلت على الباروديا ثم كاميرا خفية، وليس سهلا أن أنجح في تقديم الجديد كل مرة على مدى ثلاثين سنة تقريبا من مسيرتي الفنية. هناك شخصيات تنال إعجاب الناس وأخرى لا، ولا يمكننا إرضاء الجميع. ما تقييمك لمهرجان "أجي تهضم"؟ إنه مهرجان في المستوى، أمين بنغازي وعبيد الله هلال، عضوا فرقة "Les inqualifiables" اللذان تعاملت معهما، شبابان خلوقان، وبالإضافة إلى كونها فنانين متميزين، يبقى فنهما فنا ذكيا وفكاهتهما فكاهة هادفة. هما "ولاد الناس" وأنا أحب التعامل مع أناس يفمهونني ويقدرونني كإنسانة وكفنانة. أتمنى أن يستمر هذا المهرجان خلال السنوات القادمة ولن تكون هذه آخر مرة أشارك في هذه التظاهرة الفنية.