دخل طلبة الطب وطب الأسنان منذ بداية الموسم الجامعي الحالي، في سلسلة من الاحتجاجات، عبر مسيرات وإضرابات قاطعوا خلالها الدروس النظرية والتطبيقية والتداريب الاستشفائية بالمستشفيات الجامعية والجهوية لأيام، كانت آخرها اعتصامات الأسبوع الجاري، الذي يعرف سلسلة من الاعتصامات الجهوية لطلبة التنسيقية في عدد من الكليات والمراكز الاستشفائية. ودعت التنسيقية الوطنية التي تضم طلبة الطب وطلبة طب الأسنان، إلى مقاطعة الدروس وتنظيم اعتصامات ل 12ساعة، في كل المراكز الاستشفائية الجامعية، افتتحت يوم الثلاثاء 9 أبريل بمدينتي وجدة وطنجة، تلتها ثلاث اعتصامات في كل من مراكشأكادير والدار البيضاء يوم الأربعاء 10أبريل وآخر يوم 11 أبريل بفاس وهو الاعتصام الذي تعرض للمنع، حيث عمدت إدارة المستشفى الجامعي الحسن الثاني بمدينة فاس، منع طلبة كلية الطب من الاعتصام داخل المؤسسة الاستشفائية تحت مبرر أنهم لا ينتمون إليها، رغم إجراء الطلبة لتداريبهم طيلة السنة بنفس المركز الاستشفائي، فيما يخوض فرع التنسيقية بالرباط اعتصاما اليوم 12 أبريل، رفضا للسياسات “الارتجالية والترقيعية “التي وسمت قرارات وزارتي التعليم العالي والصحة في الآونة الأخيرة والتي صارت تهدد بشكل مباشر جودة التكوين الطبي وترمي القطاع الطبي العمومي للمجهول. حسب قولهم.
توالي الاحتجاجات والإضرابات، دفع بوزارتي التعليم العالي والصحة إلى عقد لقا ات مع التنسيقية لامتصاص غضب الطلب، حيث أوضح الياس خطيب، ممثل التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان، أن اللقاءات تمت على جولتين ضمت أربع اجتماعات، ناقشوا خلالها كل نقاط الملف المطلبي، وتم الاتفاق فيها على عدم دمج طلبة كليات الطب الخاصة في المباريات الداخلية بالمستشفيات العمومية، ومنظومة الدراسات الطبية الجديدة بالإضافة إلى المرسوم المنظم لعمل طلبة السنة السابعة في المستشفيات الجهوية والمحلية المستعمل لسد الخصاص، دون مراعاة التكوين البيداغوجي للطالب، مؤكدا أنه تم الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات واقتراحات الطلبة. واستنكر ممثل طلبة الطب وطب الأسنان، رفض الوزارتين توثيق ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماعات في محضر رسمي أو بلاغ، معتبرا الوعود الشفهية لا ترقى لتوقعات الطلبة، ولا تمكن من بناء أي شيء عليها، مشددا على أنه من البديهي أن تشترط التنسيقية توثيق الوعود وكل ما تم الاتفاق عليه بين الأطراف المشاركة في الاجتماعات، ما من شأنه تحويلها إلى التزامات يمكن بناء مخطط مستقبلي عليها. وأكد عضو التنسيقية الوطنية لطلبة الطب والأسنان، على أن التنسيقية متشبثة باحتجاجاتها ومقاطعتها الشاملة للدروس التطبيقية والتداريب، إلى حين أخذ وعود موثقة في محضر رسمي أو بلاغ من قبل الوزارة، وتنزيل كامل لكل نقاط ملف الطلبة المطلبي. وأضاف ممثل التنسيقية بوجدة، أن التنسيقية لم تلغ المسيرة المشتركة مع النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام التي كان من المقرر تنظيمها يوم الإثنين 15أبريل الجاري وإنما أجلتها إلى وقت لاحق نظرا لإكراهات داخلية بالنسبة للطرفين، مؤكدا على خروج التنسيقية في مسيرة وطنية طلابية يوم ال18 أبريل، ستنطلق من أمام مقر وزارة الصحة في تجاه البرلمان. من جهة اخرى، أشار إلياس خطيب المتحدث باسم التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان، أن العريضة التي وضعوها بمعية تنسيقيات أخرى، بمكتب مجلس النواب، كانت خطوة أساسية في ملف التنسيقية الاحتجاجي، من أجل مدرسة عمومية مجانية وتعليم ذي جودة عالية، مشيرا إلى أنهم لم يتوصلوا لحدود الساعة بأي رد من الحبيب المالكي بخصوصها. وعرف المسلسل الاحتجاجي لطلبة الطب وطب الأسنان، هذه السنة تنظيم مجموعة من المسيرات الوطنية، كان بعضها وحدويا مع أطباء القطاع العام وأطباء الأسنان بالقطاع الخاص.