شهد المشهد الثقافي والفني المغربي خلال العام 2011 العديد من السجالات، انصبّ بعضها على مهرجان 'موازين' الغنائي الدولي، وهمّ بعضها الآخر قضايا الفن السابع، فيما أثيرت نقاشات حادة حول 'البيان الديمقراطي' الذي أصدره مجموعة من المثقفين المغاربة، وأخرى حول معرض الكتاب حيث أشهرت بعض المنظمات الثقافية ورقة المقاطعة في وجه الوزارة المعنية؛ كما كانت2011 سنة احتفاء بالعديد من الأدباء والنقاد والفنانين المغاربة الذين حصلوا على جوائز قيّمة. أحداث ومناسبات ونشاطات دالة يسجلها هذا التقرير الشامل: 'موازين': موسيقى على إيقاعات العنف والاحتجاج! بتزامن مع الحركات الاحتجاجية السلمية التي شهدها المغرب طيلة العام 2011 ضمن ما أُطلق عليه حركة '20 فبراير' المطالبة بمحاربة الفساد وإقالة رموزه، ارتفعت أصوات عديدة داعية إلى إلغاء مهرجان 'موازين' الغنائي الدولي الذي يقام بالعاصمة المغربية أواخر أيار (مايو). وبخلاف الدورات السابقة التي كانت فيها أصوات الاحتجاج على هذا المهرجان مقتصرة غالبا على الإسلاميين ممثلين في حزب 'العدالة والتنمية'، فإن المواقف المناوئة لهذه التظاهرة التي يشرف عليها أحد المقربين من القصر، شملت شباب حركة '20 فبراير' ومجموعة من البرلمانيين والمثقفين والفنانين. يبرر المعارضون رفضهم المهرجان المذكور بالأموال الباهظة التي تصرف عليه، في حين أن البلاد أحوج ما تكون إلى تلك الأموال لمعالجة الاختلالات الموجودة المجالات الاجتماعية والصحية. وكانت الحركة المشار إليها أصدرت بيانا أفادت فيه أن أموالا طائلة تذهب سدى في مهرجان 'موازين' بينما ما زال أطفال مغاربة يموتون سنويا كلما هبت أقل موجة برد على جبال الأطلس، بسبب غياب الطرقات ووسائل التدفئة، كما أن الأمهات الحاملات لا يلقين ما يكفي من الرعاية لحماية أبنائهن الذين في بطونهن، يضاف إلى ذلك حسب البيان نفسه أن الأموال التي تضيع في مهرجان موازين يمكنه توفير التعليم للفتيان والفتيات في الأرياف، باعتبار أن 360 ألف تلميذ تخلوا هذه السنة عن الدراسة لعدم وجود ظروف ملائمة للتعلم في البوادي النائية. ويرى أصحاب البيان أيضا أن جزءا من ميزانية المهرجان كفيل ببناء المزيد من المستشفيات الضرورية لإنقاذ العديد من الفقراء. ووجه شباب حركة '20 فبراير' نداء إلى كل الفنانين العالميين والمغاربة يدعونهم فيه إلى عدم المشاركة في المهرجان، معتبرين أن حضورهم لمهرجان 'موازين' قد يساهم في قتل طفل في الجبل، أو حرمان أم مغربية من جنينها، أو الزيادة في معاناة المرضى والفقر والأمية. منظمو المهرجان ردوا على المطالبين بإلغاء هذه التظاهرة الغنائية بالقول إن المال العام لا يمثل سوى نسبة 6 في المائة من مجموع الميزانية، في حين أن تمويل 'موازين' يتأتى من القطاع الخاص ومن المحتضنين وعائدات الأماكن الخاصة في السهرات الغنائية وكذا من عائدات النقل التلفزيوني. غير أن وثائق المهرجان تبين أن الدعم المادي والمالي والإعلامي المخصص ل'موازين' لا يقتصر على مؤسسات خاصة، فهناك 44 جهة داعمة، تتوزع ما بين 'المساندين الرئيسيين' و'المساندين الرسميين' و'الشركاء' و'المؤسسات الشريكة' و'الشركاء الإعلاميين'، وضمن هذه الأصناف تندرج مؤسسات خاصة وشبه عامة وعامة وجماعات محلية وقطاعات حكومية وغيرها. وكما تساءل أحد المتتبعين: هل يمكن لهذا العدد الهائل من المؤسسات المغربية أن يبسط كفّيه لمجرد جمعية، لا يسمع عنها الناس إلا خلال مهرجان 'موازين'، تُسمّى 'مغرب الثقافات'؟ وصفت صحيفة 'الأحداث المغربية' أجواء المؤتمر الصحافي الذي سبق انطلاق مهرجان 'موازين' بشهر، بالعبارات التالية: 'لن تذوق جمعية مغرب الثقافات طعم الاحتفال بالذكرى العاشرة لمهرجان موازين إيقاعات العالم. ابتعدوا عن فيللا الفنون بالرباط، واختاروا عقد ندوة في مكان معزول بقصر المؤتمرات في الصخيرات (مدينة شاطئية تبعد عن العاصمة بحوالي 26 كلم)، خوفا من وقفة محتملة لشباب حركة 20 فبراير، لكن الحركة أصرّت على تسجيل موقفها، ولو بوقفة رمزية حملت فيها ثلاث شابات لافتات متعددة كتب على بعضها: 'آش خاصك العريان، موازين آسيدي' (ماذا تريد أيها المحتاج إلى الملابس؟ موازين يا سيدي)، 'فلوس الشعب فين مشات، موازين والحفلات' (أين ذهبت أموال الشعب؟ في موازين والحفلات)، 'ماجيدي: السلطة، الإشهار، موازين' (في إشارة إلى اسم رئيس الكتابة الخاصة للعاهل المغربي منير الماجيدي). المبادرة كانت فردية من ثلاث فتيات ينتمي إلى الحركة. تقول إحداهن، زينب بلمقدم: 'لسنا ضد الثقافة، ولكن ضد تبذير كل هذه الميزانية الضخمة التي يستفيد منها فنانون أجانب... ويجب أن نراعي الظروف التي يمر بها المغرب.' وكشف موقع 'كود' الإلكتروني عن أجور بعض الفنانين الذين دُعوا إلى الدورة العاشرة لمهرجان 'موازين'، علماً بأن هذه الأجور لا تدخل فيها تذاكر الطائرات ومصاريف الإقامة الفخمة بالمغرب وأجور الحراس الشخصيين: 200 ألف دولار لعمرو دياب، 150 ألف دولار لحسين الجسمي، 135 ألف دولار لراشد الماجد، 120 ألف دولار لكاظم الساهر 75 ألف دولار لفارس كرم... الخ. الموقع المذكور أوضح أن جل هؤلاء الفنانين العرب تلقّوا تعويضات أقلّ بكثير من هاته، خلال مهرجانات سابقة بالمغرب. أما بالنسبة لأجور المطربين الأجانب، فيكفي الاستدلال برقمين فقط هما: مليون و200 ألف دولار لشاكيرا و800 ألف دولار لجو كوكير. وأفادت صحيفة 'أخبار اليوم'، من جهتها، أن ميزانية دورة 2011 فاقت 62 مليون درهم مغربي أي أزيد من سبعة ملايين و800 ألف دولار، فيما تمثل الميزانية العامة للاستشهار (الإعلانات) 34 مليون درهم أي أزيد من 4 ملايين و300 ألف دولار. أثناء الاستعدادات الأولية لتنظيم المهرجان والمتمثلة في تهييء المنصات في الهواء الطلق، تعرضت الوقفة الاحتجاجية السلمية التي دعت إليها 'التنسيقية الوطنية لإلغاء مهرجان موازين' لتدخل أمني عنيف على مقربة من منصة منصوبة على ضفاف نهر 'أبي رقراق'، حسب ما نقلت عدة مصادر إعلامية، وقالت التنسيقية المشار إليها في بيان صحفي: 'إن قوات الأمن التي حضرت بكل أنواعها ورتبها طوقت مكان المنصة والوقفة السلمية بكمٍّ هائل من عناصرها التي لم تتورع في الاعتداء بالضرب المبرح والسباب والإساءات اللفظية الحاطة بالكرامة الإنسانية، مع مصادرة الهواتف المحمولة وآلات التصوير، ومطادرة أعضاء التنسيقية بالدراجات النارية واعتقالهم داخل سيارات الشرطة، والإذعان في التنكيل بهم وإهانتهم قبل الإفراج عنهم'. وإذا كانت صحيفة 'الصباح' اعتبرت أن مهرجان 'موازين' انطلق ( يوم 20 مايو) بهدوء رغم كل الاحتجاجات والجدل الذي أثير حوله، فإن صحيفة 'المساء' أوضحت أن ما طبع الحفل الافتتاحي للمهرجان المذكور هو الاستنفار الأمني المكثف وغير المسبوق الذي حصل، وذلك لتفادي أي طارئ بعدما هدد بعض شباب حركة '20 فبراير' باستهداف المنصات التي يغني فيها النجوم العرب والأجانب، فيما كانت أصوات تطالب بإلغاء دورة المهرجان لتزامنها مع التفجير الذي استهدف مقهى 'أركانة' بمراكش وخلف عدة ضحايا. وأفادت 'المساء' أيضا أن إدارة المهرجان منعت الصحافيين من التصوير، وأن الأمن نصب حواجز لمنع المحتجين من الوصول إلى منصة الاحتفال. أما صحيفة 'التجديد' فقد سجلت أن المهرجان انطلق بالعنف ضد مناهضيه، ونقلت عن 'الاتحاد الوطني للمعطلين المجازين بالمغرب' (هيئة للعاطلين من حملة الشهادات الجامعية) قوله إن قوات الأمن استعملت الهراوات لتفريق احتجاج مسيرة سلمية نظمت بشارع محمد الخامس في الرباط، حيث كان العاطلون متجهين صوب وزارة الثقافة للتنديد بمهرجان 'موازين'. لكن وزارة الثقافة لا علاقة لها بهذا المهرجان، كما جاء على لسان الوزير السابق الدكتور بنسالم حميش في إحدى جلسات البرلمان المغربي، وأكد أيضا أن الوزارة المذكورة لم تقدم منذ البداية أي دعم مادي ل'موازين'، موضحا أن ذلك ليس من باب اتخاذ موقف ما، ولكن لمحدودية موارد الوزارة وفقرها، كاشفاً أن الوزارة لم تُستشر حتى بالنسبة للفنانين المغاربة الذين دعوا إلى المشاركة في المهرجان. وخلال الجلسة البرلمانية نفسها طالب نواب من حزب 'العدالة والتنمية' بإلغاء 'موازين' تحت ذريعة تمويله بأموال عمومية، كان من الأجدر أن تُصرف على تشغيل العاطلين وغيرها من الأمور ذات الأولوية والأسبقية؛ فأجاب بنسالم حميش النواب البرلمانيين: 'لو كان هذا المهرجان من تنظيم وزارة الثقافة لكان جوابي مستجيباً لطلبكم. ولكن.. كل نفس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت'. ومن المواقف التي عبّر عنها بعض الفنانين المغاربة، دعوة أحمد السنوسي إلى إلغاء مهرجان 'موازين' لكونه مهرجانا مفروضا بالقوة على الشعب المغربي، ويسوق لثقافة مخزنية، ويعدّ من أكبر تجليات استغلال النفوذ ونهب المال العام في المغرب، على حد تعبيره. كما نقلت صحيفة 'التجديد' عن السنوسي قوله: 'كيف تتحدى الدولة شعباً بأكمله وتقيم مهرجانا ضد على رغبته وضد على جيوبه، ثم توظف وسائل الإعلام العمومية التي يؤدي ضرائبها هذا الشعب لتحريف الحقائق وتشويهها'. كما قال الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد إن مدخل مواجهة مهرجان 'موازين' هو المطالبة بالمحاسبة والشفافية، مشيرًا إلى أن كل المهرجانات ينبغي أن تعود إلى الشعب الذي هو الممول وهو صاحب القرار، مضيفاً أن للمغاربة حق المطالبة بمهرجان في مستوى المغرب ومستوى إمكانياته، وأن يراعى في تنظيمه أولويات واحتياجات الشعب المغربي في السكن والصحة والعمل والتعليم. اتحاد الكتاب وبيت الشعر و'الائتلاف' في مواجهة وزارة الثقافة! بلغت لعبة شد الحبل بين هيئات ثقافية مغربية (اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر في المغرب والائتلاف المغربي للثقافة والفنون) وبين وزارة الثقافة حدّتها خلال الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب في مدينة الدارالبيضاء خلال النصف الأول من فبراير (شباط)؛ حيث أعلنت الهيئات المذكورة مقاطعتها لهذه التظاهرة، ولم تشارك في الأنشطة الثقافية التي نظمت في إطارها، بل إنها عملت على 'تهريب' إحدى الأمسيات الشعرية من فضاءات المعرض إلى خارجه، وبالضبط إلى إحدى القاعات التابعة لمجمع التدريب في التنشيط الثقافي والفني بمدينة الدارالبيضاء, وشارك في الأمسية الشعراء عبد الرفيع الجواهري ومحمد عنيبة الحمري وفاتحة مرشد وإدريس الملياني ومحمد بوجبيري وياسين عدنان وغيرهم بالإضافة إلى شعراء أجانب من بريطانيا وسلوفينيا وإسبانيا وسويسرا. الهيئات التي قاطعت المعرض بررت ذلك بعدم إشراكها في المؤتمر الصحافي الذي سبق تنظيم التظاهرة ببضعة أيام، وكذا بتكريس الجانب الرسمي في المشاركة الإيطالية وتغييب التجارب والرموز المعروفة في المشهد الثقافي الإيطالي المعاصر (باعتبار أن إيطاليا كانت ضيف شرف الدورة)، بالإضافة إلى 'استبعاد' بعض البلدان الإفريقية، وإلغاء الأنشطة الموازية للمعرض. الهيئات المقاطعة اعتبرت أن مبادرتها أتت أكلها، مستدلة على ذلك بندرة المشاركة في النشاطات الثقافية للمعرض وقلة الإقبال على أروقته، وهو ما فنده الدكتور بنسالم حميش، وزير الثقافة السابق، بالقول إن حصيلة الدورة كانت ناجحة كسابقاتها، سواء من حيث حجم ونوعية الأسماء المشاركة في اللقاءات الثقافية، أو من حيث كثافة الزوار، حيث قارب عددهم 650 ألف زائر. ومن جهة أخرى، شكلت 'جائزة المغرب للكتاب' موضوع سجال بين اتحاد كتاب المغرب ووزارة الثقافة، إذ أصدر الاتحاد بلاغا اعتبر فيه أن وزير الثقافة أعدّ مشروع قانون لتنظيم الجائزة المذكورة مرة كل سنتين، عوض تنظيمها سنوياً، وهو ما ردّ عليه بنسالم حميش موضحا، أنه كان اقترح على لجنة مكونة من عدد من الشخصيات الثقافية المغربية تحويل الجائزة إلى مرة كل سنتين، معللا ذلك بأن دور النشر المغربية ليست لها إصدارات سنوية بما فيه الكفاية، فتضطر إحدى لجن تحكيم الجائزة إلى حجب هذه الجائزة وإعطاء تلك مناصفة؛ مشيرا إلى أن الجميع يقول إن هناك ندرة في الكم السنوي للمؤلفات. وقال حميش: 'لكي يتوفر كمياً عدد الكتب المرشحة ولا تضطر هذه اللجنة أو تلك إلى إعطاء الجائزة رغم عدم الاقتناع بها، ولتفادي حجبها أو توزيعها مناصفة, أدليت باقتراحي الذي لقي تفهما من طرف الحاضرين، لكن اغلبهم اقترحوا أن تظل الجائزة سنويا، فاستقر الرأي والقرار على ذلك.' الأمازيغيون يطلقون النار على 'البيان الديمقراطي'! في أواسط العام 2011، أصدر مجموعة من المثقفين المغاربة وثيقة أطلقوا عليها 'البيان الديمقراطي'، سعوا من خلالها إلى المساهمة من جهة في إبداء وجهات النظر حول الحراك الاجتماعي والسياسي العربي الذي انطلق في المغرب على غرار دول عربية أخرى، والمساهمة من جهة ثانية في النقاش الدائر آنذاك حول شروط الإصلاح والتغيير التي كان ينتظر من الدستور المغربي الجديد أن يتمثّلها ويعبّر عنها. (علما بأنه تمت المصادقة على الدستور أول يوليو). أسهب البيان في تفصيل متطلبات الإصلاح من خلال ثلاثة عناوين كبرى: من المخزن إلى الدولة، الدولة الديمقراطية وواجب الاستثمار الاجتماعي، 'إسقاط' الفساد وتطهير الاقتصاد. وبهذا الخصوص، توقف البيان عند أهم مطالب 'حركة 20 فبراير'، مشيرا إلى أنها رفعت شعار 'إسقاط الفسادّ، وجعلت منه والقوى الوطنية جمعاء، المدخل الرئيس إلى الإصلاح والتغيير. كما أن 'الحركة' المذكورة، في شعارات أخرى، أرادت أن تربط بين استفحال الفساد وتعفنه ونخره للدولة وللمجتمع من جهة، وبين حصر السلطة والثروة في الحلقات الضيقة. ويرى الموقعون على البيان أن النقاش الشعبي الواسع وغير المسبوق الذي شهده المغرب بخصوص إعداد 'دستور جديد' يشكل فرصة سانحة لتحيين 'العقد الاجتماعي' الوطني، وتأهيل آليات التضامن والتماسك، وإعادة إنتاج رأس المال 'المشترك' الذي يحفل به المجتمع المغربي، وفقا للمعايير المؤسسية الحديثة المحددة لأنظمة الحماية الاجتماعية وللتوزيع العادل للثروة، وحتى لا يظل مبدأ 'الملكية الاجتماعية' شعارا مجردا، فإنه يتعين النص في الوثيقة الدستورية على دور الدولة في توفير الحد الأ دنى من الحماية الاجتماعية، وفي التقليص من الفوارق الصارخة بين الأفراد، وبين الفئات الاجتماعية، وبين الجهات. في الشق الثقافي، تناول 'البيان الديمقراطي' المسألة اللغوية في ارتباطها بالهوية، فطالب الموقعون عليه بأن يكرس الدستور اللغة العربية لغة رسمية والأمازيغية لغة وطنية، مع الاعتناء بالثقافة الحسانية (ثقافة أهل الصحراء). وجاء فيه بهذا الخصوص: 'في الأنظمة الديمقراطية، التي تحترم الحقوق والحريات، يقع النص الدستوري على الحقوق الثقافية واللغوية للمجموعات الاجتماعية والسكانية كافة، التي يتألف منها النسيج الوطني، فيشار دستوريا إلى لغاتها المتنوعة كلغات وطنية. لكن النص الدستوري على اللغة الرسمية يختلف من نظام دولة إلى آخر، باختلاف بنية الدولة والمجتمع والنظام، ففي الدول المركزية أو الاتحادية، حيث يوجد شعب موحد، ينص على لغات وطنية مختلفة، وعلى لغة رسمية واحدة جامعة، كما في فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وروسيا والصين...الخ، وفي البلدان التي تقوم فيها أنظمة كونفدرالية أو نظام المقاطعات، كما في سويسرا وبلجيكا ولوكسمبورغ وكندا...، يقع النص على أكثر من لغة رسمية. إن أي نص دستوري يتناول مسألة اللغة والانتماء، ينبغي أن يلحظ الحقيقة التالية، وهي أن المغرب بلد ينتمي إلى الوطن العربي الكبير، ويسعى إلى وحدته وإلى الوحدة المغاربية، وأن نسيجه الاجتماعي والوطني يقوم على تنوع ثقافي ولغوي، وأن اللغة العربية والأمازيغية والحسانية تشكل لغاته الوطنية، وأن اللغة العربية هي لغته الرسمية.' كما دعا البيان إلى 'التكريس الدستوري للحق في الثقافة والتثقيف من حيث هما حق من حقوق المواطنة، ولما لهما من أدوار رئيسية في بناء الذات، وصيانة القيم، وفي تمكين المجتمع. حمل البيان توقيع الكتاب والأدباء والنقاد التالية أسماؤهم: أحمد الخمليشي، أحمد المديني، ادريس بنسعيد، جليل طليمات، ربيعة ريحان، رقية المصدق، سالم يفوت، سعيد يقطين، شرف الدين ماجدولين، عبد الإله بلقزيز، عبد الجليل ناظم، عبد الحميد عقار، عبد الرحمن العمراني، عبد الصمد الديالمي، عبد الغني أبو العزم، عبد الفتاح الحجمري، عبد القادر الفاسي الفهري، عبد الله حمودي، العربي الجعيدي، العربي مفضال، علال الأزهر، علي كريمي، محمد الأشعري، محمد برادة، محمد بنيس، محمد جسوس، محمد الحبيب طالب، محمد الدكالي، محمد زرنين، محمد سبيلا، محمد سعيد السعدي، مصطفى المسناوي، محمد المريني، محمد الناصري، موليم العروسي، الميلودي شغموم، نجيب العوفي، نورالدين أفاية، نورالدين العوفي. أثار البيان عند صدوره عدة ردود فعل منتقدة له، من بينها موقف اتحاد كتاب المغرب الذي اعتبر أن البيان المذكور 'يجانب الحقيقة وينم عن عدم معرفة بمجريات الأمور'، كما أن 'الانطباع الذي عبر عنه بعض موقعي البيان قد جاء متأخرا، ولا يحمل أي جديد أمام ما سبق للأحزاب الوطنية والهيئات النقابية ومكونات المجتمع المدني أن قدمته بخصوص مشروع الإصلاحات الدستورية'. كما أوضح البلاغ أن اتحاد كتاب المغرب 'انخرط كليا ومنذ البداية في النقاش الذي انطلق غداة الإعلان عن ورش مراجعة الدستور، بما يقتضيه الأمر من روح وطنية ومسؤولية، وبادر من خلال دوره الفاعل، إلى جانب المؤسسات والمنظمات الثقافية المنضوية تحت الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، إلى الإسهام في بلورة مشروع متكامل، تم عرضه على أنظار اللجنة المكلفة بالتعديلات الدستورية، برئاسة الأستاذ عبد اللطيف المنوني، حيث إنه، فضلا عما لقيه المشروع من ترحيب واهتمام من لدن مختلف أعضاء اللجنة، تم تقديم خطوطه العريضة على صفحات بعض المنابر الإعلامية الوطنية. والمشروع هو ثمرة عمل 'مؤسساتي' جدي عن أهمية الشأن الثقافي في بلادنا بخصوصياته وتطلعات فاعليه، والتدابير المقترحة للنهوض به وسبل دسترتها، بعيدا عن أي دوافع فردية، أو البحث عن أية زعامة أو أي انفعال طارئ.' في السياق نفسه، أثار 'البيان الديمقراطي' غضب مجموعة من الجمعيات الأمازيغية وأنصار الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية، الذين فتحوا النار على الموقعين على البيان المذكور بالقول: 'إن الاستمرار في إقحام المغرب في دوامة الإيديولوجيا القومية العربية المتسمة بالعنف والتعصب والإقصاء، هو موقف خارج عن إجماع المجتمع المغربي وموقف خطير يهدد استقرار المغرب وهويته وخصوصيته'. وجاء في البلاغ الأمازيغي أيضا: 'إن الحركة الأمازيغية ونحن جزء منها تندد بما تضمنه 'البيان الديمقراطي' الصادر عن مجموعة من المثقفين القوميين العرب بالمغرب، والذين يسعون إلى حرمان الشعب المغربي من حقه في هويته الأمازيغية، وفي ترسيم لغته الأمازيغية في الدستور المقبل'. وقال الموقعون على البلاغ إنهم سيتصدون 'بكل قوة، في إطار النضال السلمي الديمقراطي المشروع، لكل من يريد أن يقف أمام حقوقنا المشروعة في هويتنا الأمازيغية وترسيم اللغة الأمازيغية بجانب اللغة العربية، ولكل من يرغب في الزج بالمغرب في متاهات الصراعات القومية التي لم يعد لها من شأن يذكر اليوم، أمام الرهانات الجديدة التي أصبحت تواجه كل دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والتي شعارها الكرامة وهدفها ترسيخ الديمقراطية والمساواة والسلم الاجتماعي الضامن للتنمية'. يذكر أن الدستور المغربي الجديد الذي صوت عليه المغاربة بالإيجاب، أقرّ اعتبار الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب العربية. مهرجانات تنتشر كالفطر وقاعات تحتضر وأفلام ساخنة! ثمة مفارقة تطرح نفسها باستمرار كلما طرح موضوع الفن السابع في المغرب، فبقدر ما تتكاثر المهرجانات السينمائية على مدار العام، بقدر ما يشتكي المتتبعون من التقلص المريع لصالات العرض إلى أقل من 50 قاعة في المغرب كله، في الوقت الذي كان العدد يفوق 250 قاعة خلال السبعينيات. كما يسجل المتتبعون أن الكثير من الأفلام المغربية الطويلة تُنتج بدعم أجنبي، فرنسي في الغالب، وبحضور متخصصين فنيين أجانب. ويلفتون الانتباه إلى سؤال الكم والكيف في الإنتاج السينمائي المغربي، ملاحظين غلبة مواضيع مبالغة في الجرأة لاسيما على مستوى ثيمات الجنس. ومن الأفلام التي أحبطت أفق انتظار العديد من النقاد والمهتمين بهذا الخصوص، شريط 'فيلم' لمحمد أشاور، الذي أوقفت إحدى القاعات السينمائية الشهيرة في الدارالبيضاء عرضه بعد الأسبوع الأول من تقديمه بسبب ردود الفعل التي أثارها، وكذا بسبب ضعف الإيرادات. كما أن الفيلم الجديد 'عاشقة من الريف' لنرجس النجار أحدث صدمة لدى مشاهديه خلال مهرجان مراكش السينمائي الدولي، ووصف بكونه فيلما مهينا 'يفضح عورات المغاربة ويتضمن مشاهد ساخنة'. في مقابل ذلك، لقيت مجموعة من الأفلام السينمائية الجديدة استحسان من شاهدوها، ويتعلق الأمر بفيلم 'أياد خشنة' لمحمد العسلي الذي ظل متكتما عليه لشهور عديدة، وكذا فيلم 'أشلاء' لمخرجه حكيم بلعباس الذي يتناول موضوعا اجتماعيا وإنسانيا، وفيلم 'العربي' الذي يتطرق لسيرة اللاعب المغربي، الراحل، الأسطورة العربي بنمبارك، وفيلم 'ماجد' لنسيم عباسي الذي فاز بجائزة الصقر الفضي في مهرجان الفيلم العربي بمدينة روتردام الهولندية، وفيلم 'حياة قصيرة' لعادل الفاضلي الذي توج بالجائزة الكبرى لمهرجان 'مالمو' السينمائي للأفلام العربية بالسويد. وشكل شريط 'نهار تزاد طفا الضو' مستهلا لتجربة المخرج محمد الكراط في الفيلم الطويل، وأيضا بداية للممثل رشيد الوالي في الإنتاج السينمائي حيث أشرك فيه معلنين خواصا. جوائز عربية وعالمية لأدباء وفنانين مغاربة فاز الأديب محمد الأشعري بجائزة البوكر العربية لسنة 2011 عن روايته 'القوس والفراشة'، كما أعلنت أكاديمية بيستويا الإيطالية عن فوز الشاعر محمد بنيس بجائزة 'تشيبّو' في دورتها الخامسة والخمسين وذلك عن كتاب 'البحر المتوسط والكلمة' و'ديوان' هبة الفراغ' الصادرين باللغة الإيطالية. ونال الشاعر عبد اللطيف اللعبي بالجائزة الدولية للأدب الفرنكفوني 'بنجامان فوندان' لسنة 2011 والتي يمنحها المركز الثقافي الروماني في باريس. وحصلت رواية 'نجوم سيدي مومن' للكاتب والفنان التشكيلي ماحي بنبين على جائزة 'كو دو كور' التي تمنحها الجمعية الفرنسية 'كو دو سولاي'. وفازت الشاعرة حليمة الإسماعيلي بالجائزة الأولى في المسابقة المغاربية للشعر النسوي التي نظمت في إطار الدورة الثالثة للمهرجان الثقافي للشعر النسوي' بمدينة قسنطينة الجزائرية. وكانت جائزة 'جورج طربيه' اللبنانية (صنف الثقافة) من صنف الأديبة المغربية الدكتورة لويزة بولبرس. ومنحت الأمانة العامة لجائزة المهاجر العالمية للفكر والآداب والفنون في أستراليا جائزتها في صنف القصة (مناصفة) للقاص والباحث والمترجم المغربي محمد سعيد الريحاني عن مجموعته القصصية '2011 عام الثورة'. ونال الفنان والناقد التشكيلي إبراهيم الحيْسن بالجائزة الثانية للبحث النقدي التشكيلي التي نظمتها دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في دورتها الثالثة والتي خصصت لمحور 'الهوية الراهنة في التشكيل العربي المعاصر'، وآلت هذه الجائزة للناقد المذكور عن دراسته النقدية 'الهوية والسيمولاكر عن تجربة الأنستيشن في التشكيل العربي المعاصر'. وفاز باحثان مغربيان بجائزتين من جوائز ابن بطوطة للأدب الجغرافي التي يمنحها 'المركز العربي للأدب الجغرافي ارتياد الآفاق'، ويتعلق الأمر بالباحثة مليكة الزاهدي التي فازت بجائزة تحقيق المخطوطات عن تحقيق كتاب 'البدر السافر لهداية المسافر إلى فكاك الأسارى من يد العدو الكافر' لمحمد بن عثمان المكناسي، كما حصل عبد النبي ذاكر على جائزة الدراسات عن كتاب 'رحالة الغرب الإسلامي من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر للهجرة' لمحمد المغيتربي. وبمناسبة الذكرى 687 لتأسيسها، نظمت أكاديمية 'ألعاب الزهور' بالكابيتول بمدينة تولوز الفرنسية، حفل الزهور التقليدي على شرف الفيلسوف والروائي المغربي بنسالم حميش، بمناسبة فوزه بالجائزة الكبرى لمؤسسة 'أوغيت بيريي' التي تمنحها هذه الأكاديمية العريقة. وتوّج 'المركز البيوغرافي العالمي' بمدينة كامبردج البريطانية الفنان الموسيقي المغربي حسن ميكري بلقب رجل السنة (2011) وذلك من بين العشرات من الفنانين في العالم؛ كما حصل الفنان نفسه على 'الميدالية الذهبية للمغرب' التي يمنحها 'المعهد الأمريكي للسيرة' تكريما للأشخاص الذين عرفوا بإبداعاتهم وتميزهم ونجاحهم. واختارت الهيئة الاستشارية لصحيفة 'المهاجر' الاسترالية و'منظمة المهاجر الثقافي' ضمن شخصيات العام 2011 للثقافة والسلام مديرة دار الثقافة بتطوان السوبرانو سميرة القادري، تقديرا لما قدمته خلال السنوات الثلاث الأخيرة كمحاضر لعدد من المحاضرات بمجموعة من الجامعات الأوربية، إضافة إلى عطائها المميز وبحثها في الفن الأوبرالي، وقد سبق أن توجتها المنظمة نفسها بالجائزة العالمية الخاصة بالفكر والآداب والفنون عن عملها 'من جبال البشرات إلى جبال عرفات' الذي يضم أشعارا وأناشيد صوفية لشعراء موريسكيين بعد سقوط غرناطة، إضافة إلى تتويجين دوليين آخرين خلال هذه السنة، حيث حصلت الفنانة المذكورة على الميدالية الذهبية التي يمنحها المجلس الوطني للموسيقى بالمغرب، وكذا الجائزة الكبرى لمؤسسة ناجي نعمان الدولية بلبنان التي توجتها أيضا سفيرة فخرية للثقافة بالعالم. وتوّجت الكاتبة المغربية الشابة حنان والواه بالجائزة الأولى للدورة الرابعة 'بحر من الكلمات' التي تنظمها مؤسسة 'أنا ليند' و'المعهد الأوربي للبحر المتوسط'، وذلك عن عملها الأدبي 'القفل'. ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة الثقافة المغربية عن أسماء الفائزين بجائزة المغرب للكتاب لسنة 2010، في أصناف الدراسات الأدبية والفنية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والترجمة، والشعر، والسرديات والمحكيات. وكان الفائزون بها على التوالي هم: محمد بازي عن كتابه 'التأويلية العربية، نحو نموذج تساندي في فهم النصوص والخطابات'، وموسى الحاج عوني عن كتابه 'فن المنقوشات الكتابية في المغرب الإسلامي' وحميد تيتاو عن كتابه 'الحرب والمجتمع في العصر المريني' (مناصفة بينهما)، وسعيد بنكراد عن ترجمته كتاب 'سيميائيات الأهواء من حالات الأشياء إلى حالات النفس' لمؤلفيه ألجيرداس وغريماس وفونتينيي، والشاعرة فاتحة مرشيد عن ديوانها 'ما لم يقل بيننا' ومحمد عزيز الحصيني عن ديوانه 'أثر الصباح على الرخام' (مناصفة)، والأديب سعيد علوش عن كتابه 'كاميكاز'. سجن.. برلمان.. نشاطات.. حفلات تكريم ' أواسط العام 2011، أودع الكاتب والصحافي رشيد نيني (مؤسس صحيفة 'المساء') السجن، بتهمة 'تحقير مقرر قضائي ومحاولة التأثير على القضاء، والتبليغ بوقائع إجرامية غير صحيحة'، وأعلنت مجموعة من الهيئات الثقافية والحقوقية والمجتمعية المغربية تضامنها مع رشيد نيني مطالبة بإطلاق سراحه، غير أن محكمة الاستئناف أيدت الحكم الابتدائي. العديد من المتتبعين يُجمعون على أن رشيد نيني أدى ضريبة جرأته المهنية وفضحه العديد من ملفات الفساد في المغرب. ' من بين الوجوه الثقافية التي ولجت البرلمان المغربي الجديد خلال الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها (في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011)، الممثل الشاب ياسين أحجام (حديث العهد بحزب 'العدالة والتنمية' الإسلامي الذي يقود الحكومة الجديدة). وفازت أيضا الفنانة الغنائية الأمازيغية فاطمة تابعمرانت التي ترشحت باسم حزب 'التجمع الوطني للأحرار' (الذي اختار المعارضة). كما حافظت الكاتبة رشيدة بنسمعود عن مقعدها في البرلمان، تحت يافطة حزب 'الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية' (الذي انتقل هو الآخر إلى المعارضة). ' كَثّف الكاتب المغربي الدكتور حسن أوريد من نشاطه الثقافي والفكري والأدبي، من خلال مجموعة من المحاضرات وحفلات توقيع إصداراته الجديدة في عدة مدن مغربية وأوربية. ومن بين آخر إصدارات أوريد رواية 'صبوة في خريف العمر' ورواية 'الموريسكي' (التي ترجمها من الفرنسية إلى اللغة العربية الكاتب عبد الكريم الجويطي). ' حظي عدد من الأدباء المغاربة بحفلات تكريم خلال تظاهرات ثقافية متعددة، فقد احتفى 'المهرجان الوطني للقصة القصيرة' الذي احتضنته مدينة بني ملال بالقاص والروائي مبارك ربيع، وكان المهرجان من تنظيم اتحاد كتاب المغرب بتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة بتادلا أزيلال. وكرّم 'مهرجان فاس المتوسطي للكتاب' الذي نظمه نادي الكتاب، الناقد والمترجم إبراهيم الخطيب. كما توّج 'الملتقى الدولي الأول حول قصيدة النثر العربية' في مدينة مراكش بتكريم الشاعر سعد سرحان. وأقامت جمعية محترف الواحة للمسرح في مدينة الدارالبيضاء حفل تكريم الكاتب المسرحي المسكيني الصغير، وذلك في إطار المهرجان المغاربي للمسرح الشعبي. ' نظم 'بيت الشعر في المغرب' أواسط آذار (مارس) الدورة الأولى لمهرجان الشعر العربي الإفريقي في مدينة زاكورة (بالجنوب المغربي)، بمشاركة شعراء من المغرب وتونس ومصر وسوريا ولبنان والسنغال والكاميرون وبوركينا فاصو والكونغو الديمقراطية. اختتمت التظاهرة بإصدار 'بيان زاكورة' الذي شدد على أهمية تنظيم المهرجان كل سنتين وتشجيع نشر الدواوين والأنطولوجيات باللغتين العربية والفرنسية، واقتراح إدخال النصوص التمثيلية للشعر العربي والإفريقي في المقررات التعليمية. ' تعززت الحركة الثقافية في المغرب بتأسيس 'المركز المغربي للثقافة والفنون العريقة' الذي نظم خلال العام 2011 لقاءين هامين: ندوة 'سؤال القيم في المجتمعات المعاصرة' التي شارك فيها: إدريس العلوي المدغري وإدريس الكراوي وبنسالم حميش، ومحاضرة حول 'سؤال الحداثة في العالم العربي' قدمها حسن أوريد. ' عاد الباحث الأنثروبولوجي الدكتور فوزي الصقلي لإدارة مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، ومع عودته استعادت التظاهرة روحها وتوهجها. بدا ذلك واضحا من خلال برنامج التظاهرة التي تضمن إبداعا تحت عنوان 'مجنون ليلى أو الحب الصوفي'، وكذا من خلال مشاركة الفنانة اللبنانية جوليا بطرس والنجم العراقي كاظم الساهر والإخوة غونديشا من الهند، ومجموعة الفنان السنغالي دودو نداي روز برفقة المجموعة الكورالية لسان جوزيف دو مدينا، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات فكرية حول: 'أي حكم لهذا العصر؟'، و'أي مستقبل للشرق الأوسط'، و'الربيع العربي: آفاق المغرب العربي الجديدة'. ' انتُخب المخرج المسرحي مسعود بوحسين رئيسا للنقابة المغربية لمحترفي المسرح خلفا لحسن النفالي، أثناء مؤتمر عام احتضنه مدينة آسفي. ' عُيّن الفنان التشكيلي محمد القطبي رئيساً للمؤسسة الوطنية للمتاحف التي ستتولى النهوض بالموروث الثقافي المغربي. 'كل نفس ذائقة الموت' فقدت الساحة الثقافية خلال العام 2011 القاص والناقد المغربي محمد البحتوري الذي سبق أن ألف عدة مجموعات قصصية من بينها: 'الجدار' و'القفص المرآتي' و'بوابة الزلزال'؛ كما كانت له عدة إسهامات صحفية في مجال النقد التشكيلي. وانتقل إلى عفو الله أيضا الباحث محمد البردوزي الذي نشر كتبا متعددة، من بينها 'تحديث التعليم بالمغرب' ومآلات ديمقراطية: تحليل المغرب السياسي وآفاقه المستقبلية'، كما ترجم إلى اللغة العربية كتاب 'علم النفس والبيداغوجيا' لجان بياجي، وكان الراحل أحد أعضاء لجنة إعادة صياغة الدستور الذي صادق عليه المغاربة أول تموز (يوليو). وتوفي كذلك الدكتور علي لغزيوي، العالم والأديب ومحافظ مكتبة القرويين التاريخية، مخلفا وراءه عدة كتب من بينها: 'أدب السياسة والحرب في الأندلس' (بالاشتراك)، 'الباقي من كتاب القوافي: حازم القرطاجني، تقديم وتحقيق'، 'الصحراء المغربية في البحوث الجامعية'، 'مدخل إلى المنهج الإسلامي في النقد الأدبي'. كما سلم الروح إلى بارئها الكاتب والصحافي مختار الزياني صاحب المجموعة القصصية 'مراتب الغربة'. وفقدت الساحة الفنية المغربية عددا من وجوهها المميزة: عبد النبي الجراري الملحن والعازف والشاعر وصاحب البرنامج التلفزيوني الشهير 'مواهب' الذي كان مخصصا لاكتشاف الأصوات الشابة في مجال الغناء. المخرج السينمائي أحمد البوعناني صاحب الفيلم الشهير 'السراب' وكذا فيلم 'ذاكرة 14'، بالإضافة إلى عدد من الأفلام القصيرة والأشرطة الوثائقية. المخرج إبراهيم السايح الذي اشتهر بدبلجة العديد من الأفلام السينمائية العالمية إلى الدارجة المغربية، حيث ترجم بهذا الخصوص أزيد من 150 فيلما هنديا وفرنسيا وإنجليزيا وإيطاليا. الفنان صالح الشرقي عازف القانون وملحن عدة أغان مغربية ومؤلف كتاب 'مدخل إلى تاريخ الموسيقى المغربية' بالإضافة إلى سيرته الذاتية التي عنونها ب'جل ترَ المعاني'. الممثل مصطفى سلمات الذي اشتهر بالمشاركة في العديد من الأعمال المسرحية (ولاسيما ضمن فرقة 'مسرح الناس' للطيب الصديقي)، علاوة على مجموعة من الأعمال الفنية التلفزيونية والسينمائية. الممثل عائد موهوب الذي ساهم في تطوير الإبداع المسرحي والسينمائي المغربي. الممثلة حبيبة المذكوري إحدى الفنانات الرائدات بالمغرب في مجال التمثيل الإذاعي والتلفزيوني.