قبِل المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة استقالة مؤسسه فؤاد عالي الهمة الذي عينه الملك محمد السادس مستشارا بالديوان الملكي. وسجل المكتب الوطني للحزب الذي ظل يُنعت بحزب صديق الملك ب"اعتزاز الثقة السامية" التي حظي بها الهمة موضحا في بلاغ صادر عن اجتماعه الأخير أن قبول استقالة الهمة جاء نزولا عند رغبته واعتبارا لما يقتضيه تعيينه مستشارا ملكيا من استقلالية وتجرد. ولم يفت المكتب الوطني لحزب "الجرار" الذي كان أول حزب يعلن عن معارضته لحكومة بنكيران، أن يقف في اجتماعه على التطورات التي عرفها المشهد السياسي، معتبرا أن اللحظة التي يعيشها المغرب تستوجب الارتقاء بالأداء السياسي لمختلف الفرقاء بمسؤولية، إلى مستوى ما وصفه بالمكتسب الدستوري الذي حققه الشعب المغربي في استحضار للمصلحة العليا للوطن. وأكد "البّام" في بلاغه المشار إليه والذي توصلت "هسبريس" بنسخة منه على عزمه المساهمة والانخراط الواعي والقوي في كسب "رهان الديمقراطية والحداثة والتنمية"،مبرزا أنه سيخوض بعزيمة المحطات القادمة "المتمثلة في تقوية الأداة الحزبية وتطويرها وطنيا ومحليا بما يعزز هويته وبرنامجه ومكانته"، معلنا عن عقده لمؤتمره الوطني الثاني في التاريخ المحدد له. يشار إلى أن تعيين فؤاد عالي الهمة مستشارا للملك أثار العديد من ردود الفعل في المشهد السياسي المغربي، كانت أبرزها التي صدرت من قياديي حزب العدالة والتنمية الإسلامي والتي اعتبر فيها عدد منهم أن تعيين الهمة في منصبه الجديد يعتبر نوعا من الرحيل وإعلانا عن موت حزب الأصالة والمعاصرة الذي بادر إلى تأسيسه في سياق مشروع يروم محاصرة "العدالة والتنمية" وايقاف مده الشعبي والانتخابي حسب ما يعتقد قياديون في الحزب الإسلامي الذي كُلف أمينه العام عبد الإله بنكيران بتشكيل الحكومة الجديدة.