خطف المغرب جائزتين من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، الذي احتضنته مصر على مدى أسبوع، ليبصم عن حضور متميز للسينما المغربية بصنفيها الطويلة والقصيرة. وتوج فيلم "طفح الكيل"، للمخرج المغربي محسن بصري، بجائزة الحسيني أبو ضيف لأفضل فيلم حريات، والفيلم المغربي "أليس" لفيصل بن أغرو بجائزة أفضل إسهام فني. وخلق الفيلمان المغربيان المتوجان نقاشا فنيا ضمن فعاليات المهرجان الإفريقي بطرحهما قضايا اجتماعية شائكة، برؤية فنية خارجة عن المألوف. وفتح الفيلم المغربي القصير "أليس" حوارا فنيا استثنائيا حول حضور الفن التشكيلي على الشاشة الفضية، واعتماد المخرج الشاب فيصل بن أغرو على اللون لرسم مشاهد فيلمه، الذي يسلط الضوء على موضوع اغتصاب الأطفال. واستخدم المخرج اللون الأحمر الذي يعبر عن الدم واللون الأبيض كإشارة إلى اللبن، والمزج بينهما يأتي في إطار الجمع بين نقيضين، فالأول يرمز للموت والثاني إلى الحياة، في محاولة للتعبير عن حالة اغتيال البراءة، حسب تعبيره. أما الفيلم المغربي "طفح الكيل"، المتوج بجائزة الحريات، فنقل جانبا مظلما من وضعية المستشفيات العمومية، والمتاجرة بأرواح بشرية تئن من شدة الألم. ويعتبر المخرج المغربي أن "الواقع المؤلم الذي نقله عن أحد المستشفيات العمومية بمدينة الدارالبيضاء يتطابق في جوهره، من خلال مشاهد سيادة الرشوة والإهمال وحالات الاكتظاظ والهشاشة، مع عدد من البلدان العربية والإفريقية التي لازالت فيها الصحة العمومية تحتل مراتب متدنية". وتدور أحداث الفيلم بين يوم وليلة أسودين، وصورها المخرج بعين شاب حاول الانتحار برمي نفسه من قنطرة طريق بسبب "سوداوية" الحياة الاجتماعية، غير أن سقوطه فوق شاحنة أغنام حال دون موته، لينقل إلى المستشفى لتلقي العلاجات. وتنافس المغرب على جوائز المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، التي تضم لجنة تحكيمها المخرج المغربي نور الدين لخماري، بفيلمي "مباركة" للمخرج محمد زين الدين، و"إنديكو" للمخرجة سلمى بركاش؛ كما تنافس على جوائز المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة بفيلمي "أليس" لفيصل بن أغرو و"ياسمينا"، إخراج علي الصميلي، وكلير كاهين. وحضر المغرب في مسابقة أفلام الحريات بشريط "طفح الكيل" للمخرج محسن البصري، وعرض "تكيتة السوليما" للمخرج أيوب اليوسفي، و"رُحُل.. بدو" للمخرج أوليفي كوسماك، إنتاج مغربي/ فرنسي، خارج المسابقة.