دينامية جديدة، هو التوجه، الذي تخوض أكاديمية المملكة المغربية رهانه، وعنوانه الأبرز «الانفتاح على النخبة البحثية المغربية والإسهام بشكل فعال وميداني في الحركية الفكرية والعلمية التي يعرفها المغرب». وفي هذا السياق، أوضح أمين السر الدائم للأكاديمية، عبد الجليل الحجمري، في ندوة صحافية عقدها يوم الثلاثاء 24 نونبر 2015 بمقر الأكاديمية بالرباط، أنه « بات من الضروري تحويل هذه القلعة العلمية والفكرية إلى مستقطبة وحاضنة للمعرفة والإبداع وإعادة نشرهما على أوسع نطاق». وقال إنها الدينامية، التي من شأنها أن تجعل من المؤسسة «دارا للفكر تتمتع بالحيوية والتفاعل والتجاوب مع المستجدات وتساير التغييرات والتحولات». واستدرك الحجمري موضحا:« لقد ولى عصر الأكاديميات المغلقة وبات الرهان مجسدا في ربط الحق في التنمية بالحق في المعرفة المتميزة واستغلال ماتتيحه التكنولوجيا اليوم لتوفير خدمة ثقافية ليس للنخبة العلمية فحسب، ولكن للجمهور العريض بما فيهم الطلبة والجامعيين». واعتبر الحجمري أن هذا التوجه المبني على الانفتاح، سيجعل من الأكاديمية «جسرا للتبادل العلمي والثقافي جنوب -جنوب وفضاءا للنقاش الرفيع المستوى من منطلق تكريس التنوع الثقافي وتقاسم القيم الإنسانية الكونية». وأيضا، ولتأكيد المنحى الجديد للأكاديمية، أشار الحجمري إلى أنه تم «إلحاق اللجنة الوطنية المغربية للتربية والثقافة والعلوم مؤسسيا بالأكاديمية قصد إحياء وتفعيل وظيفة اللجنة وتقوية نجاعة عملها الثقافي ضمن السياسات العامة». وقد اختارت أكاديمية المملكة المغربية دورتها ال43 لتكون مركز انطلاق للدينامية الجديدة، التي أضحت تعيشها. إذ ستنظم المؤسسة بهذه المناسبة ما بين 8و12 دجنبر 2015 ندوة دولية كبرى حول موضوع :«إفريقيا كأفق للتفكير»، يشارك فيها 120 مدعوا يمثلون أكاديميين وباحثين ومفكرين وأدباء و فنانين و خبراء ومختصين من المغرب والدول العربية والأفريقية والغربية للتداول في 14 محورا، وتتيح لما يناهز 40 باحثا مغربيا وأفريقيا يحضرون أطروحاتهم حول أفريقيا الاحتكاك بالخبراء والأكاديميين العالميين. وفي هذا السياق، أوضح عبد الجليل الحجمري أن اختيار موضوع الندوة، تَحَكَّمت فيه الرغبة في جعل أفريقيا في قلب نقاش أفريقي خالص. إذ تراهن الندوة من خلال المحاور 14 المقترحة للنقاش والتداول والتي تهم قضايا الإرهاب والتنمية والتخلف والعولمة والصحة والهوية والتنوع الإثني، على «إيجاد أو صناعة إجابات أفريقية خالصة على المشاكل والتحديات، التي تواجه وتعيشها القارة السمراء على مختلف هذه الأصعدة». و أكد عبد الجليل الحجمري على أن الندوة هي «مناسبة لأجل تقديم رؤية مغايرة عن أفريقيا وإنتاج تفكير مغاير عن القارة من خلال إبراز جيل جديد من الفلاسفة والمفكرين والباحثين والخبراء الأفارقة، الذين هم مناضلون على الصعيد الفكري والثقافي من حيث اشتغالهم على قضايا القارة انطلاقا من الواقع وبعيدا عن الرؤى والمواقف الأجنبية. وبالتالي فإن رهان الندوة يتمثل أساسا في جعل أفريقيا في قلب تفكير أفريقي محض. ومن ثمة، جعل أفريقيا تفكر في نفسها بنفسها وتصنع وتنتج أفكارها الخاصة حول قضايا وحولها». كما قال إن الندوة تراهن، كذلك، على «جعل أفريقيا تسترجع مكانتها الفكرية والثقافية والاقتصادية بعيدا عن التصنيفات التنميطية التي تقدمها قارة حاضنة للتخلف والمشاكل بكافة أنواعها». وأشار عبد الجليل الحجمري أن الندوة تتغيى أن تكون «منتدى فكريا للتعبير عن انشغالات الشعوب الإفريقية وتحليل رؤاها لذاتها واستشراف مستقبلها». وإلى ذلك، تتوزع محاور الندوة الدولية التي تنظمها أكاديمية المملكة المغربية ما بين 8و12 دجنبر 2015 بمقر الأكاديمية بالرباط حول :« الفكر الأفريقي ما بعد- كولونيالي»، و«التجمعات الأفريقية : الأدوار والحدود»، و«الوضع الجيوسياسي لأفريقيا والتدافع الدولي»، و«الاقتصاديات الأفريقية وتحديات العولمة»، و«التعاون الاقتصادي جنوب- جنوب : المغرب وأفريقيا»، و«واقع أفريقيا : الهويات والتنوع الإثني والثقافي»، و«قضايا هجرة الشباب والأدمغة»، و«النخب وتجارب الانتقال الديمقراطي»، «تجارب العدالة الانتقالية»، و«التنوع الديني في إفريقيا»،«المغرب وأفريقيا: الروابط الإسلامية والروحية»، و«الأشكال الجديدة للعنف والإرهاب والحروب»، «أفريقيا والتنمية البشرية المستدامة»، «التفكير في أفريقيا بشكل مغاير».