أكد الحجمري خلال لقاء صحفي أمس الثلاثاء بالرباط، لتقديم برنامج الدورة 43 للأكاديمية المزمع تنظيمها بين 8 و 12 دجنبر المقبل شعار "إفريقيا كأفق للتفكير" أن هذه الدورة ستشكل بداية انطلاق انفتاحها على الباحثين المرموقين على المستويين الوطني والدولي في مختلف أصناف المعرفة، وتمكينهم من كافة اللوازم لإنجاز مشاريع أبحاثهم بكل حرية، مشددا على أن" عصر الأكاديميات المغلقة ولى، وبات الرهان مجسدا في ربط الحق في التنمية بالحق في المعرفة المتميزة، واستغلال ما تتيحه التكنولوجيا لتوفير خدمة ثقافية، ليس للنخب العلمية فقط ، لكن للجمهور العريض بمن فيه الطلبة والجامعيون". وأضاف الحجمري أن هذا التوجه سيفتح في المدى القريب آفاقا تتحول معها الأكاديمية إلى جسر للتبادل العلمي والثقافي جنوب جنوب، وفضاء للنقاش الرفيع المستوى، من منطلق تكريس التنوع الثقافي وتقاسم القيم الإنسانية الكونية، مفيدا أنه تأكيدا لهذا المنحى، ألحقت اللجنة الوطنية المغربية للتربية والثقافة والعلوم مؤسسيا بالأكاديمية، قصد إحياء وتفعيل وظيفة هذه اللجنة، وتقوية نجاعة عملها الثقافي ضمن السياسات العامة. وشدد على أن هذا التوجه لن يتأتى إلا بتوفير الإطار التشريعي المناسب، والخطط المحكمة، والموارد البشرية والمالية اللازمة، مشيرا إلى أن الأكاديمية راكمت "رصيدا فكريا وثقافيا هائلا، غير أن آثار الزمن باتت بادية في مكوناتها وأساليب اشتغالها، حتى تتمكن من مواكبة تحولات العصر". وأوضح أن للأكاديمية مرتكزات كفيلة بأن تنهض بها من جديد، مبرزا أن هذه المرتكزات تتجلى في الظهير المؤسس الصادر سنة 1977، الذي يوفر لها الرعاية السامية لصاحب الجلالة، ما يؤهلها لتحتل الموقع الذي ينبغي أن تتبوأه أكاديمية وطنية، ليس فقط بتميزها الثقافي والفكري الأصيل، لكن بدعمها المتواصل لجهود التنمية وتحقيق الإشعاع في المغرب. وعبر الحجمري عن أمله في أن تصبح بالأكاديمية دار تحمل اسم "دار الفكر"، يتأتى من خلالها فتح نقاشات حرة حول المواضيع الراهنة، موضحا أن هذه الدار ستكون "مكسبا كبيرا في الدور الجديد للأكاديمية في المشاركة في النقاشات والمواضيع على كافة الأصعدة". وبخصوص الخطوط العريضة للدورة 43 للأكاديمية، أوضح الحجمري أن الأكاديمية تتطلع لجعلها "دورة انطلاق الدينامية الجديدة للأكاديمية"، معلنا عن تعبئة كافة الشروط لإنجاحها، بدعوة ثلة من الباحثين والمفكرين والأدباء والفنانين والأفارقة والخبراء المغاربة والأجانب المختصين للمشاركة فيها، إلى جانب كافة الطلبة الدكاترة، الذين يحضرون أطروحاتهم حول إفريقيا، بمن فيهم الأفارقة بالجامعات المغربية. وأوضح أن الدورة ستتطرق إلى 12 محورا، وأن "اختيار الموضوع ليس وليد الصدفة، لكنه يندرج في سياق الخطى الرشيدة لصاحب الجلالة، الذي فتح أوراشا واعدة للتعاون مع بلدان القارة الإفريقية"، مشيرا إلى أن التقارير الدولية الاستشرافية لا تخلو من التأكيد على الموقع الاستراتيجي لإفريقيا، وأن الأكاديمية تتطلع لأن تجعل الدورة 43 منتدى فكريا للتعبير عن انشغالات الشعوب الإفريقية، وتحليل رؤاها لذاتها واستشراف مستقبلها.