قال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن المغرب بحاجة إلى شباب مستثمر في الابتكار وفي عالم المقاولة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية عموما، والتنمية القروية على وجه الخصوص، وخاصة فيما يتعلق بالفلاحة، كما أن المغرب، يضيف المتحدث، بحاجة إلى فلاحة عصرية ومستدامة، وإلى عالم قروي يضمن فرصا لخلق الثروة ومناصب الشغل. وعبّر أخنوش في كلمة بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، بمناسبة اختتام الأيام الثقافية التي نظمها طلبة المعهد طيلة الأسبوع الجاري، عن تفاؤله بشأن استمرار القطاع الفلاحي بالمغرب في التطور بفضل الخبرات المغربية التي تتخرج في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، بالنظر إلى تحسين البنية الأساسية للتعليم والبحث العلمي داخل المؤسسة، وتوفير البيئة الملائمة لتكوين أطر المستقبل في القطاع الفلاحي. وحث أخنوش طلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة على الاجتهاد في مسارهم الدراسي، باعتبارهم مهندسي الغد الذين سيشرفون على تنفيذ برامج ومخططات القطاعي الفلاحي الموجودة والبرامج المستقبلية، قائلا إن "القطاع الفلاحي واعد وفيه فرص الشغل". الوزير الوصي على قطاع الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات نوّه بالبرنامج الثقافي الذي سطره طلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، معتبرا أنه يعبر على وعي عال ونضج يتماشى مع توجيهات الملك محمد السادس، الذي أكد في ذكرى ثورة الملك والشعب على ضرورة انفتاح الشباب على مجالات أخرى من أجل تطوير قدراتهم الفكرية والبدنية، وعدم الاقتصار فقط على الدراسة والتداريب العملية. وأضاف أنّ وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والماء منخرطة في هذا التوجه، الذي يرمي إلى تمتين تكوين الأطر الشابة، من مهندسين زراعيين وأطباء بياطرة، وأطر في المجال التقني، ليكونوا في مستوى عالٍ مهنيا وفي الآن ذاته مواطنين مسؤولين وذوي فكر منفتح ونشيط، وأن يتحلوا بروح المساهمة في بناء مستقبل أفضل للمغرب. وشدد أخنوش على ضرورة تكييف التكوينات المقدمة للطلبة داخل معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة وباقي المعاهد الفلاحية الأخرى مع التغيرات المتواترة التي يشهدها مجال البحث في قطاعي الفلاحة والطب البيطري، وكذا نظام التعليم العالي، داعيا مسؤولي المؤسسات سالفة الذكر إلى السهر على الحفاظ على جودة تكوين الخرّيجين، وتطوير نظام التكوين المقدم للطلبة، من أجل الاستجابة، بشكل كاف، للطفرة الكبرى التي يعرفها القطاع الفلاحي منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر. وفي هذا الإطار، أكد أخنوش أنّ إدماج تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتكنولوجيا الرقمية باتَ أمرا ملحّا في الوقت الراهن من أجل مواكبة المشاريع الهيكلية التي تعرفها المملكة، وخاصة ما يتعلق بتطوير القطاع الفلاحي، عبر برامج البحث المستجيبة لانتظارات وحاجيات القطاع. وختم أخنوش كلمته أمام طلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بدعوتهم إلى عدم حصر مجهوداتهم فقط على التكوين في مجال تخصصهم، بل ينبغي الانفتاح على محيطهم، وأنْ يطوروا علاقتهم الاجتماعية، وأن يشتغلوا كفريق واحد، مع إتقان فن التواصل مع مختلف الثقافات في ظل السياق العالمي المعولم. وتخللت الأيامَ الثقافية والفنية والرياضية لطلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة سلسلة ندوات وورشات، كما عرف الحفل الختامي تتويج الفائزين من الطلبة في عدد من المسابقات الثقافية والفنية والرياضية التي زاد عددها على واحد وثلاثين مسابقة، وشارك فيها أزيد من 500 طالب من طلبة المعهد الذي يدرس به حوالي 2000 طالب في تخصصات الهندسية الزراعية والطب البيطري. وتهدف التظاهرة المذكورة، التي تقرر أن تصبح سنوية، إلى إتاحة الفرصة للطلبة من أجل التعبير عن مواهبهم في مختلف المجالات بعيدا عن الدراسة، حسب مدير المعهد، علي حماني، الذي أوضح أنّ المعرفة العلمية والتقنية التي يتلقاها الخريجون، من المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين، لم تعد كافية لكي ينجحوا في مسارهم المهني، بل يحتاجون كذلك إلى اكتساب مهارات لتطبيق ما تعلموه في الدراسة.