"تتمثل معاناتي في أنني رزقت بطفلة أقعدها المرض بعد الولادة، وطفل لديه ثقب في القلب وبحاجة إلى عملية جراحية مستعجلة لإنقاذ حياته"، هكذا لخصت نزهة الكرومي، من دوار أولاد بوعبيد، التابع لجماعة أولاد الطيب بضواحي فاس، محنتها التي يعمق جراحها قصر يد زوجها، وعجزه عن توفير العلاج لهما لكونه يشتغل "مياوم"، ومدخوله لا يكفي حتى لتوفير ضروريات الحياة. "لقد توفي ابني البكر قبل أن يكمل عامه الثاني بسبب معاناته من الإعاقة، وعدم قدرتي على إنقاذ حياته بمتابعة علاجه بمستشفى ظهر المهراز بفاس حيث رأى النور"، هكذا تتذكر الأم نزهة (36 سنة) صدمتها الأولى على درب بناء أسرتها الصغيرة رفقة شريك حياتها، الذي ارتبطت به قبل 12 سنة، مبرزة، وهي تحكي قصة حياتها الأليمة لهسبريس، أن لا علاقة دم تربطها بزوجها. وواصلت نزهة، التي تعيش رفقة أسرتها الصغيرة داخل مرأب تعود ملكيته إلى والد زوجها، رواية حكايتها الحزينة مع فلذات أكبادها، قائلة: "بعد وفاة ابني الأول رزقني الله بابنتي آية، التي اكتشف الأطباء، بعد مرور أربعة أشهر على وضعها، أنها تعاني من نقص في الأوكسجين المتدفق إلى جسدها، وكان لزاما إخضاعها للترويض، لكن لم أتمكن من متابعة ذلك بسبب بعد المستشفى، فتفاقمت حالتها الصحية وصارت مشلولة كليا". "انظر إلى حالة ابنتي آية. إنها لا تستطيع تحريك أطرافها، وظهرها يتحدب باستمرار، وهي بحاجة إلى تدخل جراحي عاجل لتقويم اعوجاج ظهرها، لكن ليست لدينا الإمكانيات لذلك. إنها تعاني في صمت ونحن نتألم لحالها"، تقول نزهة وهي تمسح دموعها، ناظرة تارة إلى ابنتها آية، وتارة إلى ابنها عبد الصمد، الذي يشرف على إكمال عامه الثالث. طفل كانت أمه تمني النفس بأن يعوضها عن ابنها البكر المتوفى، وعن طفلتها المريضة التي أصبحت مقعدة على كرسي متحرك. "قبل وضعي ابني الثالث، نصحني طبيب النساء والتوليد بضرورة متابعة حملي بشكل دوري لتجنب مضاعفات الوضع، التي قد تكون السبب في ولادتي أطفالا غير أسوياء، كما نصحني بأن يكون الوضع قيسريا"، تحكي أم آية وعبد الصمد، مضيفة أنها رغم أخذها كل هذه الاحتياطات فوجئت بإصابة ابنها، بعد ثلاثة أشهر من ولادته، بثقب في القلب. وقالت إن أطباء المركز الاستشفائي الجامعي لفاس أخبروها بأن رضيعها بحاجة إلى عملية جراحية مستعجلة، وحددوا لها شهر مارس 2016 للقيام بذلك. وواصلت نزهة قصتها المؤلمة قائلة: "حين حل هذا التاريخ أخبروني بأنه تم تأجيل إجراء العملية الجراحية إلى شهر ماي، وهو موعد لم يلتزموا به أيضا، واكتفوا بطلب رقم هاتفي، ووعدوني بربط الاتصال بي في أقرب الآجال لكي يستفيد ابني من هذه العملية المكلفة على القلب، وهو ما لم يحدث إلى حد الآن، رغم أنني أؤكد لهم في كل مرة أن وضع ابني يزداد تدهورا". ولم تفوت أمّ عبد الصمد، التي قالت إنها تكابد كثيرا في رعاية ابنيها المريضين، لقاءها بهسبريس لمناشدة مسؤولي الصحة بفاس والمحسنين النظر بعين العطف إلى حالة ابنها، الذي قالت إن حالته تدمي قلبها، ممنية النفس بأن يتم إنقاذه من الموت الذي يتربص به في كل لحظة وحين. وأضافت في حزن عميق: "أنا راضية بحكم الله سبحانه وتعالى، لكني أريد من ذوي القلوب الرحيمة ومسؤولي الصحة بفاس أن يساعدوني في إنقاذ حياة ابني، ويفعلوا شيئا من أجله". للتواصل مع رب الأسرة (إدريس): 0626689665