خلف أسوار سجون المملكة، اختار مسجونون التشبث بالقرآن الكريم وحفظه، وأيضا تعلم قواعد قراءته وتجويده. من بين هؤلاء السجناء فردوس العاقل، النزيلة بسجن طنجة المحلي، التي استغلت فرصة تواجدها بالزنازين لتتشبث بالقرآن الكريم، فباتت تتقن قواعد قراءته وصار لها خير ونيس. فردوس العاقل، المنحدرة من قرية ملوسة ضواحي طنجة، أمضت ما يفوق أربع سنوات داخل السجن المحلي بطنجة، وهناك بدأت مسارها في حفظ القرآن الكريم. تقول: "بدأت الحفظ خلال الشهور الأولى في السجن، فبعد أن أغلقت علي الأبواب ووجدت نفسي وحيدة في هذا المكان، كان القرآن هو المساند الوحيد لي والشيء الوحيد الذي يريح نفسيتي". فردوس اختارت حفظ القرآن بشكل شخصي وليس بالانخراط في برنامج من البرامج التي تبرمجها المندوبية السامية للسجون. وبهذا الخصوص، تقول: "بدأت أحفظ القرآن الكريم بمجهود شخصي، فقد كنت أحمل الكتاب وأبدأ بالحفظ والتجويد لوحدي". اعتمدت فردوس في تعلمها لقواعد قراءة القرآن الكريم على متابعة أحد البرامج التلفزيونية التي كان يسمح ببثها داخل السجن؛ فقد "كنت أشاهد قناة السادسة للقرآن الكريم وأبدأ بتتبع القراءة وأنا أحمل القرآن بين يدي، وهكذا تدربت على القواعد وتعلمت القراءة بشكل جيد". وتعدد فردوس منافع حفظ وقراءة القرآن الكريم، مؤكدة أن التشبث به استطاع أن يكون عاملا أساسيا مكنها من تخفيف وطأة السجن عليها وتجاوز السقوط في أمراض نفسية أو اضطرابات جراء تقييد حريتها. تقول: "حفظ القرآن أنساني مدة السجن التي أقضيها هنا وبعدي عن العائلة، ووجدت أنه هو طبيبي النفساني وعائلتي وكل شيء". وتضيف: "حينما كنت خارج السجن لم أكن أقرأ القرآن، كنت أؤدي فريضة الصلاة فقط، لكن اليوم أجد راحتي فيه، فهو أمر جيد ويريح النفس، أنصح الناس بقراءته بشكل كبير، ومن لم يستطع فصفحة واحدة في اليوم ستكون كافية جدا".