قال رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، إن "النقاش الدائر حاليا حول القانون الإطار الخاص بالتربية والتعليم متجاوز، والواقع يفرض أن يتجه المغرب نحو خيار المستقبل، على اعتبار أن العالم يجري بسرعة". كما أشار المسؤول الحكومي إلى أن "الفاعل الحقيقي هو الذي يطرح القضايا في مستوياتها العميقة، خصوصا أن هناك أمورا عديدة أصبحت تستوجب التدارك، على رأسها الشغل وغيره من القضايا التي من الممكن أن تؤدي إلى توترات اجتماعية". وأضاف العثماني، في الدورة العاشرة ل"الجامعة الشعبية"، اليوم السبت في مدينة سلا، أن "المغرب ملزم بالانخراط في المستقبل، فالعديد من التخصصات والمهن الحالية ستصبح غير موجودة على المدى القريب أو البعيد، وبالتالي وجب الاستعداد الجيد لذلك بتحضير الأجيال القادمة"، لافتا الانتباه إلى أن "البلاد معروفة باتخاذها الخيارات السليمة والصحيحة في لحظات حاسمة من تاريخها". وأورد رئيس الحكومة، الذي حل ضيفا على حزب الحركة الشعبية في هذا الموعد، أن "المملكة حاولت على الدوام التأسيس لتوجه يدمج جميع الأطراف ويستفيد من جميع الآراء"، مشددا على أن "توفير الدعم اللازم للغة الأمازيغية مسؤولية وطنية"، وزاد مطالبا ب"توفير فضاء صحي للنقاش بخصوص الموضوع". وأشار العثماني، في دورة الجامعة الشعبية التي اتخذت "الديمقراطية اللغوية والثقافية بالمغرب" شعارا لها، إلى أن "الرغبة الحقيقية للحكومة تكمن في ضمان تعليم متين يواكب العصر الحالي، كما ينفتح على المستقبل، ويضمن الشغل الجيد لجميع أبناء الوطن"، مشيرا على أن "النقاش دائما ما يكون مفيدا للبلاد والمواطنين". وأوضح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أنه "يواظب على حضور الجامعة الصيفية منذ سنوات، وحضوره هذه المرة يأتي من أجل المساندة"، كما قال إنه يرحب دائما بجميع الآراء والتوصيات من أجل الاطلاع عليها وتدارسها، رافضا أن "يستمر تخلف المغرب عن الحركة التي تدور في العالم"، بتعبيره. وأردف العثماني: "مهما كان الخلاف فإنه سيمكن من التقدم نحو الأمام؛ بدون اختلاف لن يكون هناك نقاش"، مشيرا إلى أن "مسألة دعم اللغات الوطنية أصبحت تستوجب إعادة منظورنا لها على ضوء المستجدات التي جاء بها دستور 2011"، ومشددا على "ضرورة التفكير في الإستراتيجيات على مدى 2020 إلى 2025، لأن الحاضر سرعان ما يتحول إلى ماض، والأساسي الآن هو المستقبل".