دينامية فكرية وثقافية عابرة للقارات الخمس تشهدها أكاديمية المملكة المغربية في الفترة الأخيرة على يد أمين سرها الدائم عبد الجليل الحجمري؛ إذ نجحت في مد جسور التواصل وتفكيك الحواجز مع بلدان أمريكا اللاتينية، ناهيك عن خلق نقاشات أكاديمية جريئة كسرت جدار الصمت عن كثير من الطابوهات في مجال الدين والعلمانية. مدير المدرسة المولوية بالرباط، والذي عينه الملك محمد السادس سنة 2015 أمينا للسر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، وضع المؤسسة الرسمية التي يشرف على تسييرها في خدمة النقاش الرصين المطروح دولياً أو وطنياً. قبل أيام، فتحت ندوة نظمتها أكاديمية المملكة نقاشا فكريا عميقا بين الروائي المغربي وعالم الاجتماع الراحل عبد الكريم الخطيبي والشاعر السوري أدونيس، الذي نفض الغبار عن جدلية الفكر والدين والخالق والمخلوق، فضلا عن السجال التاريخي بين عدد من الباحثين في التاريخ الإفريقي والعالمي الذي خلفته استضافة الأكاديمية للعالم الأركيولوجي فرانسوا كزافيي فوفيل، الذي صدم المغاربة بزعمه أن ابن بطوطة كذب عندما ادّعى زيارة روسياوالصين وتنزانيا ومالي. ولا يقتصر نقاش أكاديمية المملكة على ما هو ثقافي وفكري، بل يتعداه ليستحضر تجارب عالمية رائدة في عالم الاقتصاد، وآخر ذلك محاضرة ألقاها سون زيغانغ، محافظ إقليم غيزهو وكاتب الحزب الشيوعي الصيني بالمنطقة، معنونَةً ب''مُكافحة الفقر في الصين، تجربة إقليم غيزهو''، حيث طرح عدة نظريات اقتصادية يمكن أن تنير طريق الاقتصاد المغربي. مسار المشرف على أكاديمية المغرب الحافل بالعلم والثقافة والإلمام بالإرث الأدبي والتاريخي للبلاد، وإسهاماته المتواصلة في منصبه الحالي، يقودانه إلى أعلى درجة في بورصة هسبريس لهذا الأسبوع.