تم اليوم الثلاثاء ببكين الإطلاق الرسمي للبرنامج الإفريقي الصيني للبحث العلمي والتبادلات الأكاديمية، أحد آليات التعاون الجديدة التي أعلن عنها رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو خلال المؤتمر الوزاري الرابع لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي المنعقد في شرم الشيخ في نونبر الماضي. وجرى حفل إطلاق هذا البرنامج الأكاديمي برئاسة داي بينغوا مستشار مجلس الدولة الصيني، وبحضور أكثر من مائة باحث وأكاديمي إفريقي وصيني. ومثل المغرب كل من سفير جلالة الملك في بكين جعفر حكيم لعلج وإبراهيم الفاسي الفهري رئيس معهد أماديوس ومحمد بنحمو رئيس الفيدراليات الإفريقية للدراسات الاستراتيجية وطارق التلاتي رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية. وسيمكن هذا البرنامج الأكاديميين ومراكز البحث والتفكير في الطرفين من التوفر على آليات دائمة تتيح فرصا أكبر للتعاون والمبادلات في المجالات الاكاديمية والبحث العلمي، إذ سيشمل البرنامج تنظيم ندوات ودراسات وأبحاث ونشر الكتب والمؤلفات حول مجالات تتيح ترسيخ التعاون الصيني الإفريقي، والتعاون الجامعي، وتعزيز الشراكة الصينية الإفريقية والدفع بالعلاقات بين الطرفين بشكل مستديم ومدعم. وفي كلمة بالمناسبة، قال داي بينغوا إنه من خلال هذا البرنامج ستوسع الصين التبادلات بين الأفراد والتبادلات الثقافية مع إفريقيا وتبادل خبرات التنمية، إلى جانب تقديم دعم فكري لصياغة سياسات تعاونية أفضل للجانبين. وذكر بالإجراءات الثمانية التي طرحها رئيس الوزراء الصيني خلال قمة شرم الشيخ وابرزها التزام الصين بتقديم عشرة مليارات دولار من القروض الميسرة للدول الأفريقية وتأسيس شراكة بين الصين وأفريقيا لمواجهة تغير المناخ وإطلاق شراكة في العلوم والتكنولوجيا تنفذ في إطارها بكين مائة مشروع نموذجي بالتعاون مع أفريقيا في البحث العلمي والتكنولوجي. واعتبر وانغ ويغوان نائب رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية والتي تعد ابرز مؤسسة تفكير في مختلف التخصصات في الصين تابعة مباشرة لقيادة الحزب الشيوعي ولرئاسة الحكومة، أن التعاون الأكاديمي الصيني الإفريقي سيعمل على إزالة أي سوء تفاهم ناتج عن البعد الجغرافي والاختلافات الثقافية أو اللغوية كما سيمكن الطرفين من تطوير سليم لعلاقاتهما في مختلف المجالات. وأعرب عن استعداد مؤسسات الأبحاث والدراسات الصينية لاستقبال الخبراء الأفارقة للزيارات والتدريس وتنظيم الندوات وإعداد الدراسات المشتركة، وقال إن هناك برامج هامة تتطلع الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية لإنجازها مع الجامعات ومراكز البحوث الإفريقية في مجالات أكاديمية مختلفة. وبمناسبة الإطلاق الرسمي لهذا البرنامج، تم تنظيم ندوة حول "السلم والتنمية بإفريقيا" بمشاركة أكادميين وخبراء من الطرفين، تناولت قضايا متعلقة بتنمية القارة الإفريقية وتسوية النزاعات والأمن والاندماج الإقليمي، وكذلك تعزيز التعاون الصيني الإفريقي في أعقاب الأزمة المالية العالمية.