في سن 11 سنة، بدأ مسار جهاد غناج، 27 سنة، مع القرآن الكريم، بدعم من الأهل وبمجهود شخصي استطاعت أن تحفظ جزءا كبيرا منه وتتعلم قواعد قراءته، قبل أن تنتقل إلى التدرب على أيدي شيوخ مغاربة. غناج، المقيمة بمدينة الدارالبيضاء والحاصلة على دبلوم في التجارة والتي تتابع دراستها في السنة الثالثة علم الاجتماع، تقول ضمن لقاء بهسبريس: "بدأ مساري مع القرآن الكريم في سن 11 سنة بمجهود خاص بمساندة الوالدين، إذ كنت أستظهر على والدتي وكنت أستمع بكثرة لبرامج تجويد القرآن الكريم بالتلفزيون". إصرار غناج على التميز في مجال تجويد القرآن دفعها إلى المشاركة في عدد من المسابقات الوطنية، لتكتشف خلالها ما كانت تمارسه من أخطاء عملت على تصحيحها على يدي شيخين معروفين. وتقول: "بدأت أتعرف على شيوخ وبدأت أحضر مجالسهم؛ ومن بينهم الشيخ سعيد مسلم ومحمد الترابي". وتتابع المتحدثة: "التحقت بالمجموعة التي يدربها الشيخ الترابي بطلب منه بعد أن استمع لصوتي في إحدى المسابقات، هناك بدأت تعلم المقامات وكنا أيضا نتعلم الإنشاد ومررت بعدد من القنوات المغربية". وتروي الطالبة المغربية علاقتها بالقرآن الكريم واصفة إياها ب"المتميزة"، قائلة: "لي علاقة جميلة مع القرآن الكريم منذ صغري، كان بمثابة الشاغل الوحيد لي في أوقات الفراغ وحين العودة من المدرسة، وكانت أمي تطلب مني قراءة القرآن، وكان يسعدني كثيرا أن تستمع لصوتي". وتواصل غناج: "خلال الحصص الدراسية وخاصة بالتعليم الإعدادي، كان الأساتذة يسعدهم الأمر حينما يعلمون أنني أقوم بتجويد القرآن الكريم، ولي ذكرى طيبة مع أستاذي للغة العربية الذي كان يخصص لي الخمس دقائق الأخيرة من كل حصة لقراءة القرآن". وتعدد غناج فوائد حفظ القرآن الكريم، قائلة إنه يعمل عل تقوية ذاكرة الفرد، ناهيك عن قيامه بدور الموجه للإنسان وصقل شخصيته، معلقة: "مثلا حينما تقدم على ارتكاب أمور خاطئة غالبا ما تتذكر آيات تنهي عن ذلك الأمر"، ومؤكدة أن "تربية القرآن تكون ملموسة وتظهر للعيان". وتنصح جهاد جميع الراغبين في حفظ القرآن وصقل طرق قراءته بضرورة التدرب على يد شيخ للتمكن من الحفظ بوتيرة جيدة، إضافة إلى التغلب على الخجل والاستماع لأصواتهم، قائلة إن "المشكل الذي يجده عدد من الشباب هو الخجل من القراءة بصوت مرتفع أو أمام عائلاتهم وأصحابهم". وسبق أن توجت جهاد بمسابقات وطنية وجهوية عديدة، وحصلت على الرتبة الثانية في إحدى المسابقات الوطنية التي تنظمها إحدى الإذاعات الوطنية، والتأهل كأول مقرئة على مستوى مدينة الدارالبيضاء ضمن مسابقة مواهب في تجويد القرآن الكريم التي تنظمها القناة الثانية سنة 2009، والحصول على الرتبة الأولى في مسابقة للإنشاد سنة 2013.