لم تنجح وزارة الصحة بعد في إخماد شرارة احتجاجات طلاب كليات الطب بالمغرب، الذين عمدوا إلى إشهار ورقة الاحتجاج في مواجهة "العشوائية التي طبعت تنزيل مشروع كليات الطب الخاصة، في ظل غياب أرضية مناسبة للتداريب الاستشفائية"، وفق تعبير المعنيين. تبعا لذلك، أعلن مجلس طلبة الطب ومكتب طلبة طب الأسنان ومكتب طلبة الصيدلة في مدينة الدارالبيضاء عن إضراب لمدة أسبوع قابل للتمديد للأطباء الداخليين بالمستشفيات الجهوية والإقليمية، بدءا من اليوم، إلى جانب خوض وقفة احتجاجية بكلية طب الأسنان، يوم غد الثلاثاء. الهيئات سالفة الذكر قررت تنظيم اعتصام لمدة 24 ساعة بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء يوم الأربعاء، فضلا عن تخليد فاتح ماي بالاحتجاج؛ من خلال خوض مسيرة محلية في المستشفى الجامعي 20 غشت بالعاصمة الاقتصادية. المسيرة سوف تليها وقفة احتجاجية أمام كلية الطب والصيدلة، الخميس القادم، ليتم اختتام البرنامج التصعيدي بتنفيذ إنزال لطلبة الدارالبيضاء بمدينة طنجة، بغية خوض وقفة احتجاجية مشتركة بتنسيق مع مكتب طلبة الطب في طنجة. البرنامج الاحتجاجي أعلاه يأتي استجابة لنداء التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب، التي شددت على "مقاطعة امتحانات الأسدس الثاني من السنة الجامعية الجارية بعموم كليات الطب وطب الأسنان". ينضاف إلى ذلك "الإعلان عن جموع عامة خاصة بالأطباء الداخليين بالمستشفيات الجهوية والإقليمية لتدارس الشروع في المقاطعة، وتنظيم مسيرات شموع جهوية، وأيضا تنظيم اعتصامات جهوية خلال الفترة الممتدة ما بين 29 أبريل الجاري و3 ماي المقبل". وشكلت "القرارات أحادية الجانب" من لدن كتابة الدولة المكلفة بالتعليم العالي الدافع وراء الاحتجاج، والمتمثلة في إصدار دفتر الضوابط البيداغوجية للدكتوراه في الطب والصيدلة وطب الأسنان، معتبرين أنه "أشَّرَ على تغييرات تخص نظام الميزات الخاص بالدكتوراه في الطب، ما يهدد مبدأ تكافؤ الفرص وتداريب السنة السادسة لطلبة طب الأسنان". وتستغرب التنسيقية "التراجع الخطير عن تطبيق محضر اتفاق 3 نونبر 2015، الموقع من طرف التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان من جهة، ثم من قبل وزارتي الصحة والتعليم العالي من جهة ثانية، والذي ينص على إشراك الطلبة في كل ورش يهم إصلاح قطاع التكوين الطبي بالمغرب". وتدعو الهيئة عينها إلى "تحسين ظروف التكوين المزرية لطلبة طب الأسنان، المتجلية في الاكتظاظ ونقص المعدات وانعدام السلامة بأرضيات التداريب الاستشفائية وقاعات الدروس التطبيقية".