قال الكاتب الصيني، جون لي، إن بلاده تتودد إلى أفريقيا ليس من أجل وفرة المصادر والثروات الأفريقية فحسب، وإنما لأن بكين ترى في أفريقيا سوقا استهلاكية أمام مزيد من البضائع والسلع الصينية في المستقبل. وأشار الباحث في السياسة الخارجية لدى مركز الدراسات المستقلة في سيدني، في مقال له نشرته مجلة» تايم «الأميركية، إلى أن الصين أعلنت في 20 أكتوبر الماضي، إعفاءات شملت 32 دولة أفريقية من ديون مترتبة عليها لبكين، في محاولة لتوسيع العلاقات الاقتصادية مع دول القارة. وأضاف الباحث -وهو زميل زائر لدى معهد هدسون في واشنطن- أن إعلان الصين جاء قبل أيام من لقاءات بين مسؤولين صينيين ونظرائهم من الدول الأفريقية. ومضى إل القول أنه سبق للصين أن عقدت لقاء على مستوى القمة مع القادة الأفارقة عام 2006 الذي أعلنته بكين «عام أفريقيا» وشاركت فيه 48 دولة أفريقية، وفرشت بكين السجاد الأحمر لاستقبال 17 رئيسا أفريقياً. وأشار الكاتب إلى المؤتمر الوزاري الرابع لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي المنعقد في شرم الشيخ المصرية بحضور رئيس الوزراء الصيني، ون جيا باو، (بمشاركة 49 دولة أفريقية بالإضافة إلى الصين) في إطار تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين بكين والقارة السمراء. أهداف بكين وتساءل جون لي عن الأهداف التي تسعى إليها بكين من وراء تلك المؤتمرات واللقاءات؟ وأجاب أن لدى الصين خططا اقتصادية وطموحات كبيرة في أفريقيا تذهب إلى أبعد من البترول والمعادن، موضحا أن بكين تسعى لموطئ قدم فيما سماه السوق الاستهلاكي الكبير في القارة الأفريقية، بالإضافة إلى الثروات الخام تحت أراضيها. وأضاف أن دول أفريقيا تشهد نموا سكانيا هائلا يشبه إلى حد بعيد النمو السكاني في الهند، مضيفا أن أفريقيا إذا ما نظر إليها المرء كوحدة واحدة، فإنه يجدها تنمو لتقترب من الصين في عدة عقود قادمة من حيث عدد السكان. وقال إنه بينما تركز الدول الغربية على نصف الكأس الفارغ في أفريقيا المتمثل في الفقر المدقع، تتطلع الصين إلى النصف الملآن المتمثل في السوق الاستهلاكية الواسعة التي ستفتح أبوابها أمام مزيد من البضائع والسلع الصينية المتنوعة، في ظل ما سماها الخطط الاقتصادية والتسهيلات التجارية التي تتبناها بكين.