حاول الجنرال فرانسيسكو فرانكو (الصورة)الذي حكم إسبانيا على مدى أربعة عقود تقريبا، تطوير برنامج نووي عسكري ليحول إسبانيا إلى قوة عالمية، حسب تقرير سري لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) نشر في الولاياتالمتحدة الاثنين الماضي بعد رفع السرية عنه. وتطرقت صحيفةإلباييس للتقرير بعنوان "القنبلة التي خطط لها فرانكو", مشيرة إلى أنه في العام 1987 تم كشف النقاب عن وجود تقارير سرية في هذا الاتجاه ، وكشفت الصحيفة الإسبانية أن الجنرال الاسباني فرانكو أبدى نية في امتلاك السلاح النووي وذلك للرد عن أي تهديد مغربي أو جزائري. "" وقالت الصحيفة الاسبانية إن السلطات الاسبانية لم توقع على اتفاقية حظر الأسلحة النووية، وحشدت المزيد من اليورانيوم، وبدأت في تخصيبه وتفعيل عدد من المفاعلات النووية. وأوضحت أن الجنرال فرانكو كان يفكر في امتلاك السلاح النووي في السبعينيات، تحسبا لتهديد محتمل من طرف الجزائر والمغرب، خشية المطالبة باستقلال الصحراء الغربية، والجيوب المستعمرة من اسبانيا مثل سبتة ومليلة. وحسب التقرير ذاته "السري للغاية "والمكون من 50 صفحة والذي رفع عنه حظر النشر بطلب من أرشيف الأمن الوطني في جامعة جورج تاون، فإن حكومة فرانكو خططت لتطوير برنامج نووي عسكري يستحق أن تنتبه إليه الولاياتالمتحدة. ويصف تقرير"سي آي أي" الذي يحمل تاريخ 17 ماي 1974 -أي بعد إجراء الهند عددا من التجارب النووية- البرنامج بموسع وطموح يشمل منشآت نووية بينها ثلاثة مفاعلات عاملة وسبعة قيد الإنشاء و17 محل بحث, ومنشأة تجريبية لتخصيب اليوارنيوم. واعتبر التقرير أن إسبانيا إضافة إلى إيران ومصر وباكستان والبرازيل وكوريا الجنوبية تحتاج عقدا على الأقل لتطوير برنامج أسلحة نووية, لكن أحد هذه الدول ربما أجرى تجربة نووية قبل ذلك بحصوله على العتاد اللازم أو مساعدة أجنبية. ورفضت إسبانيا الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي لأن التزامات الدول غير النووية تتضمن تفتيشات منتظمة ما قد يكشف برنامجها للدول المنافسة. غير أن التقرير يشير أيضا إلى أن قادة إسبانيا يرون في اتفاق عسكري مع الولاياتالمتحدة ضمانة أمنية أهم من قدرة نووية مستقلة, وهو رأي لن يتغير حسب التقرير إلا إذا اجتمعت مجموعة ظروف بينها موقع إسبانيا قرب جبل طارق والبرتغال وشمال أفريقيا وفقدان علاقات الأمن مع الولاياتالمتحدة والناتو, وربما حكومة تأتي بعد فرانكو غير واثقة من نفسها. عن الصحافة الإسبانية